من "كورونا" الى أوكرانيا و"تايوانيا" والتهديد بتدمير سمعة تكنولوجيا الصين بعد لقاحاتها! | أخبار اليوم

من "كورونا" الى أوكرانيا و"تايوانيا" والتهديد بتدمير سمعة تكنولوجيا الصين بعد لقاحاتها!

انطون الفتى | الإثنين 05 ديسمبر 2022

ضربة "تغيير المصير" للصين كما شكّلت أوكرانيا ضربة "تغيير مصير" لروسيا؟

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

انتقل العالم في شباط الفائت رسمياً، من أزمة "كورونا" (جائحة كوفيد - 19")، الى أزمة أوكرانيا، بتداعيات سياسية، واقتصادية، وعسكرية... وبتكتّلات وتحالفات وصداقات جديدة، عدّلت الكثير في تلك التي نتجت عن الجائحة. فتباعد الغرب والشرق كثيراً بعد الحرب الروسيّة على أوكرانيا، بعد مرحلة من التلاقي، ومن تبادُل تلقّي المساعدات، خلال حقبة تفشّي "كوفيد - 19".

 

احتجاجات

وأما الصين، فهي لا تزال تتخبّط بـ "كورونا" على الصّعيد الداخلي، حتى الساعة، بين حَجْر وفكّه، وفرض إغلاق والتخفيف منه... الى جانب حَبْس الناس في منازلهم، وسجن المصابين في مراكز محدّدة، حيث المياه الباردة، واقتلاع الأولاد من منازلهم، ومن أحضان الآباء والأمهات في كثير من الأحيان والحالات... ضمن مسار تسبّب باندلاع احتجاجات شعبيّة طالبت بتنحّي الرئيس الصيني شي جينبينغ عن الحُكم، وسط صيحات تصدح بفَشَل سياسة "صفر كوفيد".

 

تغيير سياسي

الاحتجاجات الصينية التي اندلعت مؤخّراً، والمواجهات التي تسبّبت بها بين المحتجّين وعناصر الأمن الصينيّة، ذكّرتنا بتلك التي نشاهدها في شوارع إيران، وذلك رغم الفارق السياسي والاقتصادي والمعيشي والشعبي الهائل بين الصين وإيران.

فالمواطن الإيراني يثور على القمع الديني، والسياسي، والمعيشي، وعلى عمل سلطوي يصرّ على إماتته فقراً، ومرضاً، وجوعاً، ومن دون منحه حتى حقّ الاعتراض. وأما المواطن الصيني، فقد انتفض على "القمع الوبائي"، الذي فتح له جروح القمع الإيديولوجي، والسياسي، وحتى المعيشي والاقتصادي في بلد يحتلّ المرتبة الاقتصادية الثانية عالمياً، فيما نسبة مهمّة من شعبه لا تزال جائعة، ومن دون كهرباء، حتى الساعة. ولذلك، شهدت احتجاجات الصين مطالبات بالحرية، وبالتغيير السياسي أيضاً.

 

مُربَكَة

الصين - الدولة تتحضّر لمزيد من مدّ أجنحة "تنانينها" في كلّ مكان من العالم، سواء على الأرض أو في الفضاء، ومن باب مبادرة "الحزام والطريق"، ومن خارجها أيضاً. وهي تحظى بمراقبة غربية - شرقيّة لمدى التطوُّر المستمرّ لقدراتها العسكرية، ولمدى قدرتها على شنّ حرب على تايوان لاستعادتها بالكامل، ولو بالقوّة.

ولكنّها في الوقت نفسه عاجزة عن حُسن التدبير الكامل لجائحة، مسّت بصورة الحزب "الشيوعي" الحاكم هناك، وتسبّبت بخسائر للاقتصاد الصيني خلال عام 2022 خصوصاً. كما أن الصين مُربَكَة بالصّورة الجديدة التي ترغب بتقديمها عن شعبها، في مرحلة ما بعد "كوفيد - 19"، في الوقت الذي تتعايش فيه معظم دول العالم، وشعوب الدول الكبرى "الزّميلة" لبكين في عوالم المنافسة الدولية، مع الوباء، من دون إغلاقات، ومنذ وقت طويل.

 

"تايوانيا"؟

فهل تكون "كورونا" الصين، ضربة "تغيير المصير" بالنّسبة الى بكين، وذلك تماماً كما شكّلت أوكرانيا ضربة "تغيير مصير" لروسيا. وهو سؤال يتجاوز شكل المستقبل الروسي المُمكن بعد الحرب على أوكرانيا، وشكل صين ما بعد "كوفيد - 19"؟

الأمر الأكيد، هو أن الصين تشكّل حلبَة التنافُس الأساسي مع الولايات المتحدة الأميركية حالياً. ولكن العالم يمضي ضمن مرحلة من الاضطرابات، التي سترافقه من الآن والى ما بَعْد مدّة طويلة. ولا مجال لتحديد الحدث القادر على التأسيس لنقطة تحوُّل عالمية تامّة. فهل تهاجم الصين تايوان، هرباً من مشاكل "كوفيد - 19" بنسخته الصينية، فتنقل شعبها والعالم من "كورونا" وأوكرانيا، الى "تايوانيا"؟ أو هل يمنع "كورونا" سلطات بكين، من مجرّد التفكير بتجاوز الحدود باتّجاه تايوان؟

لا شيء مؤكّداً حتى الساعة، وسط إرباك صيني قد يزداد مع مرور الوقت، وهو يتراوح ما بين الرّغبة بنموذج صيني فريد من نوعه عالمياً في القضاء على الأوبئة، بما يخدم الصورة السياسية والعسكرية والاقتصادية والإيديولوجيّة للحزب "الشيوعي" الصيني، وبين لقاحات صينيّة فقدت سمعتها باحتجاجات "كوفيد - 19" الصينيّة، وهي تهدّد سمعة الاقتصاد الصيني، والجيش الصيني، والتكنولوجيا الصينية.

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار