مرحلة "اشتباكيّة" تحبس لبنان في السّجن مع أشغال شاقّة لانتزاع تسوية! | أخبار اليوم

مرحلة "اشتباكيّة" تحبس لبنان في السّجن مع أشغال شاقّة لانتزاع تسوية!

انطون الفتى | الثلاثاء 06 ديسمبر 2022

مصدر: التوقيت الذي نحن فيه الآن غير مُناسِب لإنتاج تفاهمات داخلية

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

تصرّ بعض الأطراف السياسية على حوار داخلي، يقود الى انتخاب رئيس للجمهورية. وهو حوار "سلّة"، لن ينحصر بانتخابات رئاسية، بل سيشمل الحكومة الجديدة طبعاً، وبيانها الوزاري، وغيرها من الملفات التي تتقاتل حولها أفرقاء الحُكم، خلال كلّ "عهد" رئاسي.

ولكن ما هو هذا الحوار، بعدما فقدت الدولة هويّتها في لبنان، على المستويات كافّة تقريباً، وبعدما فقدت الرئاسات في البلد هويّتها أيضاً؟

 

دور؟

فما هو دور رئيس الجمهورية، الذي يُستسهَل الفراغ في منصبه ولو امتدّ لسنوات، والذي يُنظَر الى التلاعُب بالنّصاب في جلسات انتخابه وكأنه أمر طبيعي ومشروع، والذي يُحبَس في سجون رغبات حوارية، وذلك منذ أكثر من عقد من الزّمن؟ وما هو دور حكومة، قد لا تُشكَّل إلا بعد سنة مثلاً من تكليف رئيسها بالتشكيل، وهو وضع يُلازمنا منذ أكثر من عقد أيضاً؟

وما هو دور مجلس النواب الذي يحتفظ بقوّته، ولو أُفرِغَت كل باقي السلطات، والذي قد يُساهم بتمديد حالة الفراغ في الرئاسة الأولى، تماماً كما هو الحال مع "فرط" النّصاب بعد كل جولة أولى لانتخاب رئيس للجمهورية؟ وما هو دور مجلس نواب ينتخبه الناس، ليُسرّع الخطوات في كل تشريع ينهض بلبنان، ولينتخب رئيس جمهورية،... فيما لا يقوم هو إلا بالمرسوم له من جانب البعض، حتى ولو أُفرِغ البلد من ناسه؟

 

طاولة حوار

فالتجاوزات السابق ذكرها، وفقدان الضّوابط في تشويه قوّة أو دور هذه السلطة أو تلك في البلد، هي التي تحتاج الى طاولة حوار، لا الإتّفاق على إسم رئيس، ولا على شكل حكومة، ولا على "سلال" سياسية - اقتصادية، نظراً لكونها (التجاوزات) أفقدت السلطات في لبنان الكثير من أدوارها، وهويّتها، وجعلتها رهينة توافُقات داخلية هي أقرب الى حُكم بالسّجن المؤبَّد مع أشغال شاقّة، لانتزاع تسويات قد لا تكون لصالح الشعب والبلد، بالضّرورة.  

 

الفريق الواحد

شدّد مصدر مُطَّلِع على أن "كل الملفات مرتبطة بتقاطُعات ضمن توقيت معيّن. والتوقيت الذي نحن فيه الآن غير مُناسِب لإنتاج تفاهمات داخلية. فالانقسام بين اللبنانيين، والاختلاف على العناوين الكبرى يبدأ من موضوع الدولة، وذلك بغضّ النّظر عمّا إذا كانت القوى المُتنازعة تشعر أو لا تشعر، بأن لديها مصلحة للتقاطع على تسوية معيّنة في هذا التوقيت".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أننا "في ظلّ مرحلة اشتباكيّة لا حوارية، وهو اشتباك غير تقليدي، لأنه لا يقوم بين الفريقَيْن المتنازعَيْن حول موضوع ومفهوم الدولة، أي الفريق "السيادي"، وذاك "المُمانِع"، بل ان الانقسام يتحكّم بالفريق الواحد نفسه، وبمختلف مكوّناته، وهو فريق محور "المُمانَعَة".

 

بدأ في الرئاسة

وأشار المصدر الى أن "ما رأيناه في جلسة الحكومة أمس هو خير دليل على أن فريقاً واحداً في البلد هو الذي يتصارع مع نفسه. فالمعارضة غير مُمثَّلَة في الحكومة أصلاً، ورغم ذلك وقعت المشكلة. وهذا الخلاف بدأ أساساً بين المكوّنات "المُمانِعَة" في رئاسة الجمهورية، وانتقل من هناك الى دور حكومة تصريف الأعمال، فشكّلت الأخيرة مسرحاً جديداً من مسارح الخلافات بينهم".

وختم:"الأمور باتت واضحة. وسيكون كل شيء معلَّقاً حتى يتمكّن هذا الفريق من حَسْم مشاكله الداخلية. فالمشكلة الأساسية حالياً هي أن الخلاف داخل هذا الفريق يتسبّب بالشغور الرئاسي، وبالخلافات الحكومية. وطالما أن هذا الفريق لا ينجح في توحيد صفوفه حول رؤية رئاسية واحدة، فإننا لن نشهد أي حلول قريباً".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار