هل ردّ "الناتو" على صاروخ بولندا بهجمات أوكرانيّة في العُمق الروسي؟ | أخبار اليوم

هل ردّ "الناتو" على صاروخ بولندا بهجمات أوكرانيّة في العُمق الروسي؟

انطون الفتى | الأربعاء 07 ديسمبر 2022

قاطيشا: حرب لن يحسمها التصعيد العسكري بل التفاوُض

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

هل ردّ حلف "الناتو" على سقوط صاروخ على قرية بولندية قرب الحدود مع أوكرانيا، خلال الشهر الفائت، عبر تمكين كييف من شنّ هجمات على ثلاث قواعد في العمق الروسي قبل يومَيْن؟

 

بعد نصف شهر؟

فبمعزل عن أن مصدر الصاروخ الذي سقط في بولندا كان الدفاعات الجوية الأوكرانية، إلا أن تلك الأخيرة ما كانت لتتحرّك أصلاً، لولا المحاولات الأوكرانيّة لصدّ هجوم صاروخي روسي كبير آنذاك، وصل الى مسافة قريبة من حدود حلف "شمال الأطسي" في بولندا، وأدّى الى مثل هذا الحادث. فهل ردّ "الناتو" على الروس بعد نحو نصف شهر تقريباً، بهجمات أوكرانيّة في العمق الروسي، أدّت الى سقوط قتلى وجرحى، وخسائر ماديّة؟

وماذا عن مرحلة ما بعد تلك الهجمات، مع الاستعداد الروسي الدائم الى قصف البنى التحتية الأوكرانيّة، والمنشآت المهمّة والحسّاسة، والى إطلاق عشرات الصواريخ على أوكرانيا، في وقت قليل جدّاً؟

 

الى قلب روسيا

لفت العميد المتقاعد، والنائب السابق وهبه قاطيشا الى أن "هذه الحرب مفتوحة بين روسيا وأوكرانيا، وهي لن تتطوّر الى ما هو أكبر، خصوصاً إذا لم تُستعمَل فيها أسلحة ممنوعة مثل السلاح الكيميائي، أو النووي، أو النووي التكتي".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "الأوكرانيين يريدون استهداف مواقع داخل روسيا، قريبة من حدودهم، وتؤثر على تموين الجيش الروسي الذي يضرب أراضيهم. ولذلك، من غير المرجّح أن يتسبّب ذلك بتطوير الأمور الى ما هو أخطر. فهذا النّشاط لا يزال ضمن الحدود المقبولة".

وأضاف:"ربما تلقّت أوكرانيا سلاحاً جديداً يمكّنها من القول Stop للروس. وهو سلاح نوعي، من حلف "الناتو" طبعاً، يُفهمهم (الروس) أن لا يذهبوا الى ما هو أبْعَد في قصف الأراضي الأوكرانية، ويلوّح لموسكو بأن كييف قادرة على الوصول الى قلب الأراضي الروسية".

 

مفاوضات

وأشار قاطيشا الى أنه "عندما فشل الروس في إخضاع الأوكرانيين عسكرياً، راحوا يدمّرون منشآت الطاقة، والبنى التحتية، في محاولة لإجبارهم على الاستسلام والمقايضة. ولكن الأوكرانيين ليسوا مستعدّين للاستسلام، لا سيّما أن تمسُّك الشعوب بالحرية، وتطوُّر أساليب التواصُل العالمي، وغيرها من الأمور، ما عادت تسمح لأي دولة تمتلك قوة عسكرية بأن تسيطر على شعب آخر من خلالها".

وتابع:"لذلك، يصعّد الروس قصفهم لاستدراج أوكرانيا الى المفاوضات، وهم عبّروا عن حاجتهم الى التفاوُض منذ أن تحدّثوا عن أن الأميركيين لا يسمحون للأوكرانيّين بأن يفاوضوا. ولكن أوكرانيا ترفض أن يكون التفاوُض بالشروط الروسيّة، كما تريد موسكو ذلك".

وختم:"باتت روسيا بحاجة ماسّة الى التفاوض، وبما قد يفوق حاجة أوكرانيا إليه. ورغم أن الأخيرة تلقّت الضربات الأقسى، إلا أن روسيا تواجه انهيار المعنويات السياسية والعسكرية لديها، والاقتصاد الروسي أيضاً. ولكن هذه الحرب لن يحسمها التصعيد العسكري، بل التفاوُض. ولذلك، نجد أن الروس أكثر من يطالب بالجلوس الى طاولة مفاوضات".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار