هل تُسقِط "هواوي" السعودية فريسة لإيران كنتيجة لـ "التّخبيص" التكنولوجي والأمني؟ | أخبار اليوم

هل تُسقِط "هواوي" السعودية فريسة لإيران كنتيجة لـ "التّخبيص" التكنولوجي والأمني؟

انطون الفتى | الجمعة 09 ديسمبر 2022

مصدر: تدرك السعودية أن التخفيف من نفوذ إيران غير وارد بالنّسبة الى أميركا

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ من السعودية أن بلاده ستواصل دعمها الثابت لأمن دول الخليج.

فهل اشترت الرياض نهاية حرب اليمن بالاتّفاقيات الهائلة التي وقّعتها مع الصين، والتي تحتاج الى إطار من الأمن المُستدام، والتي قد تدفع بكين الى ممارسة "المَوْنِي" مرّة، والضّغوط مرات، على إيران، لوقف استهداف الأمن في السعودية عبر اليمن؟ وهل ان الصين تمتلك وسائل الضّغط اللازمة على إيران؟

 

تكنولوجيا

أكثر ما قد يُمكنه أن يُثير الاهتمام في الزيارة الصينيّة الحاليّة للسعودية، هو أن الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين تلك الأخيرة والصين سلكت طريقها نحو التطبيق قبل وثيقة "التعاون الاستراتيجي" بين الصين وإيران (تفاهُم الـ 25 عاماً)، بقيمة 400 مليار دولار.

وحتى إن التكنولوجيا الصينية دخلت الأراضي السعودية من الباب العريض، قبل إيران، وبشكل يطرح أسئلة حول مدى إمكانية نجاح الرياض في الدّمج بين التكنولوجيا الأميركية والصينيّة على أراضيها، في وقت واحد.

ففي تموز الفائت، وخلال زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن السعودية، وقّعت تلك الأخيرة والولايات المتحدة الأميركية مُذكرة تعاون في مجالات تقنيات "الجيل الخامس" و"الجيل السادس"، بهدف تسريع نمو الاقتصاد الرقمي، وتعزيز وتيرة البحث والتطوير والابتكار في المنظومة الرقمية فيها (السعودية).

 

"هواوي"

وخلال زيارة الرئيس الصيني، وقّعت الرياض اتفاقية مع شركة التكنولوجيا الصينيّة العملاقة "هواوي"، التي كان توغّلها المتزايد في منطقة الخليج أثار مخاوف أمنية أميركية في وقت سابق.

والاتّفاقيّة مع "هواوي" تشمل بناء مجمّعات عالية التقنية في مدن سعودية.

فهل تفرّق "هواوي" بين واشنطن والرياض، وتتسبّب بانسحاب تكنولوجي أميركي من السعودية؟ وهل دخلت السعودية مرحلة "التّخبيص" الأمني والتكنولوجي، بما قد يجعلها فريسة لجارتها "اللّدودة" إيران مستقبلاً، بتخلٍّ أميركي، وبعجز صيني عن الحلول مكان واشنطن في مجال الضّمانات الأمنية؟

 

محدودة

رأى مصدر خبير في الشؤون الدولية أنه "يُمكن للصين أن تلعب دوراً لوقف حرب اليمن، ولكن بشكل محدود، وحتى لو باتت مرتبطة بمصالح اقتصادية هائلة مع السعودية".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الهدف من الاتفاقيات الصينيّة - السعودية في مجال التكنولوجيا هو ممارسة نوع من تهديد سعودي للأميركيين، بتموضُع (سعودي) جديد، ولكن من دون أن يحصل هذا التموضُع. فالرياض لن تغيّر سياستها المُعتادة تجاه أميركا على الأرجح، خصوصاً أن التأثير الصيني لا يزال محدوداً بالنّسبة الى الأميركي. والفاعلية الصينية في إنهاء حرب اليمن محدودة".

 

مشكلة؟

وشدّد المصدر على أن "دخول "هواوي" السعودية قد يتسبّب بمشكلة في مدى بعيد، طبعاً، ولكن على نطاق محدود أيضاً. فالعلاقات الأميركية - السعودية ستنتكس أكثر، من دون أن تتدهور بالكامل. فلانهيار العلاقات درجات، والعلاقات الأميركية - السعودية لن تبلغ درجة الانهيار الكامل".

وأضاف:"هدف السعودية هو لفت نظر أميركا، لأن الأخيرة لا تعمل على إنهاء حرب اليمن وفق شروط الرياض، أي بتموضُع أميركي كامل الى جانب السعودية ضدّ إيران. فبايدن يعمل على إعطاء طهران حجمها الطبيعي، و(يعمل) على تحجيم الرياض. ورغم أنه (بايدن) حاول أن يخفّف من حدّة سياسته لصالح مُسايرة السعودية منذ أشهر، إلا أن الجوهر لم يتغيّر، وهو ما يترك التوتُّر في العلاقات بين واشنطن والرياض. فالسعودية تدرك أن التخفيف من نفوذ إيران غير وارد على الإطلاق بالنّسبة الى أميركا، وأنه يتوجّب عليها (السعودية) أن تتعايش مع هذا الواقع مهما طال الزّمن".

وختم:"الشراكة الاستراتيجية الصينية - السعودية سبقت الصينية - الإيرانية الى التّنفيذ، نظراً الى الجديّة السعودية في التعاطي مع بكين. فإيران وقّعت وثيقة "التفاهم الاستراتيجي" مع الصين، من دون تسوية أوضاعها مع أميركا والغرب، وبالإبقاء على مشاكل كثيرة لديها، وهو ما سمح للرياض بأن تسبقها الى قلب بكين".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار