مصدر: تكبير حَجْم المشكلة سيؤثّر على "الرئاسية" وهو ما سيدفع الى حسابات على هذا الأساس
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
قد تكون جلسة مجلس الوزراء الأخيرة أمّنت الظرف المناسب لإعادة التموضُع السياسي لدى بعض القوى الداخلية، ووفّرت المخرج المطلوب للقيام بمراجعة لبعض التحالفات والعلاقات، لا سيّما على خطّ "التيار الوطني الحرّ" و"حزب الله".
ولكن بجلسة أو من دونها، وبمحاولة لشدّ العَصَب السياسي والطائفي، أو من دونها، يُمكننا كلبنانيّين أن نقول إنه يحقّ لنا بالكثير من الأجوبة، على أسئلة سابقة كنّا طرحناها مراراً وتكراراً، لا سيّما بين عامَي 2019 و2022، من دون أن نحصل على ما يروي عطشنا.
"شيك على بياض"
فصحيح أن لا قوى محليّة بعينها، تتحمّل وحدها مسؤولية الانهيار المالي والاقتصادي الذي حلّ بنا وبلبنان قبل ثلاث سنوات، إلا أن كلمة حقّ تُقال، وهي أن التموضع الكامل وغير المحسوب، والذي كان بمثابة "شيك على بياض" لفريق الرئيس السابق ميشال عون الى جانب حليفه "حزب الله"، ساهم في الفوضى المعيشيّة والحياتية التي وصلنا إليها.
فهو تموضُع لم يحفظ "خطّ الرّجعة" مع أي طرف سياسي داخلي أو خارجي، ولم يأخذ في الاعتبار المُنطلقات السياسية للأزمة الاقتصادية، وأغرق كل مراكبه في "ورقة تفاهُم" لم تشهد أي مراجعة فعليّة، ولا أي إعادة قراءة مُنتِجَة خلال السنوات الماضية، رغم الحاجة الماسّة الى ذلك، وهو ما ساهم بحُكم محصور بمستويات معيّنة، اجتذب الأزمات التي دفع ثمنها الشعب اللبناني.
وأما من ينتظر أن نصفّق له اليوم على بعض المواقف التي تأخّرت كثيراً، وكثيراً جدّاً، بإسم الدفاع عن موقع رئاسة الجمهورية، أو تحت عناوين أخرى، فقد يكون واجباً عليه أوّلاً أن يقدّم لنا الكثير من الأجوبة التي نطلبها منذ عام 2019.
كارثة؟
رأى مصدر سياسي أن "التبايُن في المقاربة السياسية الأخيرة بين "الوطني الحرّ" و"حزب الله" يُوقِع لبنان في مشكلة، سواء تمكّن الطرفان من تجديد الاتّفاق بينهما، أو سواء فشلا في ذلك. والأمور ما عادت محصورة بما إذا كانا سينجحان في ترميم علاقتهما بسرعة، أو لا".
وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أنه "إذا كان تجديد العلاقة بينهما مستقبلاً على قاعدة إعادة تقاسُم المغانم، فسيكون هناك كارثة. وهذه ستكون النتيجة نفسها أيضاً إذا اختلفا، وإذا زاد الخلاف بينهما عن حدوده".
"الرئاسيّة"
واعتبر المصدر أن "ما قد يرمّم العلاقة بينهما، ويساعد على الخروج من الأزمة، هو مدى قدرتهما على إعادة إبرام اتّفاق وطني بينهما. وهذا ما لا يلوح في الأُفُق حتى الساعة".
وأضاف:"القطيعة الكاملة بينهما مُمكنة، ولكن حظوظها منخفضة، نظراً الى أنها ستشكّل الانتحار السياسي الكامل بالنّسبة الى المستقبل الرئاسي والسياسي لرئيس "التيار" النائب جبران باسيل. فهما بحاجة الى بعضهما البعض رغم كل شيء".
وختم:"الرّغبة الأساسية لدى "التيار" حالياً هي شدّ العَصَب المسيحي، بعد انتهاء عهد الرئيس عون. ولكنّ شدّ العَصَب هذا قد لا يجد الأذرُع المسيحية المفتوحة بالشكل الذي يرغب به "التيار". فتكبير حَجْم المشكلة الآن سيؤثّر على الانتخابات الرئاسية، وهو ما سيدفع الجميع الى إجراء حساباتهم على هذا الأساس".