نصائح الى اللبنانيين بضرورة النّزول الى الملاجىء... الوقاية ضرورية!؟ | أخبار اليوم

نصائح الى اللبنانيين بضرورة النّزول الى الملاجىء... الوقاية ضرورية!؟

انطون الفتى | الإثنين 12 ديسمبر 2022

مصدر: يتبارون في التغريدات المُصفِّقَة لفوز الفرق العربية فيما لا يتّصلون بأي لاعب لبناني

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

يُكمل المنتخب المغربي لكرة القدم حلقات فوزه في مباريات "مونديال 2022"، وهو أمر مهمّ جدّاً بالنّسبة إليه، ولبلده، وشعبه. ولكن ما دخل لنا نحن في لبنان بذلك؟ ومتى يعتاد اللبنانيون والعرب على أن ما قد يكون لبعضهم، قد لا يكون لهم كلّهم، وأن ما هو مُفيد لدولة عربيّة، قد لا يكون كذلك لكلّ الدول العربية؟

ومتى يعتاد الإعلام اللبناني على عَدَم المساهمة بجرّ الناس خلف بعض التّوصيفات السّخيفة، وعلى عَدَم الانزلاق الى لعبة "الأدْلَجَة" النّاشطة في منطقتنا، والتي تشمل كل "شاردة وواردة"، والتي تصل الى الطعام، والشراب، والهواء...؟

 

"قطوع"

"المغرب يكتب التاريخ". تعبير جميل، ولكن فيه الكثير من المبالغة، حتى ولو كان الفريق المغربي يُقارع أكبر الفرق العالمية، في بطولة دوليّة. ولكن حتى ولو توغّلنا بفرضيّة أن الفريق المغربي "يكتب التاريخ" بالفعل، فهذا يزيد من حقّنا بالسؤال التالي: ما دخل لنا نحن في لبنان بذلك؟

ولماذا شاهدنا المشكلة الأمنية التي تسبّب بها فوز الفريق المغربي ليل السبت الفائت، في شوارع الأشرفية، في الوقت الذي لا تتفاعل فيه أي دولة عربية مع فَوْز فريق لبنان لكرة السلّة مثلاً، في أي بطولة، بحسب النّموذج الذي نراه في لبنان تجاه الفرق العربية؟

وهل ان فوز المغرب بنهائيات "مونديال 2022" (إذا حصل)، سيُجبرنا على النّزول الى الملاجىء مثلاً؟ وهل ان قدر اللبناني هو أن لا يرتاح أبداً، لدرجة أن "قطوع" مباراة الولايات المتحدة الأميركية وإيران الذي مرّ بسلام، قد يُعاودنا بانتصارات الفريق المغربي؟

 

أوروبا

ومتى يعتاد اللبنانيون على أن لا يكونوا من الشعوب المتخلّفة، التي تنساق خلف الغرائز؟

فعلى سبيل المثال، هل رأى أحدنا مثلاً، أن الشوارع الأوروبيّة تشتعل عندما تفوز فرنسا، أو إيطاليا، أو ألمانيا... على فريق من دول القارة الأميركية، أو الآسيوية... وذلك بإسم الإتحاد الأوروبي، والوحدة الأوروبيّة، والروابط الأوروبيّة؟ بالطبع لا. فهذا مشهد لا نراه أبداً، رغم القِيَم الإيديولوجيّة الكثيرة التي تجمع في ما بين الشعوب الأوروبيّة.

 

المحظور

وأما في العالم العربي، فقد يتسبّب فوز "فريق الجِمَال" على "فريق الصّقور"، بإشعال الشوارع العربية، وبتبادُل الأعلام، وبنشر الفيديوهات... و"مثل اللّي مش شايف شي".

والأغرب، هو انزلاق بعض الإعلام اللبناني الى التسويق لمثل تلك السلوكيات والممارسات، بما يُساهم في شحن الجماهير سريعة "العَطَب"، أي تلك التي تسقط في لعبة "الأدْلَجَة" بسهولة فائقة. وعندما يقع المحظور، يبدأ الصّراخ.

فمتى يعتاد اللبنانيون على أن ما هو ممتاز لدولة عربية، قد لا يكون كذلك للبنان، وقد لا يشكّل مصلحة لبنانية بالضّرورة، وقد لا يعنينا، وقد يكون من المُفتَرَض أن لا يعنينا أصلاً؟

 

إحباط

أوضح مصدر مُطَّلِع على ملابسات ما حصل في الأشرفية ليل السبت الفائت أن "الاندفاعة الشعبيّة التي رأيناها هناك بعد فوز الفريق المغربي هي سُنيّة، تنبع من شعور سُنّي عام بالإحباط وبالإجحاف الذي يلحق بالطائفة السنيّة في لبنان، على الصّعيد السياسي، منذ عام 2019. وهي حركة لم تخضع لتخطيط مُسبَق من جانب أي جهة سياسيّة".

وشرح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "المغرب بلد سُنّي، ووصوله الى نصف نهائي بطولة دولية بمستوى "المونديال" حرّك مشاعر بعض الفئات اللبنانية، فكان الدّخول الاحتفالي الى الأشرفية. وهذا طبيعي من حيث أن السُنّي لن يدخل الضاحية مثلاً ليرقص ويحتفل، وذلك لأنه يخاف. وضبط الأمور أمنياً كان سهلاً، نظراً الى عَدَم ارتباط ما حدث بجهات سياسيّة محدّدة. أما بالنّسبة الى الاحتفال بفوز المغرب في لبنان بهذه الطريقة، فهو أمر يتحمّل بعض الإعلام اللبناني مسؤوليّة تسعيره أكثر. فأي دولة عربيّة هلّلت أو تهلّل لفوز فريق لبنان لكرة السلّة على الفريق السعودي مثلاً، أو على الفريق الأردني، أو المصري، أو حتى الصيني، أو الهندي، في وسائل إعلامها؟".

 

اتّصال هاتفي؟

وأشار المصدر الى أن "حتى أركان الدولة اللبنانية، وبعض المسؤولين اللبنانيين يتبارون في التغريدات المُصفِّقَة لفوز الفرق العربية في البطولات الرياضية، فيما لا يقومون ولا حتى باتّصال هاتفي واحد لأي لاعب لبناني، بعد فوز منتخب لبنان لكرة السلّة في بطولات خارجية".

وختم:"نخجل من التذكير بأن بعض السفراء الأجانب، كالسفير الياباني مثلاً، يشاركون في نشاطات واحتفالات تكريميّة للفريق اللبناني لكرة السلّة عندما يفوز ببعض البطولات، فيما لا مشاركة لبنانية رسميّة فيها، على أي صعيد".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة