فرنسا مُقسَّمَة بين الإيرانيّين والسعوديين ولبنان بين "أجندات" أميركا والصين المختلفة!... | أخبار اليوم

فرنسا مُقسَّمَة بين الإيرانيّين والسعوديين ولبنان بين "أجندات" أميركا والصين المختلفة!...

انطون الفتى | الإثنين 12 ديسمبر 2022

سعيد: ما يجب أن يعنينا هو ما يصدر عن القمم الدولية بشأن لبنان

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

لا مفرّ من العودة الدائمة الى الأمم المتحدة، والى مجلس الأمن الدولي، والى عواصم القرار، في كل ما يتعلّق بلبنان. ولكن إذا نظرنا الى الأمور بشكل عام، نجد أن لا أحد قادراً على حلّ الأزمة اللبنانية تماماً، مهما بلغ وزنه الدولي. وحتى إن لا أحد يريد ذلك تماماً، بحسب المُشتهى اللبناني.

 

توازنات

هذا فضلاً عن أن لا الأمم المتحدة، ولا عواصم القرار الدولي "تحرم نفسها النّوم" من أجل حلّ مشاكل لبنان، وبما يتناسب مع المصلحة اللبنانية التامّة.

ففرنسا مثلاً، مُقسَّمَة بين الإيرانيّين والسعوديين، وبين الحوار والتنسيق معهم في الشأن اللبناني، من ضمن مظلّة أميركية. فيما الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا لا تهتمان بالعودة الى لبنان الخمسينيات، والستينيات، والنّصف الأول من السبعينيات، الذي يحنّ إليه بعض من في البلد. أما الصين، فلديها "أجندتها" الخاصّة في منطقتنا والعالم، وهي لا تنتبه الى لبنان من خارج تلك "الأجندا". بينما لا تهتمّ روسيا بلبنان لأجله، بل من ضمن الحاضنة السوريّة الكبرى، التي تشكّل المصلحة الأساسية للنّفوذ الروسي في المنطقة.

وانطلاقاً ممّا سبق، هل يمكننا الاتّكال على عواصم دولية، أو حتى على الأمم المتحدة التي تحكمها التوازنات بين تلك العواصم، لحلّ الأزمة اللبنانية؟

 

تجاوُب

لفت رئيس "المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني" النائب السابق فارس سعيد الى أن "البطريرك الماروني (الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي) لا يتّكل على عواصم القرار الخارجي، بل يقول إن لبنان هو جزء من النّسيج العربي، ومن النّسيج الدولي والعالمي، وبأنه توجد حاجة محليّة لمساعدة دوائر القرار الخارجية والعربية على إخراجه من أزمته".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "التجاوب الخارجي يتعلّق بتجاوبنا نحن مع الطرح البطريركي. فبقدر ما يكون الالتفاف الوطني حول هذا الطرح قوياً، بقدر ما سيتمكّن البطريرك الراعي من جذب انتباه العالم. أما إذا بقيَ البطريرك صوتاً صارخاً في البرية، ولا أحد يتجاوب معه، أو يقصدونه فقط من أجل المصالحات المسيحية - المسيحية من دون أن يحدّدوا دور لبنان في المنطقة والعالم، فعندها لن تجد مواقفه الصّدى اللازم".

 

الاهتمام بلبنان

ورأى سعيد أن "ما يجب أن يعنينا هو ما يربطنا بالعالم العربي من تاريخ مشترك، ومن حاضر مشترك، ومستقبل مشترك. وما يجب أن يعنينا أيضاً كلبنانيين هو ما يصدر عن القمم الدولية، بشأن لبنان. وبالتالي، سواء كانت القِمَم فرنسيّة - سعودية، أو أميركية - سعودية، أو صينيّة - سعودية، نلاحظ أن الكلام المتعلّق بلبنان هو نفسه، أي دعم استقلاله، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، واحترام الدستور ووثيقة الوفاق الوطني، وهذا يكفينا".

وأضاف:"لا دخل لنا بالسياسات العالية. فلا مصلحة لنا بها، ولا قدرة لدينا على التأثير فيها. وأبرز ما يتوجّب علينا القيام به هو الاهتمام بلبنان، وصيانة الصّداقة مع العالم العربي، ومع دول الخليج، ومع المملكة العربية السعودية تحديداً".

وختم:"يحاول العالم العربي أن يأخذ موقعاً له في لحظة إعادة ترتيب المنطقة، وفي اللّحظة التي تجاوزت فيها كل دوائر القرار المصلحة العربية، وذهبت الى الاهتمام بمصالح ثلاث قوى إقليمية غير عربية، هي إسرائيل، وتركيا، وإيران. وبالتالي، هذه محاولة مفهومة ومطلوبة ومشكورة من قِبَل المملكة العربية السعودية، من أجل إعادة العرب الى طاولة المفاوضات الدولية".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار