"لوبيات" داخل أكبر المؤسّسات اللبنانية تابعة لدول فاحشة الثّراء فمن يحاكمها؟ | أخبار اليوم

"لوبيات" داخل أكبر المؤسّسات اللبنانية تابعة لدول فاحشة الثّراء فمن يحاكمها؟

انطون الفتى | الثلاثاء 13 ديسمبر 2022

مصدر: ظروف خصبة تسمح لأي دولة بأن تنسج "لوبياتها" بسهولة كبيرة جدّاً

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

أوروبا تحقّق بالفساد الخليجي الذي ينخر قرارات البرلمان الأوروبي، والذي يحاول خلق "لوبيات" داخل "القارّة العجوز"، تسوّق سياسة بعض الدول الخليجية، وتعبّد الطريق لها هناك.

 

بالتفاصيل

هذا في أوروبا. وأما في لبنان، فمن يحقّق بالفساد داخل المؤسّسات اللبنانية، والرئاسات اللبنانية، من أكبرها الى أصغرها، وبـ "اللّوبيات" الكثيرة الموجودة فيها، والتابعة لدول "ما هبّ ودبّ"، والتي تؤمّن كل مصلحة، إلا مصلحة الشعب اللبناني، والدولة اللبنانية؟

قد يكون التحقيق بمثل تلك الأمور "مضيعة للوقت" في دولة مثل لبنان، نظراً الى أننا دولة "اللّوبيات" الخارجية الكثيرة، ومنذ عقود. هذا فضلاً عن ضرورة السؤال عمّن سيُحاكم من، ومن سيسجن من، في ما لو تمّ كشف استزلام هذا الحزب، أو التيار، أو الشخصيّة السياسية، أو المجموعة السياسية... بالوثائق، والتفاصيل؟

 

"لوبيات"

حذّر مصدر سياسي من "مغبّة الاستمرار بتجاهُل هذا الواقع في لبنان، كما درجت عليه العادة، خصوصاً أنه يمنع التأسيس لدولة لبنانية حقيقية".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "دولاً عدّة في المنطقة تمتلك "لوبيات" تابعة لها، داخل مجلس النواب، والحكومات، والرئاسات في لبنان، وهي تسوّق من حين لآخر لاستعداداتها الدائمة من أجل عَقْد مؤتمرات من أجله على أراضيها، ليس لجمع المساعدات، بل للخروج بسلال سياسية، وبمواعيد وصِيَغ للاستحقاقات اللبنانية، وللحكومات، وباتّفاقات تضبط التعايُش بين المكوّنات اللبنانية. فهذا حصل سابقاً، وأثّر على لبنان بشكل سلبي، وساهم في تضييع الهوية اللبنانية، ولا بدّ من الامتناع عنه مستقبلاً، لأنه نابع في الأساس من مساعي دول لها ما لها من مصالح داخل الدولة اللبنانية، والسياسة اللبنانية، ومع بعض المكوّنات اللبنانية التي تشكّل "لوبيات" لها. وهذا ما يمنع تلك الدول من التمتُّع بدور الوسيط المُحايد والموثوق".

 

ظروف خصبة

وأكد المصدر أن "المخاطر تتضاعف بسبب قدرة بعض تلك الدول على تمكين وتمويل كل المشاريع الاستراتيجيّة والكبرى في لبنان. فبعض الدول الخليجية مثلاً، قادرة على الدخول على خطّ توفير السيولة اللازمة لكلّ ما يتعلّق به (لبنان)، وبعمل الشركات العالمية الكبرى فيه، فيما أوضاعنا المالية والاقتصادية الحالية لا تسمح بأن يكون لدينا الشركات والشراكات والعناصر الداخلية اللازمة، والقادرة على أن تكفينا، وعلى أن تلتزم بأي مشروع بشكل مُستدام، ومن دون أن تنسحب منه غداً أو بعد غد، إذا التزمت به اليوم".

وأضاف:"لبنان بحالة إفلاس تقريباً، وسط دولة لا تفكر بالخروج من حالة إفقار شعبها. وهذه هي الظروف الخصبة التي تسمح لأي دولة خارجيّة، وخصوصاً للدول التي تمتلك الكثير من المال، بأن تنسج "لوبياتها" داخل هذا النّوع من البلدان، وبسهولة كبيرة جدّاً".

وختم:"من أبرز الأدلّة على وجود مثل تلك "اللوبيات" في الداخل اللبناني، هو التسويق الدائم لحاجة لبنان الى "الشحادة" من أغنى دول منطقتنا، وكأن لا قدرة لدينا على النّهوض من دونها، ومن دون أموالها، ومن دون سياسات "الشحادة" التي تصل الى أكثر القطاعات اللبنانية حساسية. وبالتالي، كيف يمكن للبنان أن يكون مستقلاً، في مثل تلك الأجواء، ووسط هذا الكمّ الهائل من المسوّقين لمصالح وسياسات خارجية فيه؟".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة