ماذا لو مكّن صندوق الـ 100 مليار يورو ألمانيا من استعادة أمجادها في العالم؟ | أخبار اليوم

ماذا لو مكّن صندوق الـ 100 مليار يورو ألمانيا من استعادة أمجادها في العالم؟

انطون الفتى | الجمعة 16 ديسمبر 2022

مصدر: بايدن يصرّ على أن لا أحادية بل قيادة أميركية للعالم الغربي بواسطة التحالفات

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

هل تحنّ ألمانيا الى الأزمنة التي كانت تستحوذ فيها على تأثير مهمّ في أوروبا، والتي ساهمت بصراعاتها مع فرنسا وبريطانيا في الماضي، وباندلاع الحربَيْن العالميَّتَيْن الأولى والثانية؟ وهل تضع برلين عينها على وراثة "الأمبراطورية الأميركية" ربما، عندما يصل اليوم الذي ستفقد فيه واشنطن سيادتها على العالم؟

 

"مُتعدّد الأقطاب"

فألمانيا صاحبة تكنولوجيا لا يُمكن إلا الاعتراف بها. وهي خزّان مهمّ من العلماء، ساهم بالنّهضة العالمية في حقبات مختلفة. ولا يُمكن إلا الاعتراف بقدرتها على النّجاح في أدوار قيادية عدّة، في ما لو توفّرت لها الفرصة لذلك.

أكد المستشار الألماني أولاف شولتس أن عالم القرن الحالي سيكون "مُتعدّد الأقطاب"، وأن فكرة عصر "ثنائي القطب" حيث يدور كل شيء حول الولايات المتحدة والصين، تتجاهل الواقع العالمي، وذلك على هامش انعقاد قمة الإتحاد الأوروبي مع شركاء "آسيان".

 

أهمّ شريك

واعتبر المستشار الألماني أنه من أجل التوصُّل الى حلول للقضايا العالمية الرئيسية، مثل حماية المناخ، ومشاكل الأوبئة، والتنوّع البيولوجي، و"الرّقمنة"، فإنه لا يتعيّن تنويع سلاسل التوريد فقط، بل العلاقات في جميع أنحاء العالم. وأوضح أن لدى الأوروبيين مجموعة واسعة من القيم والمصالح المشتركة مع أهمّ شريك عالمي لهم، وهي الولايات المتحدة الأميركية، من دون استبعاده (شولتس) الاختلافات في بعض القضايا، لافتاً الى أن صعود الصين كقوّة عالمية هو حقيقة يجب التعامل معها بعيداً من فكّ الارتباط، و(لافتاً) الى أن بكين لا تزال مهمّة كشريك اقتصادي وتجاري، يجب التناقُش معه حول العديد من القضايا العالمية.

 

100 مليار يورو

ورغم أن تعدُّد الأقطاب الذي تحدّث عنه شولتس يختلف عن ذاك الذي يتحدّث عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أو الرئيس الصيني شي جين بينغ. ورغم القِيَم المشتركة التي تجمع ألمانيا وأوروبا بواشنطن، إلا أن كلام شولتس يحمل شيئاً من نفحات "التكشير عن الأنياب" الألمانيّة أوّلاً، والأوروبيّة ثانياً، التي قد نتلمّس مفاعيلها أكثر مستقبلاً بحسب بعض المراقبين، وتحديداً في مرحلة ما بعد التوغُّل في مشاريع تعزيز الجيش الألماني، ضمن خطّة حُكِيَ عنها بعد اندلاع الحرب الروسيّة على أوكرانيا، والتي تقوم على إنشاء صندوق برأسمال 100 مليار يورو لتحقيق هذا الهدف.

 

مُتناقضة

أشار مصدر مُطَّلِع الى أن "كلام شولتس لا يعبّر عن خلاف أو صراع ألماني - أميركي. ولكن الحرب في أوكرانيا غيّرت الكثير على مستوى التعاطي بين الولايات المتحدة الأميركية من جهة، وأوروبا الغربيّة وألمانيا، من جهة أخرى".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "السياسات الأميركية المرتبطة بالتكنولوجيا الخضراء، والتغيّر المناخي، والتحوّل في مجال الطاقة، والبيئة، تأتي مُتناقضة في بعض الأحيان مع المصالح الأوروبية. وهذا ما عبّر عنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمام نظيره الأميركي جو بايدن صراحةً، لا سيّما أن بعض الأوروبيّين يقولون إن المصالح الأميركية والأوروبية قد لا تكون هي نفسها دائماً، بالضرورة".

 

أحادية؟

وأكد المصدر أن "أوروبا تُنادي دائماً بعالم مُتعدّد الأقطاب، خصوصاً بعد انهيار الإتحاد السوفياتي. فانهياره فرض الأحادية الأميركية في العالم، ليس لأن الولايات المتحدة الأميركية أحادية، بل لأنه لم يَكُن يوجد أي منافس قوي بحجمها، يُرسي التوازن في العالم آنذاك".

وختم:"استفادت واشنطن من الأحادية في عهد الرئيس الأسبق جورج بوش الإبن، عندما دخلت العراق من دون إجماع دولي. ولكن سرعان ما عادت الى تأكيد العمل على التحالفات، تحت القيادة الأميركية. ولذلك، نرى أن بايدن بعد (الرئيس الأسبق باراك) أوباما، يصرّ على أن لا أحادية أميركية، بل قيادة أميركية للعالم الغربي بواسطة التحالفات، وليس بشكل منفرد".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار