أميركا بدأت "هجومها الكبير" وأطلقت الرّصاصة الأولى من أفريقيا... | أخبار اليوم

أميركا بدأت "هجومها الكبير" وأطلقت الرّصاصة الأولى من أفريقيا...

انطون الفتى | الجمعة 16 ديسمبر 2022

حرب: محاولة لاستيعاب الدور الصيني في أفريقيا وهي سياسة بدأت منذ أيام أوباما

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

من أوروبا، الى آسيا، ومنطقة الخليج، وصولاً الى أفريقيا، وأميركا اللاتينيّة، وغيرها من المناطق والأقاليم، تستكمل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن سلسلة حلقات المواجهة الكبرى مع الصين، وتقوية الحضور الأميركي في كل مكان، بما يحاول عَدَم ترك ثغرات كثيرة تسمح لبكين بالاستفادة منها للتوسُّع على حساب واشنطن.

 

القمّة

فالمواجهة الأميركية - الصينيّة تتحوّل يومياً، وأكثر فأكثر، الى أشكال أكثر حدّة، خصوصاً بعدما تراجعت المكانة الجيوسياسية والجيواستراتيجيّة لروسيا بعد حربها على أوكرانيا، وذلك رغم المحاولات المستمرّة التي تقوم بها موسكو لإظهار وكأنها لا تزال لاعباً أساسياً، وتماماً كما كانت عليه أحوالها خلال الحقبة السوفياتية.

وفي هذا الإطار، تأتي القمة الأميركية - الأفريقية الأخيرة، والأحاديث عن مساعٍ أميركية لتعزيز دور أفريقيا على الساحة الدولية بمقعد في مجلس الأمن الدولي، وعبر تمثيل الإتحاد الأفريقي في قمة مجموعة العشرين، بشكل رسمي.

 

الأمن والفضاء

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، حذّر من جهته القادة الأفارقة من أن نفوذ الصين وروسيا يمكنه أن يكون مزعزعاً للاستقرار، فيما تعهّدت الولايات المتحدة بتخصيص 55 مليار دولار لأفريقيا على مدى ثلاث سنوات، في مجالات الصحة والاستجابة لتغيُّر المناخ.

كما أعلنت إدارة بايدن عن مَنْح 4 مليارات دولار بحلول عام 2025، للتوظيف وتدريب العاملين في مجال الرعاية الصحية في أفريقيا.

وناقشت القمة الأميركية - الأفريقية أيضاً، ملفات من مستوى استكشاف الفضاء، والأمن الغذائي، والعلاقات التجارية، والحَوْكَمَة، ودور المجتمع المدني، وإزالة الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة الأميركية والدول الأفريقية بشرط تحقيق التقدُّم الديموقراطي، وغيرها من القضايا الأمنية، وغير الأمنية.

 

"دول السّبع"

ويرى مراقبون أن القمة الأميركية - الأفريقية تشكّل قاعدة انطلاق أساسيّة لمشروع المواجهة بين مجموعة "دول السّبع" والصين. فقد تعهّدت دول تلك المجموعة قبل أشهر بجَمْع 600 مليار دولار على مدى خمس سنوات، لتمويل برنامج عالمي للبنى التحتية في البلدان النامية (منها 200 مليار دولار تعهّدت بتوفيرها الولايات المتحدة الأميركية وحدها). وهو مشروع لبناء بديل مُستدام لمبادرة "الحزام والطريق" الصينية، ولاستبدالها بالشراكة مع الدول الديموقراطية.

ويؤكد مُطّلعون أن القارة الأفريقية ستكون أولوية أساسية في مشروع دول "مجموعة السّبع".

 

لعبة نفوذ

أوضح الكاتب والمحلّل السياسي موفّق حرب أن "للقمة الأميركية - الأفريقيّة علاقة مباشرة بمحاولة واشنطن استيعاب الدور الصيني في أفريقيا. وهي سياسة بدأت منذ أيام حكم الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، الذي شهدت ولايته انعقاد القمة الأميركية - الأفريقية الأولى".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الولايات المتحدة الأميركية قرّرت استعادة أفريقيا الى جانبها، في الوقت الحالي بالذّات، بعدما أقرضت الصين بعض الدول الأفريقية وفق شروط القروض الصينيّة القاسية، كما في العادة. فالدول الأفريقية تعاني من حاجتها الى الاستدانة، وتحاول واشنطن الدخول الى هناك أكثر من هذا الباب. وهذه طبعاً من لعبة النفوذ القائمة، لا سيّما أنه لم يَعُد لدى فرنسا وبريطانيا لا القدرة المادية اللازمة، ولا البنى التحتية الكافية للتواجُد في أفريقيا، ولمواجهة الصين وروسيا هناك".

 

السلاح

ولفت حرب الى أن "لا قدرة لروسيا على دخول أفريقيا بالطريقة الصينيّة نفسها، إذ لا قدرات ماديّة أو صناعيّة لدى موسكو كتلك التي تملكها بكين. فلدى تلك الأخيرة القدرة على تشييد مصانع ومطارات وجسور، وغيرها من الأساسيات التي تحتاجها الدول الأفريقيّة".

وتابع:"روسيا تبيع السلاح، وهي قادرة على توفير "الفيتو" والغطاء لكلّ من يتحالف معها، في مجلس الأمن الدولي. فهذه هي المساحة الأساسيّة التي يُمكن للروس أن يتحرّكوا فيها".

 

الأمن القومي

وعن مستقبل التنافس الأميركي - الصيني الذي يبدو واضحاً جدّاً في منطقة الخليج، خلال الأشهر الأخيرة، قال حرب:"تنافس الصين الولايات المتحدة هناك لكونها ذات قدرات صناعية وإنتاجية كبيرة، والى حدّ معيّن بقدرات تكنولوجيّة (صينيّة) لا بأس بها، لأن بكين تستفيد من التكنولوجيا الأميركية والأوروبية. ولذلك، تتشدّد واشنطن حالياً في مسألة تصدير رقائق السيليكون الى بكين".

وختم:"تجد دول الخليج أن لديها مصالح مع الصين، التي تشكّل أكبر مستورد للنّفط السعودي. ولكن لا بدّ هنا من الانتظار، لمعرفة الى أي مدى يُمكن لواشنطن أن تسمح بتوغُّل بكين في الخليج، ولوضوح الرؤية حول ما هو المسموح به على هذا الصّعيد، بشكل لا يؤثّر على الأمن القومي الأميركي".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار