الأشجار دائمة الخضرة كان لها مكانة خاصّة في الحضارات القديمة، أبرزها الحضارتين الفرعونيّة والرومانيّة.
ففي مصر القديمة، ارتبطت هذه الأشجار بإله الشّمس رع، حيث أنّه ومع اقتراب انتهاء فصل الشّتاء، الذي تضعف فيه قوّة رع، كانت تتزيّن منازل قدماء المصريين بأغصان النّخيل.
الرومان أيضًا زيّنوا منازلهم ومعابدهم بأشجار دائمة الخضرة، احتفالًا بعيد ساتورناليا تكريمًا لإله الزراعة ساتورن، في وقت الانقلاب الشّمسي بين 20 و23 كانون الأوّل.
أمّا عن ارتباط الشّجرة الخضراء بعيد الميلاد، فتشير الرواية إلى أنّها بدأت مع الراهب البريطاني القديس بونيفاس، الذي كان يبشّر في ألمانيا في القرن الثّامن ميلادي، حيث كانت العادة لدى بعض القبائل الوثنيّة التي تعبد الإله ثور إله الغابات والرّعد أن تزيّن الأشجار ويقدّم على إحداها ضحيّة بشريّة.
وتروي القصة أن بونيفاس بينما كان يسير في إحدى الغابات شاهد إحدى القبائل الوثنيّة وهي تقيم حفلها تحت إحدى أشجار البلوط، وقد تمّ ربط ابن أحد الأمراء لذبحه وتقديمه ضحية للإله، فهاجمها وخلّص الطفل، ثمّ أخذ فأسًا وظلّ يضرب الشّجرة حتى سقطت، ونقلها إلى أحد المنازل ومن ثمّ قام بتزيينها، لتصبح فيما بعد عادة ورمزًا للاحتفال بعيد ميلاد يسوع.
ويقال إنّ أوّل من أضاء شجرة الميلاد من نبات الصّنوبر هو الأمير ألبرت، أمير ألمانيا زوج الملكة فكتوريا سنة 1841م، وكان ذلك بـ 12 شمعة إشارة إلى عدد أشهر السنة.
وفي إحدى المقاطعات الفرنسيّة يتمسّك الأهالي بإضاءة ثلاث شموع: واحده باللّون الأحمر إحياءً لذكرى الأجداد وواحدة باللّون الأزرق إحياءً للغائبين عن الاحتفال وواحدة باللّون الأخضر احتفالًا بالضّيوف.
وأوّل شجرة أضيئت بالكهرباء كانت أمريكية في ولاية نيويورك سنة 1882م فقد أضيئت بـ 80 مصباحًا كهربائيًّا.
وهكذا أصبح المسيحيّون في كلّ أنحاء العالم يتفنّون بتزيين شجرة عيد الميلاد بشتّى أنواع الزّينة.
هذا عن الشّجرة، أما المغارة فقد ابتكرها القديس الإيطالي فرنسيس الأسيزي وكان يهدف إلى إقامتها قرب مدخل الكنيسة في قريته.
فقد كان يرغب أن يرى الطّفل يسوع في فقره كما ظهر يوم ميلاده، لذا أقام مغارة فى غابة "جريتشو" ليُحيى ذكرى الميلاد بطريقة جديدة يبقى أثرها عالقًا في الأذهان، ومطبوعًا في القلوب.