مسلسلٌ وبائي طويل لا حلقة أخيرة له فماذا عن لبنان بعد سوريا؟

سكرية: لا نتجاهل الاعتبارات السياسية والاقتصادية التي تتحكّم بمثل تلك الأمور

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

صحيح أن المشكلة لا تزال غير مُتداولة كثيراً في الوقت الحالي، ولكن لا يُمكن التغاضي عنها، ولا بدّ من بَدْء التحضُّر لها سريعاً، من باب حُسن التدبير.

غامض

فمنذ أيام قليلة، تتداول بعض الأوساط المحليّة في سوريا بوجود فيروس غامض، يُودي بحياة بعض الأطفال.

وذُكِرَ في هذا الإطار أن طفلة في ريف دير الزور توفّيت من جراء مرض تنفُّسي ناجم عن فيروس "مجهول الطبيعة"، تسبّب بوفاة عدد من الأطفال خلال الأيام القليلة الماضية، في محافظة الرقة أيضاً. كما تمّ تعليق الدوام في المدارس، خوفاً من تزايد أعداد الإصابات والوفيات هناك (الرقّة).

حيطة وحَذَر

وتُشير بعض المعلومات المتوفّرة الى أن الفيروس الغامض يتسبّب بتلاعُب سريع وحادّ بنِسَب الأوكسيجين في الجسم، وبتوقُّف في عمل الرئتَيْن.

وبمعزل عن المسافة الجغرافيّة التي تفصل بين الأراضي اللبنانية من جهة، ومناطق تفشّي مثل تلك الحالات في سوريا، من جهة أخرى، إلا أنه لا بدّ من أخذ الحيطة والحَذَر في لبنان منذ الآن، حتى لا نصل الى اليوم الذي لا تُحمَد عقباه.

ترهيب

رأى رئيس "الهيئة الوطنية الصحية - الصحة حق وكرامة" الدكتور اسماعيل سكرية أنه "لا يُمكن فعل الكثير لمنع انتقال الأوبئة والأمراض عبر الحدود، وذلك بالاستناد الى أن القضيّة متشعّبة جدّاً".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أنه "عندما بدأ تفشّي جائحة "كوفيد - 19"، ثارت الكثير من الشّكوك حول تصنيعها لأهداف اقتصادية وسياسية، وكحرب بيولوجية. وما فعّل الشكوك حولها، هو أنها ترافقت مع أسلوب شديد من الترهيب والتخويف، ومع استنفار إعلامي رهيب وبعيد من الأُسُس العلميّة الدقيقة".

عصر الأوبئة

وأكد سكرية "أنّني لا أستغرب ما يُثار حالياً عن فيروس غامض في سوريا. فنحن أمام مسلسل وبائي عالمي لا حلقة أخيرة له، وسط أحاديث كثيرة عن أنواع عديدة من الفيروسات، التي منها ما هو معروف، ومنها ما ليس معلوماً. ولكن الأمر الأكيد هو أن بعض الطائرات المسيَّرَة قادرة أحياناً كثيرة على التحليق، وعلى رشّ الأوبئة. كما يُمكن تحضير تلك الأخيرة في مختبرات بيولوجية أيضاً".

وشدّد على أن "الشعور الطبي العام الذي ينمو مع الوقت، هو أن "الإنفلونزات" المعلومة والمجهولة التي يتمّ التداوُل بها، ليست بريئة. ولن أتوسّع في الكلام أكثر من ذلك، انطلاقاً من أن الحديث عن تلك المجالات يحوي الكثير من الدقّة، والتّعقيد، والصّعوبة".

وختم:"لا يُمكننا أن نتجاهل الاعتبارات السياسية، والمنافسات الاقتصادية التي تتحكّم بمثل تلك الأمور. ولذلك، نكتفي بالقول إننا نعيش في عصر الأوبئة".