"مبروك" للأرجنتين ولفرنسا وكرواتيا والى اللّقاء في أميركا بعد 4 سنوات... | أخبار اليوم

"مبروك" للأرجنتين ولفرنسا وكرواتيا والى اللّقاء في أميركا بعد 4 سنوات...

انطون الفتى | الثلاثاء 20 ديسمبر 2022

 

"مونديال" انتهت احتفالاته من دون ولا حتى لفتة ميلادية واحدة

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

"مبروك" للأرجنتين، التي تُوِّجَت "بطلة" في نهائيات "كأس العالم" 2022، والتي أعادت بفرحتها المُستحقّة الكأس الذهبيّة الى أميركا اللاتينية، بعدما هجرتها منذ عام 2006، وهو العام الذي سجّل بَدْء سيطرة أوروبا على "المونديالات"، وذلك بتربُّع إيطاليا على العرش الكروي العالمي في تلك السنة، ومن بعدها إسبانيا في عام 2010، وألمانيا في عام 2014، وفرنسا في عام 2018.

و"مبروك" للّاعب العالمي ليونيل ميسي الذي توّج زمن إنجازاته الكروية برفع "كأس العالم"، على مشارف "نهاياته" في العالم الكروي.

 

فرنسا وكرواتيا

و"مبروك" لفرنسا، "وصيفة العالم" في "مونديال 2022"، التي أَبَت إلا أن تكتب نهائي البطولة بقلم من المثابرة التي "انفجرت" في أواخر الشوط الثاني من المباراة، والتي أيقظت صياح "الدّيوك"، وجعلته عابراً للقارات والمحيطات والبحار.

و"مبروك" لفرنسا التي كتبت النهائي بـ "أناقة" تقبُّل الهزيمة، وبرقيّ تهنئة الأرجنتين، وهو ما فعله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

و"مبروك" لكرواتيا التي استحقّت الميدالية البرونزية أيضاً، يوم السبت الفائت، بلعب نظيف، والتي انتقلت من المرتبة الثانية (كانت وصيفة العالم في "مونديال 2018"، بعدما خسرت أمام فرنسا آنذاك)، الى الثالثة، بسلاسة، وبمستوى من الأخلاق "الكروية" لا نقاش حولها.

 

الأسوأ

ولكن ما سبق ذكره لا يحجب الأساس، وهو أن "مونديال 2022" كان الأسوأ بين كل النّسخ "المونديالية" السابقة، ليس فقط بسبب الكثير من الجَدَل الذي أحاط به من زاوية حقوق الإنسان، والعمال...، بل أيضاً بسبب العنصرية والكراهية التي ظهرت لدى شعوب منطقتنا، وذلك عبر الكمّ الهائل من تعاطيها مع الحَدَث الكروي من زاوية إيديولوجية، لا رياضيّة.

فبالانطلاق ممّا سبق ذكره، يكون "مونديال 2022" الأسوأ في التاريخ، إلا في التوصيفات العربية، واللبنانية من ضمنها مع الأسف، نظراً لـ "سِحْر" بعض الأموال في لبنان، و(إلا) في تصنيف بعض "المسحورين" بتلك الأموال نفسها، من أمثال رئيس الإتحاد الدولي ("فيفا") جياني إنفانتينو، الذي يتوجّب أن يخضع لتحقيق طويل، وطويل جدّاً، ولو بعد سنوات، لمعرفة بعض التفاصيل حول فساد كثير، وكثير جدّاً.

 

أرجنتين - ميسي

كما أن بالانطلاق من كل ما سبق، ورغم قولنا "مبروك" للفرق التي اعتلت منصّة التتويج بالميدالية الذهبية (الأرجنتين)، والفضيّة (فرنسا) والبرونزية (كرواتيا)، إلا أننا لسنا قادرين على أن نكتم شراهتنا عن طرح بعض الأسئلة، والتي من بينها، ما هو لغز خسارة منتخب الأرجنتين في أول مباراة "مونديالية" لعبتها، في 22 تشرين الثاني الفائت؟

فرغم مشاركات الفريق الذي خسرت أمامه الأرجنتين في "مونديالات" 1994، و1998، و2002، و2006، و2018، وتأهّله لدور الـ 16 في "مونديال" 1994، إلا أنه لا يُمكن تجاهُل واقع أنه فريق لا يصلح، لا تقنياً، ولا على أي مستوى آخر، لمقارعة العملاق الكروي اللاتيني بالنتيجة التي خرج بها اللّقاء، وذلك بمعزل عن التدريبات الأجنبية التي يحظى بها، وبغضّ النّظر عن لعبة الحظّ التي تجعل كل شيء ممكناً بحسب رأي البعض، خصوصاً أنه لا يُمكن لأحد أن يتجاهُل أيضاً واقع أن دولة هذا الفريق اختارت ميسي قبل أشهر، ليكون سفيراً للسياحة فيها.

فالفوز على أرجنتين - ميسي، يُعادل الفوز على أرجنتين - مارادونا، أي انه "يكبّر" البعض. وهو قادر على أن يُشبع شهيّتهم أيضاً على لَمْلَمَة أحجام دوليّة، لا إقليمية فقط، في عصر التحوّلات العالميّة والمحليّة، من حاكم الى آخر، ومن عرش الى آخر.

 

البرلمان الأوروبي

ورغم قولنا "مبروك" للفِرَق التي اعتلت منصّة التتويج، إلا أنه لا يمكننا أن نتجاهل أيضاً أن إلباس ميسي العباءة ("البشت")، قُبَيْل التتويج ورفع الكأس، كان إقحاماً لثقافة في غير مكانها، و"قلّة ذوق" غطّت القميص الوطني التقليدي للفريق الأرجنتيني الذي لعب ميسي وهو يرتديه، والذي كان يتوجّب أن يُتوَّج به حصراً. كما أنه تطفُّل على "لحظة بطل"، بما يحاول سرقة شيء منها.

سرقة شيء منها. أمر ليس مستغرباً على منطقتنا، وشعوبها، وبلدانها التي تُعاني من "عقدة الدونيّة" تجاه الغرب، حتى ذاك الفقير منه، الموجود في أميركا اللاتينية مثلاً.

فشعوب منطقتنا وحكّامها لم يتحرّروا من عقدة الاستعمار بَعْد، وهم يحملون الكثير من الأحقاد تجاه الدول الغربية، لا سيّما تلك التي استعمرتهم (مثل فرنسا، وبريطانيا...) في الماضي، ورغم أنها تُعاني من استعمارهم المالي، والاستثماري، و"الطاقوي" اليوم، وذلك الى درجة تهديدها بمَنْع شحنات الغاز عنها، إن هي استمرّت بالتحقيقات المرتبطة بفساد داخل البرلمان الأوروبي.

 

أقليات

"مونديال 2022" انتهى. وهو "المونديال" - الدليل على الكراهية المتجذّرة في منطقتنا، وعلى رفض الآخر فيها.

فأسبوع واحد فصل بين نهائي "المونديال"، وبين الاحتفال بميلاد السيّد المسيح، سواء بشكل عالمي، أو حتى في منطقتنا التي تحوي أقليات مسيحية مهمّة، يعمل بعضها وينمو في أغنى دول منطقتنا. وهو "المونديال" الذي انتهت احتفالاته من دون ولا حتى لفتة ميلادية واحدة بأغنية أو بمقطوعة موسيقيّة، أو حتى بقبّعة ميلادية واحدة، احتراماً للأقليات المسيحية الشرق أوسطيّة، على الأقلّ. وهو ما يطرح السؤال حول أنه كيف يُمكن لبعض شعوب ودول منطقتنا أن تنجح في "لعبة" التلاقي مع من هم خلف المحيطات والبحار، إذا كانت ترفض الأقليات الموجودة في جوارها؟

 

عار

فـ "مونديال 2022" كان مزيجاً من المحاولات الفاشلة لإظهار رقيّ وقِيَم إنسانيّة غير موجودة في منطقتنا، بل مجرّد تلاقٍ حضاري مزاجي ونفاقي، يُضمِر ما يتحاشى البعض أن يُظهره. ولكن المهمّ هو أن البطولة انتهت، والفِرَق عادت الى بلدانها، على أمل أن يعود "السِّيْف" (من سِيْفِي وطنجرة) الى لبنان، بعد نحو شهر من حفلات "تبييض الطناجر" اللبنانية المَمْجوجة، تجاه هذا الحدث العالمي، والتي لا يُمكننا إلا توصيفها بـ "حفلات العار".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار