"هدنة" طويلة للَجْم انهيار اللّيرة ولفَرْمَلَة الفقر فهل يفعلها السياديّون؟؟؟... | أخبار اليوم

"هدنة" طويلة للَجْم انهيار اللّيرة ولفَرْمَلَة الفقر فهل يفعلها السياديّون؟؟؟...

انطون الفتى | الأربعاء 21 ديسمبر 2022

مصدر: من سيتمكّن من إجبار الفريق السيادي على تقديم تنازلات إذا كان واثقاً من نفسه؟

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

نعود الى القوى اللبنانية التي من المُفتَرَض أنها "سيادية"، والتي باتت نسخة "طبق الأصل" عن فريق محور "المُمانَعَة"، وذلك باعتمادها سياسات "الكربجة"، و"استراتيجيّات الصّبر"، وإن كان ذلك لأسباب مختلفة بين الطرفَيْن.

 

الحصار

وفي ما بين الطّرفَيْن، تجلس أضعف فئات الشعب اللبناني وهي تنتظر يوم الإعلان عن نهايتها وزوالها. فرواتب تلك الفئة قد تسمح لها بالحصول على اليسير من الطعام والشراب خلال شهر، من دون دواء، أو بعدد محدود جدّاً من الأدوية، مع تقليص حجم الإنفاق على الغذاء كثيراً. هذا طبعاً، من دون أن نحسب أي حساب لمسألة أن قارورة الغاز قد "تهجر" المنزل لأيام عدّة، وغيرها من التفاصيل، بفعل الانهيار المستمرّ للّيرة اللبنانية. وهو انهيار تشارك فيه كل القوى السياسية اللبنانية، بسياديّيها كما بمُمَانعيها على حدّ سواء.

فلدى كلّ فريق من هؤلاء، منظوماته العامِلَة على زيادة الانهيار، من مُضاربين، ورجال مال وأعمال... هذا فضلاً عن أنه إذا كان فريق "المُمَانَعَة" مستفيداً من الانهيار ومن تحلُّل الدولة للاستمرار بالتهريب، وباستباحة الحدود، فإن الفريق السيادي بات هو الآخر مُشارِكاً في الحصار على لبنان، وفي تجميد البلد، ومن دون أي "رفّة جفن"، وذلك عبر نكرانه (الحصار)، ومسؤوليّته في وجوب فعل كل شيء لفكّه. هذا مع العلم أن هذا الحصار ونتائجه "الانهيارية" تشكّل مصلحة لأطراف سيادية عدّة، ولتحالفاتها الإقليمية التي تشارك في مُحاصَرَة لبنان بسبب إيران، فيما تتعمّق هي بسلوكياتها "الجبانة" تجاه طهران، في منطقة الخليج الفارسي.

 

لقاء

ولكن بما أن "المُمَانعين" أقرب الى وضعيّة "فالج لا تعالج"، نتوجّه الى السياديّين، داعين إياهم لأن لا يفرحوا كثيراً بإعلان الرئيس الأميركي جو بايدن عن أن جهود إحياء الاتفاق النووي مع إيران "ماتت ولكننا لن نُعلن ذلك"، والى أن لا يعوّلوا على هذا الكلام كثيراً.

فبالتزامن مع التداوُل بكلام بايدن، كان مسؤول السياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، يلتقيان على هامش مؤتمر "بغداد - 2"، لمناقشة تحريك المباحثات المتعثّرة بشأن إحياء الاتفاق النووي. وهي خطوة أوروبية - أميركية - إيرانية، تنسجم مع واقع أن التفاوُض والتحاوُر الغربي مع إيران لم يتوقّف يوماً، ولن يتوقّف، وذلك مهما ارتفع منسوب التوتّر بين الطرفَيْن.

 

ورقة

وبالتالي، بدلاً من رفض أي حوار مع فريق محور "المُمانَعَة" (الذي هو الممثّل الأصيل لإيران في لبنان) بحجّة أن لا شيء سيتغيّر، وأن هذا الفريق يجرّ الآخرين لفرض خياراته عليهم بحجّة الحوار، فإنه يتوجّب على هذا الفريق (السيادي) أن يحضّر ورقته الخاصّة (للحوار)، وأن يُطالب بانعقاده، وأن يذهب إليه بصراحة، وبسقف التحدّي المرتفع الذي نسمعه في التصريحات، والتغريدات.

وقد يكون واجباً على الفريق السيادي هذا، بَدْء الحوار من نقطة جوهرية، وهي "هدنة" طويلة حول ضرورة لَجْم انهيار الليرة اللبنانية مقابل الدولار، والخروج من حَصْر الاهتمام بالعناوين السياسية، والأمنية.

 

مصلحة لبنانية؟

استغرب مصدر سياسي "رفض الأطراف السيادية التحاور مع فريق محور "المُمانَعَة" في لبنان، بحجّة أن ذلك لن يغيّر شيئاً، أو انه سينتزع تنازلات منهم. فكيف يُمكن انتزاع تنازلات من فريق مثلاً، إذا كان يرفض تقديمها؟ وهل ان التنازلات التي قدّمها الفريق السيادي لفريق إيران في لبنان بين عامَي 2005 و2018، شكّلت مصلحة "مُمانِعَة" حصراً، أم انها سمحت للسياديّين أنفسهم بالاستفادة منها أيضاً؟".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "من سيتمكّن من إجبار الفريق السيادي على تقديم تنازلات على طاولة حوار، إذا كانت مكوّنات هذا الفريق واثقة من نفسها، وممّا تُطالب به، وتعرف ماذا تريد، ومتأكِّدَة من أنه يحقّق مصلحة لبنانية بنسبة 100 في المئة؟".

 

خطوط مفتوحة

وشدّد المصدر على أن "المكوّنات اللبنانية محكومة بالحوار الدائم مع بعضها. فرغم المشاكل الكثيرة بين الغرب وإيران، إلا أن الدول الغربية تُبقي دائماً على التفاوُض والتحاوُر مع طهران، فيما تلك الأخيرة بدورها تصرّ على عَدَم انقطاع علاقاتها مع الغربيّين. والسبب بسيط، وهو أن الطرفَيْن يرفضان المواجهة، وهما لا يملّان من الإبقاء على حفظ الخطوط مفتوحة دائماً بينهما".

وختم:"نسأل الأطراف الرّافضة للتحاور مع فريق إيران في لبنان، والتي تدعم مرشّحاً رئاسياً واحداً، هل هي مُتَّفِقَة مع بعضها البعض تماماً؟ وهل من رؤية كاملة في ما بينها؟ الجواب هو لا. وبالتالي، لماذا تستمرّ تلك الأطراف بالسلطة؟ وكيف ستتمكّن من فكّ الحصار عن لبنان حتى ولو استلمت البلد؟".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار