ننظر إليكم في أبراجكم العاجيّة ولكن المواجهة آتية ومهما طال زمنها! | أخبار اليوم

ننظر إليكم في أبراجكم العاجيّة ولكن المواجهة آتية ومهما طال زمنها!

انطون الفتى | الأربعاء 21 ديسمبر 2022

مصدر: المدخل الوحيد للحلّ هو "الرئاسية" وليس مزيداً من الوعود

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

ننظر الى القوى السياسية التي تتحدّث عن معاناة أضعف الفئات اللبنانية معيشياً، من أبراجها العاجيّة، وكأنها تنظر الى أزمة في إحدى الدول الأفريقيّة، و(تتحدّث) عن أن اللبنانيين يُعانون الآن، وسيُعانون أكثر، إذا لم تكتمل بعض الشروط السياسية في البلد، لنقول لهم إنكم ستدفعون الثّمن.

 

"السوق السوداء"

نعم، هم سيدفعون ثمناً لا بأس به في الاستحقاق البلدي، وذلك بمعزل عن الموعد الفعلي لإجراء الانتخابات البلدية، وحتى لو كان هذا الثّمن غير مُؤثِّر عليهم تماماً، في المشهد السياسي العام المُتحكّم بالبلد.

فنحن نتذكّر جيّداً أنه قبل عام، بدأنا نسمع بعض الأطراف السياسية تُخبرنا باستبسال واستماتة، عن أن حُسن الاقتراع في الانتخابات النيابية سيخلّص لبنان من محنته، وشعبه من أزماته، وسيحسّن الأوضاع المعيشيّة والحياتيّة، وسيُضعِف تسيُّد "السوق السوداء" على الناس.

 

"مغاطس"

وبعد انتهاء الاستحقاق النيابي الذي لم يحسم نتائجه الحزبيّون و"الأتباع" وحدهم، في مناطق عدّة، بل الفئات غير الحزبيّة التي تصدّق الوعود الانتخابية دائماً، رأى الجميع أننا لم نحصل على شيء، بل انتقلنا الى الغطس في "مغاطس" انتظار اللحظات الأخيرة من "العهد" الرئاسي السابق، والى عَدَم القدرة على تشكيل حكومة، الى أن وصلنا الى الفراغ الرئاسي، والحكومي، مع وعود بأن الأحوال ستتحسّن إذا انتُخب هذا أو ذاك للرئاسة، وإذا تمّ تشكيل حكومة بعد "الإنجاز" الرئاسي. وهذه كلّها محاولات لتبرير عَدَم الالتزام بالوعود التي أُغدِقَت علينا قُبَيْل "النيابيّة".

 

"البلديّة"

الفئة غير الحزبيّة قد تعوّض هذه المرّة بالانتخابات البلدية، وقد تصوّت لصالح تلقين بعض القوى والأحزاب الدّروس اللازمة، ولتعلّمها الأثمان الباهظة لعَدَم الالتزام بالوعود، وللنّظر الى أضعف الناس يُعانون يومياً، على طريقة أن "مش نحنا الدولة، ومش شغلتنا نحلّ محلّا".

ولكن الدّرس سيكون أكبر بالطبع، إذا أحسنت أضعف الفئات غير الحزبيّة، وغير التابعة لشخصيات أو لمفاتيح سياسية في مناطقها التصويت، أي إذا اقترعت في الاستحقاق البلدي من خارج التعصُّب العائلي، والطائفي، والمذهبي. فبتلك الطريقة، تتعزّز فرص القول للأحزاب والتيارات والشخصيات السياسية "منلاقيكون بالانتخابات البلدية"، بعدما خذلتمونا، وخنتُم وعودكم لنا في مرحلة التحضير للاستحقاق النيابي الأخير.

 

مُحاسبة؟

أكد مصدر مُطَّلِع أن "لا انتخابات بلدية خلال الأشهر القليلة القادمة. وكل كلام في شأنها هدفه بثّ بعض الأجواء، لأهداف استطلاعية أو سياسية مناطقية بنسبة معيّنة، كما على مستويات أعلى من ذلك".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "القوى السياسية التي وعدت الناس بتحقيق المستحيلات قُبَيْل الاستحقاق النيابي، وفي ما لو اقترع الناس لصالحها، لم تُنتج شيئاً بعد فوزها لأسباب عدّة، من بينها أنها تقاطعت على مصالح معيّنة مع أطراف أخرى في مرحلة ما بعد الانتخابات. وها هي صارت أسيرة لأكاذيبها، وما عادت قادرة على أن تخرج منها، فيما يستمرّ انهيار اللّيرة اللبنانية، وتزداد أوضاع البلد سوءاً".

وختم:"المدخل الوحيد للحلّ في لبنان حالياً هو الانتخابات الرئاسية، وليس مزيداً من الوعود السياسية المحليّة المقدّمة، لا للشعب اللبناني، ولا لدول الخارج. أما الاستحقاق البلدي، فلا حظوظ فعليّة قريبة له حتى الساعة. وبالتالي، لا مجال لمحاسبة الأحزاب والتيارات والشخصيات السياسية التي وعدت الناس قبل "نيابية 2022" بغد أفضل، والتي أظهرت أنها عاجزة عن القيام بأي شيء، في أي استحقاق قريب يحتاج الى تصويت الناس".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار