يُفسدون في الأرض من شرقها الى غربها ويتحدّثون عن مكافحة الفساد في لبنان! | أخبار اليوم

يُفسدون في الأرض من شرقها الى غربها ويتحدّثون عن مكافحة الفساد في لبنان!

انطون الفتى | الخميس 22 ديسمبر 2022

 

مصدر: لبنان ما عاد يمتلك سوى فساد حكامه ومن دون ما يُغطّي على ذلك

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

كيف تسمح بعض أكبر، أو بعض أغنى دول العالم لنفسها بمُحاصرتنا نحن الشعب اللبناني، بسبب فساد حكّامنا الكثير، والذي لا ننكره طبعاً، فيما لدى تلك الدول ما لديها من فساد كبير، هي الأخرى؟

ولماذا لا يُفَكّ الحصار عن لبنان، طالما أن المُعطيات اليوميّة تُظهر فساداً مُخيفاً تمارسه أكثر الدول التي تطالبه (لبنان) بمكافحة فساده؟

 

في أوروبا و"تويتر"

ليس جديداً إذا تحدّثنا عن الفساد الاستعماري لأكبر الدول الغربيّة، سواء في منطقتنا، أو في أفريقيا، أو في غيرها من المناطق حول العالم.

ولكن ما يبدو صاعقاً، هو الفساد الشديد الذي يُفضَح مؤخّراً لدى أكثر دول منطقتنا حماسة لمُحاصَرَة لبنان تحت ستار "عفّة" الإصلاحات، وضرورة مكافحة الفساد فيه، فيما تستمرّ تلك الدول بتوزيع دروس الشّرف على اللبنانيين، وكأن لا شيء مطلوباً منها على مستوى وجوب أن "تنضبّ"، لتعالج ما فيها هي أوّلاً.

فمن فضائح الفساد، والرشاوى... داخل البرلمان الأوروبي، ومحاولات خلق "لوبيات" داخل أوروبا للتأثير على السياسات الأوروبيّة، التي تلاحق إحدى أغنى دول منطقتنا مؤخّراً، والتي تتسبّب بتحقيقات وتوقيفات، وصولاً الى فضائح فساد تطال دولة غنيّة أخرى في المنطقة أيضاً، على صعيد معطيات تتعلّق بتورّطها في أعمال تجسُّس على بعض مستخدمي "تويتر". ملموسات تدعونا في لبنان الى التفكير بمن يحقّ له أن يُسمعنا كلاماً عن الفساد، وعن الإصلاح. وهذا غيض من فيض لن نتوسّع الى ما هو أكثر منه.

 

الحصار

وما يُثير الاستغراب في كل ما سبق، هو أن تلك الدول المتورّطة بفساد خارج الحدود الشرق أوسطيّة، تدافع عن نفسها باستحضار الماضي الاستعماري للغربيّين في منطقتنا والعالم،... مُتناسيةً أن فساد الآخرين لا يسمح لها بتبرير فسادها، وأن السلوكيات الشاذّة لا تُصحَّح بشذوذ آخر.

فمتى يُفَكّ الحصار عن لبنان طالما أن حفلات الفساد عارمة داخل أكثر الدول المُطالِبَة بـ "تصحيحات" داخل لبنان، وبمكافحة الفساد فيه؟

 

ليس صعباً

أوضح مصدر سياسي أن "الفساد الذي تمارسه دول المنطقة التي تطالب بوقفه (الفساد) في لبنان، لا يتوقّف عند ما يحصل في البرلمان الأوروبي من تحقيقات مؤخّراً، ولا عند التجسُّس داخل شركة "تويتر"، إذ يطال الخطوط المفتوحة بين بعض تلك الدول والنّظام السوري المتورّط بفساد كثير، وبتهريب المخدرات. وهي خيوط قد تُتعب لبنان أكثر، نظراً الى قدرتها على انتخاب رئيس للجمهورية فيه. فكيف يطالبون بمكافحة الفساد في لبنان، فيما هم يسلكون سلوكيات تؤسّس لقواعد جديدة من الفساد لدينا؟".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "بالنّسبة الى الدور الأميركي في لبنان، فلا بدّ من مراقبة مستقبل مشروع بناء أكبر سفارة أميركية بالمنطقة فيه (لبنان). فليس صعباً على الولايات المتحدة الأميركية أن تساعد الدولة اللبنانية ببعض المليارات، من خارج الاتّفاق مع "صندوق النّقد الدولي". ولكن هل من شروط لبنانية متوفّرة للحصول على تلك المليارات، من خارج "صندوق النّقد"؟

وختم:"بعض دول المنطقة تشكّلت من الفساد، وهي مغمورة فيه، وتفجّرت ثرواتها منه. ولكن الفارق الأساسي بينها وبين لبنان، هو أنها تمتلك الفساد والأموال التي تُغطّي على فسادها. أما لبنان، فما عاد يمتلك سوى فساد حكامه، وهو بات خالياً من كل ما يُغطي على ذلك، ومن كل ما يمنع الاستثمار الخارجي فيه".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار