لا انتفاضة حقيقية تكتفي بمشاهدة شبّيحة "العملة السوداء" وانقطاع الحياة عن الناس... | أخبار اليوم

لا انتفاضة حقيقية تكتفي بمشاهدة شبّيحة "العملة السوداء" وانقطاع الحياة عن الناس...

انطون الفتى | الخميس 22 ديسمبر 2022

 

مصدر: لا مجال لبثّ الحياة في الانتفاضة إلا إذا توقّف زمن الاستفادة من لعبة الدولار واللّيرة

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

بمعزل عن المشاكل التي أظهرتها انتفاضة 17 تشرين الأول 2019 على مستوى عجزها عن بَلْوَرَة قيادات، فإن الافتقار الى العزيمة، والى الجدية في التغيير لدى الشعب اللبناني، كان من الأسباب الرئيسية لإسقاط تلك الحركة.

 

"فِرْجِي"

فلا انتفاضة حقيقية تكتفي "بالفِرْجِي" على شبّيحة "العملة السوداء"، ولا على انقطاع الأدوية من الصيدليات، ولا على الكوارث الصحية في المستشفيات، ولا على مآسي الرواتب التي لا تُطعِم حتى اليوم العاشر من الشهر...

ولا انتفاضة حقيقية تكتفي "بالفِرْجِي" على "صمديات" تُسمّى "تغييرية" داخل مجالس نيابية، فيما البلد يموت، وأضعف شرائحة تزول.

 

الشعب الإيراني

نتوقّف في هذا السياق أمام بطولة الشعب الإيراني، الذي رغم قساوة نظام حكمه، وإعداماته، وترهيبه... إلا أنه يسطّر أروع الملاحم، ومن دون أن يتحجّج بأي عنف يُمارَس عليه من قِبَل القوات الأمنية الإيرانيّة، ليبرّر أي تراجُع.

فالاحتجاجات الإيرانية لا تتوقّف عند شارع، ولا على شعارات محدّدة، بل تنطلق من الزواريب لتصل الى القطاعات الحسّاسة، كالقطاع النّفطي مثلاً. وهي تتراوح بين الاعتصام، والتظاهر، والإضرابات، والمطالبة بالحرية، وبتغيير نظام الحُكم، وزيادة الأجور، وتحسين مزايا التقاعد، وبإلغاء الضرائب المرتفعة، وتحسين خدمات الرعاية الاجتماعية، والظروف الصحية...

 

حريات

وهي احتجاجات تنتقد الحاكم، والمسؤول، والوزير... بشجاعة، ومن دون السّقوط بالشعبويات، مثل من يطالب ولا يطالب، أو من يثور ولا يثور.

وبمعزل عن الخواتيم المُحتَمَلَة لمصير الاحتجاجات الإيرانية، هل يجوز للشعب اللبناني الذي ينعم بديموقراطية مقبولة، وبحريّة معيّنة، أن يفشل في انتفاضاته (كما هو الحال دائماً)، فيما يُمكن لشعوب أخرى أن تحقّق المستحيلات، في ما لو تنعّمت بالقليل ممّا لدينا من حريات في لبنان؟

 

العام القادم؟

شدّد مصدر مُتابِع للشؤون الحياتية على أنه "بمعزل عن تحوُّل انتفاضة 17 تشرين الأول الى انتفاضات بدلاً من أن تكون ثابتة على رأي واحد، فإن أحد أهمّ أسباب فشلها هو مصلحة بعض اللبنانيين بارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء، لا سيّما بعدما بدأ زمن التّعاميم التي ضاعَفَت الاستفادة من تلك اللّعبة، مرّة باستبدال الدولارات باللّيرة، ومرّة أخرى باستبدال اللّيرة بدولار. وهو ما يزيد التلاعُب باللّيرة والدولار في الأسواق، وبسعر الصّرف، وبالأسعار".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "لم تُخرّج الانتفاضة أي قائد ينقل المشهد من مكان الى آخر، أو يؤسّس لحالة جديدة في البلد. ولكن الأساس هو أن لا مجال لإعادة بثّ الحياة في شرايين الانتفاضة، إلا إذا توقّف زمن الاستفادة من لعبة الدولار واللّيرة".

وختم:"لا حلّ قريباً يبدو في الأُفُق مع الأسف. ولا شيء يؤكّد أن هناك أملاً حقيقياً للخروج من هذا النّفق المُظلِم، خلال العام القادم".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار