"عصف ذهني" يضرب قادة أوروبا على وقع الأعاصير في أوكرانيا فهل ينتهي بسلام؟ | أخبار اليوم

"عصف ذهني" يضرب قادة أوروبا على وقع الأعاصير في أوكرانيا فهل ينتهي بسلام؟

انطون الفتى | الجمعة 23 ديسمبر 2022

مصدر: تعاون أوروبا مع واشنطن يختلف عن أي شيء آخر

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

بين رغبات ألمانية بانفتاح اقتصادي أكبر على الصين، وحديث المستشار الألماني أولاف شولتس عن عالم "مُتعدّد الأقطاب"، وبين تأكيد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن أوروبا بحاجة إلى تقليل اعتمادها على الولايات المتحدة، والى تطوير قدراتها الدفاعية الخاصة لتأمين السلام، والى القيام بدور أكثر حزماً داخل حلف "شمال الأطلسي"، و(تأكيد ماكرون) أن أوروبا القوية ستسمح للقارة بأن تصبح أكثر استقلالية، وبأن تتصرف داخل "الناتو" ومعه، من دون أن تعتمد عليه، (بين شولتس وماكرون) تبرز تصريحات لرئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أيضاً، حول ضرورة عَدَم الاعتماد الأوروبي المُفرِط على الولايات المتحدة في ما يتعلق بالأمن. وتؤكد ميلوني أيضاً أنه ليس ذكياً التخلُّص من الاعتماد على روسيا عبر تفضيل الاعتماد على الصين.

 

أوكرانيا

هو "عصف ذهني" أوروبي كما يبدو، يدور على وقع أعاصير الحرب الروسيّة على أوكرانيا، ووسط توجّهات أوروبيّة عديدة لشكل التعاطي المستقبلي مع روسيا.

فعلى سبيل المثال، تركّز بعض التيارات الأوروبية على ضرورة القيام بمبادرة أوروبية مشتركة، تحفّز روسيا على إنهاء حربها على أوكرانيا، مقابل تعليق العقوبات الغربيّة المفروضة عليها. فيما تؤكّد تيارات أوروبيّة أخرى وجوب عَدَم التهاون مع الروس، وضرورة الاستمرار بتلقينهم أقسى الدّروس، وإرسال المزيد من المساعدات العسكرية وغير العسكرية الى كييف.

 

هويّة

فهل تنجح أوروبا في إيجاد هويّتها الخاصّة المُتمايِزَة عن الولايات المتحدة الأميركية وحلف "الناتو"، بسلاسة، أم تصل الى النّموذج "الأطلسي" التركي الذي وجد هويّة أمنيّة جديدة له خلال السنوات الماضية، من دون الخروج من الحلف، وهي هويّة من التعاون مع روسيا في كل شيء، وصولاً الى صواريخ "إس - 400"، وتوتُّر العلاقات مع واشنطن؟

وهل من انفتاح اقتصادي أوروبي على الصين، قادر على إزعاج واشنطن في المستقبل؟ أم ان القِيَم الإيديولوجيّة والديموقراطيّة المشتركة بين أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، الغير موجودة بين دول "الناتو" وتركيا، أو بين دول الخليج (التي تنفتح على الصين وروسيا) وواشنطن، تمنع المشاكل بين الأوروبيّين والأميركيّين، وتحوّل أي تمايُز بينهما الى مصدر غنى لهما معاً، بدلاً من أن يكون سبباً للصّراع بينهما؟

 

تخبُّط

أشار مصدر واسع الاطلاع الى أن "أوروبا بحالة من التخبُّط الذاتي حالياً، وهي تبحث عن هوية مستقلّة لها، ترافقها في عالم ما بعد انتهاء الحرب الروسيّة على أوكرانيا. فهذه الحرب دفعت الدول الأوروبية الى مراجعة حساباتها في كل وقت".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "روسيا تهديد دائم لأوروبا، وهذه هي خلاصة الحرب على أوكرانيا. فلو نجح الروس باحتلال كييف، لكانوا هدّدوا دول البلطيق وأوروبا الشرقيّة كلّها، وصولاً الى أوروبا الوسطى، أي الى ألمانيا. وهذا يزيد من التخبُّط في التفكير الأوروبي".

 

الحليف الاستراتيجي

وأكد المصدر أن "ملف اللّجوء الى أوروبا بات يهدّد بتغيير هويّتها وجذورها، في الوقت الحالي، وأكثر من أي وقت مضى. ولذلك، رأينا جيّداً كيف فازت ميلوني فوزاً مهمّاً بالانتخابات في إيطاليا، ورغم أن شعار حملتها الانتخابية كان التشدُّد المسيحي، وبموازاة حديثها صراحةً عن أن من يزعجه الصّليب فليرحل عن الأراضي الإيطالية".

وأضاف:"تتّجه أوروبا الى خيارات كثيرة، بينما الثابت هو الخوف على هويّتها الذي يدفعها الى التشدُّد، فيما لا مشكلة لدى الولايات المتحدة الأميركية على هذا الصّعيد. فالأراضي الأميركية مُحاطَة بمحيطَيْن، أي بالمياه، وهي بعيدة من أي حدود مباشرة مع روسيا، أو الصين، أو العالم الإسلامي".

وختم:"تتعاون أوروبا مع الولايات المتحدة الأميركية والصين، ولكن تعاونها مع واشنطن يختلف عن أي شيء آخر. فالحليف الاستراتيجي لأوروبا هو أميركا، والنّظام الديموقراطي فيها، وليس النّظام الشيوعي في الصين. فضلاً عن أن السلاح الأميركي هو الذي يحسم المعارك في أوكرانيا، والذي يحمي أوروبا من روسيا. وبالتالي، لن تخرج أوروبا من أميركا، بل ستستقلّ في خياراتها أكثر، مع استمرار التحالف بينهما".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار