لا نحتاج الى رئيس "صمديّة" بل الى من يُنهي زمن "السوق السوداء" بعد ساعات من انتخابه... | أخبار اليوم

لا نحتاج الى رئيس "صمديّة" بل الى من يُنهي زمن "السوق السوداء" بعد ساعات من انتخابه...

انطون الفتى | الثلاثاء 27 ديسمبر 2022

مصدر: الحوارات والأجواء الإيجابية لم تَعُد كافية وحدها

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

عجباً، كيف أن بعض اللبنانيين يكتفون باللّف والدوران حول طاولة حوار، توفّر "خريطة طريق" للعمل السياسي والرئاسي للمرحلة القادمة، وكأنها "المُشتهى" اللبناني الوحيد، في زمن البحث عن "اللّقمة"، وحبّة الدواء.

 

"إكسير الحياة"

وعجباً، كيف أن بعض القوى السياسية تحصر همومها بانتخاب رئيس للجمهورية، وبتشكيل حكومة جديدة، وكأنها تخبرنا عن "إكسير الحياة" الذي سيعمّ لبنان، فور انطلاق التّصفيق في مجلس النواب بعد النّجاح في انتخاب رئيس.

ولكن قد يكون مُفيداً، ولو بعض الشيء، التذكير بأن إيران، وكوريا الشمالية، وفنزويلا، وكوبا،... وغيرها من الدول التي يموت فيها الناس بنزاع طويل، محكومة من رؤساء، أي ان لا فراغات رئاسية فيها. وحتى إن مظاهر تداول السلطة محفوظة في بعضها، فيما هي  دول "ميتة" اقتصادياً، وحياتياً، ومعيشياً، وليس فقط على صعيد حقوق الإنسان، والحريات...

 

قبل 24 ساعة

فهل ان كل ما نحتاجه في لبنان، في المستقبل القريب، هو انتخاب رئيس يتصرّف بعد انتخابه وكأنه "صندوق النّقد الدولي"، أي ذاك الذي سيُخبرنا بأن لا حياة مُمكِنَة في البلد قبل بَدْء العمل على الإصلاحات، أو حتى قبل الانتهاء من الإصلاح هذا أو ذاك، ورغم أن إنجاز بعضها (الإصلاحات) قد يحتاج الى سنوات طويلة؟

فهل هذا هو الرئيس الذي نحتاجه بالفعل، أم ذاك الذي يُفَكّ الحصار عن لبنان قبل مرور 24 ساعة كاملة على انتخابه، وذاك القادر على التأثير لنَسْف التداوُل بـ "السّوق السوداء"، فور انتخابه؟

 

"السوق السوداء"

والأمر نفسه نطبّقه على الحكومة أيضاً. فهل يكفينا تشكيل حكومة، سيُقال لنا إنها حكومة إصلاحات، لتلعب دور "صندوق النّقد"، والمؤسّسات الدولية، بدلاً من أن تكون "جواز سفر" فكّ الحصار عن لبنان، والإسراع في انتشال اللبنانيين من الفقر، والمرض، والجوع؟

في الواقع، لا يمكننا نكران حاجتنا الى حوار بين مختلف الأطراف الداخلية، والى إنهاء الفراغ الرئاسي، والى تشكيل حكومة جديدة. ولكن لا يمكننا أيضاً تجاهُل حاجتنا الى من يفكّون الحصار عنّا، والى من يُوقِفون عمل "السوق السوداء" ومفاعيلها في حياتنا اليوميّة، وليس الى "صمديّات"، ولا الى "تحف أثرية" تُشبعنا من "كثرة الحكي"، إما بإسم الحوار، أو تحت شعارات أخرى داخل القصور وأكبر المقرّات.

 

أكثر بكثير؟

شدّد مصدر سياسي على "الحاجة الى انتخاب رئيس وتشكيل حكومة يتّفقان على وقف التهريب، وينجحان في هذا العمل. فهذا مدخل أساسي لإنهاء عصر "السوق السوداء" والتهريب والتهرُّب، في لبنان".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "انتخاب رئيس جمهورية فقط، وتشكيل أي نوع من الحكومات، لن يحلّا المشكلة. ومؤسف كيف تركّز معظم الجهود السياسية والإعلامية مؤخّراً على ضرورة انتخاب رئيس في الوقت الحالي، حصراً، ومن دون البحث في ما يُمكن أن يحمله هذا الرئيس من تغيير نحو الأفضل، أو لا".

وختم:"ستستمرّ الأوضاع المالية والاقتصادية بالتدهور في لبنان، وصولاً الى ما هو أكثر بكثير، في كل مرّة تتأخّر فيها المسارات الضرورية لمحاربة الفساد، ولوقف التهريب، ولضبط الحدود. فالحوارات الداخلية، والأجواء الإيجابية، وإنجاز الاستحقاقات السياسية، لم تَعُد كافية وحدها لوقف الانهيار، بل نحتاج الى توفير الظروف والسلطات المناسبة لتحسين الأوضاع".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار