وجهان "سيادي" و"مُمَانِع" لعملة انهيار لبنانية واحدة!... | أخبار اليوم

وجهان "سيادي" و"مُمَانِع" لعملة انهيار لبنانية واحدة!...

انطون الفتى | الخميس 29 ديسمبر 2022

مصدر: الجزء الأكبر منهما يمتلك ما يكفيه من موارد

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

يتعادل "السياديّون" مع "المُمانعين" في لبنان، بأشكال عدّة، من بينها نكران الواقع.

 

النّازحون

ففي بداية الحرب السوريّة مثلاً، وعندما كان أحد رموز النّظام السوري، أو (أحد رموز) محور "المُمانَعَة" في لبنان يتحدّث عمّا يجري هناك، كان يقول إن سوريا "عظيمة" و"كبيرة"، و"يا جبل ما يهزّك ريح"، وإن لا شيء يحصل هناك سوى التعامُل مع بعض الإرهابيّين والمُخرّبين.

مضَت الأيام والليالي، وصارت الغارات الجويّة والضربات المدفعية والصاروخيّة تُسابق ساعات النّهار واللّيل، واستمرّ النّكران "المُمَانِع" لما يحصل في سوريا، الى أن يتمّ إحراج الضّيف بالقول له، بما أن لا حرب دائرة هناك، لماذا كل هذا التدفّق للنّازحين منها الى أراضي البلدان المجاورة؟

وفي تلك الحالة، كانت الأجوبة تتراوح ما بين مُضحِكَة، ومُضحِكَة جدّاً، ومُضحِكَة حتى "طقطقة الخواصر"، انطلاقاً من التوتّر، واللّعثمة، وعَدَم انتظام الأفكار الذي كان يرافقها (الأجوبة) بوضوح.

 

"خربان"

وها ان لبنان يمرّ حالياً بواحدة من أسوأ الحروب الاقتصادية والمالية والحصار، لنجد بعض السياديّين ينكرون ذلك، ويقولون إننا نحن من يحاصر أنفسنا في لبنان، وليس الخارج، وذلك بسبب التأخُّر عن القيام بالإصلاحات.

وهم يكتفون بذلك، وبحديث كثير عن الأمل في لبنان، وعن "طائر الفينيق"، وبدموع غزيرة على بعض الشاشات في بعض الأحيان، وبالاعتماد على زحمات السّير أحياناً كثيرة لتأكيد أن البلد "بألف خير"، وسط نكران تامّ لواقع أن شرائح اجتماعية كثيرة باتت من دون شيء، وأن البلد "خربان".

 

انفصال عن الواقع

أشار مصدر مُطَّلِع الى "انفصال كبير عن الواقع يتحكّم بالأطراف "المُمانِعَة" و"السيادية" على حدّ سواء، في لبنان. فالطرفان يحاولان التخفيف من شدّة الأزمة على الناس، لا سيّما أن الجزء الأكبر منهما يمتلك ما يكفيه من موارد، تمنعه وتمنع شعبه من المعاناة، وهو ليس مثل سائر الناس الذين لا يمتلكون شيئاً".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "ممثّلي الشعب بحالة من انفصال تامّ عن مصالحه، وهم يحاولون إضفاء التفاؤل الكاذب في مسعى لتغطية عجزهم عن تغيير شيء. ولذلك، نجدهم يغرقون بتأكيد أن لبنان سيكون أفضل حالاً في المستقبل، ومن دون أي ملموس يؤكّد ما يقولونه".

 

في القعر

وشدّد المصدر على أن "انتخاب رئيس لبناني لن يحصل من دون نضوج تفاهمات على مستوى المنطقة. وهي تفاهمات من مستوى استراتيجي تتعلّق بدور إيران، وحدوده، وشكل لبنان مستقبلاً. وبغير ذلك، لا مجال لاستعادة الانتظام السياسي في البلد".

وأضاف:"التفاهمات الإقليمية - الدولية هي التي ستنعكس على الوضع المحلي، وعلى الاستقرار المالي والاقتصادي والسياسي. وليتوقّف الضّحك على الناس بكلّ ما يُنادي بعكس ذلك".

وختم:"عَدَم القدرة على انتخاب رئيس ليس هو سبب الأزمة الحاليّة، بل ان الأزمة الموجودة في لبنان أصلاً، هي التي تمنع انتخاب رئيس. وأي رئيس للجمهورية من مستوى من تولّوا زمام الرئاسة منذ التسعينيات، وهم أولئك الذين حكمتهم المعادلات الإقليمية، والسلاح غير الشرعي، وفقدان سلطة الدولة، وضرب الديموقراطية في لبنان، ونضوب الاستثمارات الخارجية فيه تدريجياً، يعني أن الحلقة المُفرَغَة ستستمرّ، وستجعلنا نتوغّل في القعر أكثر".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار