"أحبّاء" إيران باتوا أكثر من "أصدقاء" للسعودية فمتى يستثمر لبنان بالواقع الجديد؟ | أخبار اليوم

"أحبّاء" إيران باتوا أكثر من "أصدقاء" للسعودية فمتى يستثمر لبنان بالواقع الجديد؟

انطون الفتى | الأربعاء 04 يناير 2023

درباس: مختلف الأطراف الداخلية اصطدمت بميزان القوى السياسي والبرلماني

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

شهد العام الفائت متغيّرات كثيرة ومهمّة على مستوى المنطقة، لا سيّما على صعيد الهزّات الجوهرية في العلاقات الأميركية - السعودية، وتطوير العلاقات الصينيّة - السعودية، والروسية - السعودية، وذلك بموازاة تقوية وتعميق العلاقات الروسية - الإيرانية (خصوصاً بسبب التعاون العسكري بين الطرفَيْن في الحرب الروسيّة على أوكرانيا)، و(بموازاة) عدم تراجع مستوى العلاقات الصينية - الإيرانية، رغم الانزعاج الإيراني من رغبة بكين بمزيد من الانفتاح والشراكة مع الرياض.

 

غير مُعلَن

وما سبق ذكره حصل فيما لم تشهد العلاقات الأميركية - الإيرانية أي نقلة نوعيّة ظاهرية فعليّة، إذ بقيَت على مستوى تخفيف عقوبات غير مُعلَن عن طهران، مقابل تقديم تلك الأخيرة بعض الأوراق، سواء في العراق، أو اليمن، أو لبنان (الترسيم البحري الجنوبي).

ولكن لماذا لم يقطف لبنان والمنطقة بَعْد، ثمار هذه الخريطة الجديدة؟ فأصدقاء إيران في موسكو وبكين باتوا أكثر من أصدقاء للسعودية، فيما "العداء" (الظاهري على الأقلّ) الإيراني للأميركيين، من المُفتَرَض أنه لا يؤثّر على الرياض، التي ما عادت لديها مشكلة بالابتعاد عن واشنطن.

فلماذا لم تنفرج العلاقات الإيرانية - السعودية بَعْد؟ ولماذا يتأخّر الاستثمار اللبناني في هذا المشهد الجديد؟

 

تفاهموا معي

أشار الوزير السابق رشيد درباس الى أن "كل من ينتظر نتائج المفاوضات الإيرانية سواء مع الولايات المتحدة الأميركية أو مع السعودية، من أجل انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، سينتظر كثيراً. فحزب الله يلخّص كل شيء بالقول تعالوا وتفاهموا معي، لا سيّما بعدما تفاقم ربط الأزمة اللبنانية بالأزمات الخارجية، لدرجة أن الأطراف الخارجية كافّة، بما فيها الإيرانية، تحاول أن تتنصّل من تحمُّل المسؤولية في احتمال أن "يفرط" لبنان ويتحطّم. وهم كلّهم أعطوا الضّوء الأخضر اللازم لأصدقائهم في الداخل اللبناني، حتى يتفاهموا مع بعضهم البعض".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "لا بدّ من ربط كلام (أمين عام "حزب الله") السيد حسن نصرالله بالأمس، حول أن "الحزب" يريد رئيساً لا يكون متآمراً على المقاومة، ولا يطعنها، بكلام (رئيس المجلس السياسي في "الحزب") ابراهيم أمين السيد من بكركي يوم الإثنين الفائت، حول أنه تربطهم أحسن علاقة مع قائد الجيش (العماد جوزف عون)، وبأن لا "فيتو" من جانبهم على أحد. وهذه إشارات حول الدّعوة الى البحث عن "حلّ وسط"، يقوم بانتخاب رئيس لا يشكّل فرحة، ولا سبباً لمشكلة، بالنّسبة الى أي طرف داخلي".

 

الحلّ؟

ورأى درباس أن "أموراً عديدة مطروحة أمام المفاوضات الخارجية الجارية بين المتخاصمين. ولكن الأوامر المركزية تبقى هي الأساس. وعندما يتقدّم التفاوُض في الأمور المركزية، تعطي الأطراف المتفاوِضَة الإشارات اللازمة لوكلائها المحليّين، ليحلّوا مشاكلهم بطريقة ما. فمهما كانت الأطراف الداخلية مُرتهنة للخارج، إلا أنه يبقى للعامل الداخلي تأثيره في تركيبة الحلّ".

وأضاف:"قد لا يطول الحلّ كثيراً خلال العام الحالي، خصوصاً أن "حزب الله" قادر على حماية دولة مريضة، لا دولة حوّلها الانهيار الاقتصادي الى جثّة. كما أن مختلف الأطراف الداخلية المُتخاصِمَة اصطدمت بجدار قوي إسمه ميزان القوى السياسي والبرلماني الموجود في البلد، والذي لا مجال لاختراقه".

وختم:"سيضطّر الجميع الى تسهيل الحلّ، لا سيّما أننا وصلنا الى مرحلة ما عاد يوجد لدينا ما يمكنه أن يمنع وصول سعر صرف الدولار في السوق السوداء الى مليون ليرة. وهذا فيما لا قدرة لدى أي جهة في لبنان على أن تنفق على شعبها كما يجب، وبما يتوافق مع الحاجات الكثيرة، في مثل تلك الحالة. ففي النهاية، لا أحد قادراً على أن يحلّ مكان الدولة، ولكن من واجبهم أن يسيروا قُدُماً في كلّ ما يُلملم أشلاء الدولة".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة