ماذا لو كان انتخاب الرئيس مباشرة من قبل الشعب اللبناني؟! | أخبار اليوم

ماذا لو كان انتخاب الرئيس مباشرة من قبل الشعب اللبناني؟!

كارول سلّوم | الأربعاء 11 يناير 2023

أهمية دوره في عملية إرساء الإستقرار في جميع المجالات

كارول سلوم – "أخبار اليوم"

لو قدر للشعب اللبناني أن يمنح صوته في الإنتخابات الرئاسية، لكان سهل على ممثليه الخيار الأنسب، أنه الاعتقاد السائد... ولربما كان الاستحقاق الرئاسي ليشكل اهم تجربة للبنانيين في المشاركة في صنع القرار بغض النظر عن التدخلات الحزبية والسياسية. فلو أعطيت الفرصة لفئات الشعب لكانت تبدلت المعادلات من خلال تقديم الصورة المناسبة عن كيفية ممارسة الديمقراطية من دون تعطيل ونصاب وغير ذلك... إنما النظام القائم في لبنان واضح وصريح.

يدرك اللبنانيون أن الإنتخابات الرئاسية هي محطة مفصلية للمساهمة في انتظام المؤسسات، ويدركون أيضا أن العراقيل التي ترافق إتمام  هذه العملية شائكة، فكم من استحقاق تأخر انجازه وكم من شغور وقع!

بالنسبة إلى عدد لا بأس به من المواطنين، فإن التعايش مع واقع الفراغ أمر عادي فالمهم هو الإستقرار الاجتماعي الإقتصادي، لكن هذا العامل  مفقود والشغور الذي حصل في عهود سابقة لا يشبه الشغور الراهن الذي ترافقه مشاكل متعددة. وفي المقابل، هناك فئة تتمنى لو أن المجال متاح للتعبير عن رأيها واختيار الشخصية المناسبة. وهناك مجموعة تقول في سرّها: متفقون في ما بينهم -أي القوى السياسية- على هذا الرئيس او ذاك، وبالتالي لا تبدي حماسة.

لم يكن المزاج الشعبي في البلد واحدا حيال  هذا الموضوع، فلكل فرد أو مجموعة مرشح تنطبق عليه مواصفات محددة، وان كان القاسم المشترك بين الجميع قائما على أهمية دور الرئيس في عملية إرساء الإستقرار في جميع المجالات.

وهنا يرى مراقبون أن غالبية الشعب اللبناني لم تخرج من ذهنية أن الرئيس يسمى من الخارج وإن اللاعبين المحليين لديهم أسماء محددة يتم تداولها وهي أسماء طبيعية أمثال قائد الجيش ورئيس تيار سياسي أو شخصية مصرفية... معتبرة أنه إذا جرى استطلاع رأي لدى بعض اللبنانيين فإن هذه الشخصيات تحظى على النسب الأعلى لأنها معروفة لدى الناس، مع خرق بسيط في توجه بعض النخب لاختيار شخصيات حقوقية أو من المجتمع المدني. وهذه مسألة جيدة، إذ يمكن حصر المنافسة في ما بينها.

ويعرب هؤلاء المراقبون عن اعتقادهم أن  البعض يدعو إلى انتخاب رئيس من خارج الإصطفافات،  والبعض يطالب بمنح فرصة لرئيس من هذا الفريق دون هيمنة قوى أخرى، وفي هذا المجال يمكن تلمس الرغبة في معرفة تجربة هذا الرئيس في الحكم. 

وماذا عن نبض الشارع ؟

تقول كليمانس د. لوكالة أخبار اليوم أنها تفضل الإتيان برئيس صريح وواضح و"يُسمع عنه كل خير" لجهة وقوفه إلى جانب شعبه حتى وإن كان مؤيدا لحزب الله  والمقصود هنا وفق تأكيدها النائب السابق سليمان فرنجية الذي يرى كثيرون أن كلمته لا تحتمل الكذب.

من جهتها، تلفت سعاد ح. إلى أن الوقت قد حان للأتيان برئيس غير تابع لأي فريق، قريب من الناس ويتمتع بخبرة في الحكم ويطبق القوانين وهناك شخصيات كثيرة يمكن ترشيحها وتتوفر فيها هذه المواصفات.

اما جاد ص. فيعتبر أن قائد الجيش العماد جوزاف هو الشخصية التي تجمع عليها الأغلبية في لبنان وانه على مسافة من  الجميع وتمكن من مساعدة ضباط وعناصر المؤسسة العسكرية وابقى المؤسسة العسكرية  صامدة في وجه كل الظروف،  وهذه تجربة يمكن تعميمها في حكم كل البلد.  

في المقلب الإخر، تتابع فئة من اللبنانيين أخبار الملف الرئاسي وتذهب في تحليل اسباب استئخاره أو تحديد مواعيد له بناء على تقارب خارجي أو قرار للسير بالتسوية، لكن بالنسبة لها فليأت من يأتي لأن التغيير الحقيقي  لم يحل بعد .

في المحصلة، لن تختلف الحقائق المتحكمة بالملف الرئاسي، لكن البعض يتخيل ماذا كان سيحمل مشهد الشعب اللبناني بأكمله يقترع لمرشحه.. هو مجرد خيال طبعا  يصطدم بأرض الواقع .

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة