الأمير بداية جيّدة... فمن هو "هاري اللبناني" الذي سيفضح ما هو خلف جدران "البيك" و"المعالي"! | أخبار اليوم

الأمير بداية جيّدة... فمن هو "هاري اللبناني" الذي سيفضح ما هو خلف جدران "البيك" و"المعالي"!

انطون الفتى | الجمعة 13 يناير 2023

الشاعر: هذا النوع من الكتابات في بلادنا يقتصر على تلميع الصورة في العادة

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

بمعزل عن تعدُّد الآراء بمذكّرات الأمير هاري. وبعيداً من توصيف الأدوار العائلية للملكة الراحلة إليزابيث الثانية، التي اهتمّت دائماً بالبروتوكول والتاريخ، على حساب التركيز على كوارث عائلية كانت تحصل أمامها، داخل الجدران الملكيّة.

وبغضّ النّظر عن التأثير الذي يُمكن لميغان ماركل أن تكون أحدثته على زوجها (الأمير) هاري، وعن البرودة الملكيّة التي لطالما تحلّى بها ولي العهد البريطاني الجديد الأمير ويليام، تجاه مشاكل العائلة المالكة، وحتى على صعيد ما يتعلّق منها بوفاة والدته بحادث غامض في فرنسا عام 1997، فإن مذكرات هاري محطّة مهمّة ليس فقط من تاريخ المملكة المتّحدة، والملكيّة في بريطانيا، بل على مستويات أخرى أيضاً.

 

ليست جديدة

فهاري بمذكّراته، كشف بالملموس ما هو معلوم، ولكنّه كان يحتاج الى شهادة من داخل الغرف المُغلَقَة.

فحكام وملوك القصور و"البيوتات" السياسية، والحزبيّة، والإقطاعية، والاقتصادية، والعسكرية، والفنيّة... العريقة وغير العريقة، وعائلاتهم، ليسوا مثاليّين، ولا هم يستحقّون الهالة "المقدّسة" التي تُعطى لهم سواء من شعوبهم، أو أتباعهم، أو أزلامهم...

فهُم يضحكون ويبكون، يحزنون، يتعرّضون لتقلّبات مزاجيّة، ويُعانون من ضُعُفات جسدية ونفسية وروحيّة، قد يجهدون في نكرانها، أو حتى في إخفائها عن عامة الناس. وحتى إن بعضهم يقوم بسلوكيات مُخجِلَة في كثير من الأحيان، يسترسل بها عندما يكون في أماكن وبلدان لا أحد يعرفه فيها. وهذه أمور نعلمها، وليست جديدة بحدّ ذاتها.

 

الإنسان

وهاري بمذكّراته، فضح عبثيّة من يقدّمون لنا ذواتهم على أساس أنهم وُلِدوا ليحكموا، أو أنهم وُلِدوا بملاعق ذهبيّة "إلهيّة" موضوعة في أفواههم.

فلو يقوم بعض أولاد أو أشقاء... هؤلاء بكتابة مذكّراتهم، أو سيرتهم الشخصية، لكنّا عرفنا من هو ذاك الذي تُبَحّ الحناجر من أجله "بالروح... بالدم... نفديك يا فلان"، أو "الله... لبنان... X أو Y أو Z وبسّ"...، على حقيقته.

ولو يقوم أولاد أو أشقاء... هؤلاء بكتابة مذكراتهم، لكانت تُصبح الفرص مُتاحة أكثر لتحقيق التغيير السياسي المطلوب، سواء في لبنان، أو على مستوى المنطقة، حيث الأُسَر والعائلات الملكية الكثيرة، والأنظمة "الإلهية"، التي تسخّر الإنسان لخدمتها وخدمة سلطتها وأهدافها الخاصّة، بدلاً من أن تجعل كل ما في بلدانها لخدمة الإنسان.

 

تجربة سابقة

أوضح النّاشط السياسي ربيع الشاعر أن "لدينا تجربة سابقة في التاريخ اللبناني، وهي عندما أحرق الرئيس الراحل فؤاد شهاب مذكراته. هذا مؤسف جدّاً، لأنه الرجل صاحب التجربة الناجحة الوحيدة في بناء الدولة بشكل متكامل. ولكنه قد يكون وصل الى قناعة حول استحالة القيام بإصلاحات حقيقية في لبنان، أو ربما لأن لا وجود لرأي عام قادر أن يشاركه هذه المذكرات، فاتّخذ هذا القرار المُؤلِم".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "بعض السياسيين والشخصيات اللبنانية كتبوا مذكّراتهم أيضاً، سواء بطريقة الـ Biographie أو الـ Autobiographie. ولكن هذا النوع من الكتابات في بلادنا يقتصر على تلميع الصورة في العادة، وهو ما يُفقدها قيمتها التوثيقية والعلمية والسياسية".

 

الرأي العام

ولفت الشاعر الى أن "هناك نقصاً كبيراً جدّاً في عدد السياسيين الذين يكتبون في بلداننا، على عكس ما هو موجود في الخارج، حيث يشرح الرؤساء والحكام أفكارهم وبرامجهم ورؤيتهم للحكم، ولمختلف الملفات، إما بكتب، أو عبر رسائل، وهو ما يُضيف الى سيرتهم الذاتية بُعداً ثقافياً وفكرياً. بينما نسبة السياسيّين الكتّاب في لبنان قليلة جدّاً إجمالاً، وذلك بمعزل عن بعض الأكاديميين منهم، الذين يتمتّعون بتجربة قصيرة في الحكم بشكل عام، وقد لا تكون ناجحة تماماً".

وأضاف:"تنقصنا ثقافة الكتابة والبحث العلمي والشفافية في عرض الأفكار في لبنان والمنطقة، لصالح ثقافة تعتيمية. وحتى إن الرأي العام في بلداننا يختلف عن ذاك الموجود في الخارج. فهناك، يُسقِط الرأي العام أي فضيحة تتعلّق بالقِيَم والأخلاق لدى أي سياسي أو مسؤول، على عمله العام، وهو ما قد يحجب الثّقة عنه، ويحتّم عليه الاستقالة. ومن أبرز الأمثلة على ذلك، استقالة عدد من المسؤولين في البرلمان الأوروبي بسبب فضيحة "قطر غيت". بينما هذه الأمور غير متوفّرة في لبنان، حيث يُمكن لأي وزير أو مسؤول متابعة مهامه بالكامل، حتى ولو كان مُلاحقاً قضائياً، أو حتى لو اعترف بارتكاب بعض التجاوزات في مرحلة من حياته".

 

وقت طويل

وردّاً على سؤال حول ما إذا كان يُمكننا أن نحصل على أسرار لبنانية عدّة مستقبلاً، مثل خلفيات الأزمة الاقتصادية، وانفجار مرفأ بيروت، وغيرها من الأمور، من خلال مذكّرات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مثلاً، أو أي رئيس دولة أجنبية تواكبنا في أزمتنا الحالية، أجاب الشاعر:"المتورّطون في الإفلاس اللبناني، وأسبابه، وخلفياته، هي أمور معروفة. كما أن مشكلتنا موجودة بالسريّة المصرفية، وبالحصانات التي تسمح بالتهرُّب من العقاب".

وتابع:"أما على صعيد ملف انفجار مرفأ بيروت، فالتحقيق لا يزال مستمرّاً، والقاضي طارق البيطار توصّل الى بعض الحقائق، فيما حقائق أخرى توصّلت إليها نقابة المحامين في بريطانيا، على صعيد من يمتلك السفينة، ومن استفاد من نقل المواد المتفجّرة، وغيرها من الأمور".

وختم:"الأكيد هو أن لبنان ساحة للأحداث المحلية والإقليمية، وأن هناك الكثير من الحقائق المكتومة، والتي من المُمكن أن تُعرَف عن طريق وثائق استخباراتية أو مذكّرات ولو بعد سنوات، والتي ستتقاطع مع بعضها البعض لتشكّل حقيقة واحدة. ولكن هذا يحتاج الى وقت طويل طبعاً".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة