تحذير من عمل عسكري يهزّ منطقة الخليج... إشارات الى الحاجة لاتّفاق سريع مع إيران؟ | أخبار اليوم

تحذير من عمل عسكري يهزّ منطقة الخليج... إشارات الى الحاجة لاتّفاق سريع مع إيران؟

انطون الفتى | الإثنين 16 يناير 2023

أبو زيد: مساعٍ ستوصلنا الى تسويات لمشاكل بدأت في عام 2011

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

يقف لبنان والمنطقة أمام مُفترق طرق، يتّجه أحدهما نحو تصعيد عسكري خطير يترافق مع عدم الاستقرار السياسي في إسرائيل، رغم نجاح رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في تشكيل حكومته قبل أسابيع، فيما ينظر ثانيهما الى مرحلة من الاستقرار ولو بالحدّ الأدنى المقبول، وذلك إذا تمّ التوقيع على الاتّفاق النووي مع إيران من جديد.

 

تمهيد؟

حظوظ هذا الاتّفاق تراجعت كثيراً، لا سيّما بعد الاحتجاجات الشعبية في إيران التي أعقبت مقتل الشابة مهسا أميني على يد عناصر من "شرطة الأخلاق" الإيرانية، وبسبب الإعدامات المتكرّرة هناك. كما أن توجُّس إسرائيل، وهي الحليف "رقم 1" للولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط، ومخاوف دول الخليج من أي اتّفاق نووي مع طهران، يُفرمل الاندفاعة الأميركية والأوروبيّة لإبرام هذا الاتّفاق.

ولكن هل من تمهيد لحقبة ما بعد الاتّفاق النووي، الذي يرى مراقبون أن التوقيع عليه سيحصل عاجلاً أم آجلاً، ومهما كثرت الاعتراضات، لكونه مصلحة أميركية - أوروبية - إيرانية مشتركة، وكبيرة جدّاً؟

 

مصلحة للجميع

نذكر في هذا الإطار أن رئيس الوزراء القطري الأسبق حمد بن جاسم، حذّر من عمل عسكري مُحتمَل قد يهزّ منطقة الخليج، مصحوباً بعواقب اقتصادية وسياسية واجتماعية وخيمة، و(حذّر) من أن الوضع في "منطقتنا الخليجية" بات محفوفاً بالمخاطر، ويستدعي من الجميع الانتباه الدائم تحسُّباً لأي احتمالات، لافتاً الى أن الغرب بقيادة الولايات المتحدة لم يتوصل حتى الآن إلى اتفاق يُعيد الاتفاق النووي مع إيران الى الحياة.

وأشار بن جاسم إلى أن إسرائيل قد تشنّ عملاً عسكرياً يهزّ الأمن والاستقرار في المنطقة، وستكون له عواقب اقتصادية وسياسية واجتماعية وخيمة، وذلك إذا لم تتوصّل الأطراف الى اتفاق نووي جديد مع إيران، وإذا زوّدت واشنطن تل أبيب بما تحتاجه من سلاح. وأنهى المسؤول القطري السابق تحذيراته بعدم استبعاده حدوث تحوُّل إيجابي يُحيي الاتفاق النووي، ويجنّب مخاطر الفشل.

فهل يُمكن النّظر الى كلام بن جاسم على أنه إشارات الى أن التوقيع على الاتفاق النووي مع إيران بات قريباً، لكونه ضرورة ملحّة تجنّب المنطقة والخليج خضّة كبيرة، والى أنه يتوجّب على الدول الخليجية الرّافضة أو المتوجّسة من هذا الاتّفاق، أن تغيّر نظرتها الى الأمور، لما في ذلك من مصلحة للجميع؟

 

ضبابيّة

وماذا عن الاضطراب السياسي الحاصل في إسرائيل، بين نتنياهو وخصومه، والذي يُمكنه أن يقطع الطريق على أي محاولة لـ "تبريد" المنطقة بالاتّفاق النووي مع إيران، وذلك نظراً لحاجة اليمين الإسرائيلي الى عامل يوحّد الجبهة الداخلية هناك، والذي قد يكون القيام بعمل عسكري كبير على مستوى المنطقة؟

وماذا عن مستقبل اتّفاقات "أبراهام" بين إسرائيل وبعض الدول العربية، على ضوء تلك الصّورة الضبابيّة؟

 

الخطر بذاته

رأى النائب السابق الدكتور أمل أبو زيد أن "المشهد الجديد في إسرائيل هو وصول واحدة من أكثر الحكومات تطرُّفاً هناك، ضمن مرحلة زمنية تسعى فيها الولايات المتحدة الأميركية الى تطوير مسار اتّفاقات "أبراهام" بين تل أبيب وبعض الدول العربية، فيما يُمكن لحكومة نتنياهو أن تشكل عقبة كبرى لتلك السياسة الأميركية".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "التطرُّف في إسرائيل قادر على أن يأخذ المنطقة الى ضفة أخرى. فإذا رأوا أنفسهم معزولين، أو عاجزين عن حماية وحدة الحكومة، قد يقوم الإسرائيليون ببعض الأعمال العسكرية بما يُلهي شعبهم، ويوحّده بذريعة مواجهة الخطر الخارجي. هذا مع العلم أن الإسرائيليين هم الخطر بذاته، على محيطهم القريب والبعيد، على حدّ سواء".

 

منذ 2011

واعتبر أبو زيد أن "لا شكّ في أن إيران دولة إقليمية وقوية، تمتلك حضوراً كبيراً سواء في الخليج، أو في الخارج. ومن هذا المنطلق يتفاوض الغرب معها على الاتّفاق النووي الذي تراجعت فرص التوقيع عليه بسبب بعض التفاصيل، وحرب أوكرانيا، ولكنّه لا يزال حيّاً. فالولايات المتحدة الأميركية وكل الأطراف يدركون تماماً أن إيران ستلعب دوراً في أي تسوية سياسية يُتَّفَق عليها على مستوى المنطقة، وذلك بغضّ النّظر عن الاحتجاجات والأحداث التي تحصل فيها مؤخراً".

وأضاف:"ما يحصل بين الغرب وطهران على خلفية الاحتجاجات والاعتراض على الإعدامات، هو تبادل ضغوط مشتركة بين الطرفَيْن، ستوصل الى تسويات في النهاية. هذا مع العلم أنه يتوجّب أيضاً تفهُّم دول الخليج، التي لديها اعتباراتها الخاصة في النّظر الى الاتّفاق النووي. ولكن مفتاح الحلّ في الخليج هو حرب اليمن، وإيجاد حلّ لها يأخذ في الاعتبار مصالح الشعب اليمني من جهة، والسعودية صاحبة الدور المهمّ جدّاً في منطقة الخليج، من جهة أخرى".

وختم:"مساعٍ كثيرة تحصل في الآونة الأخيرة لتبريد الأجواء، وهي تظهر في الحركة التي تقوم بها سلطنة عمان. والتقدُّم على هذا الصعيد سيسهّل الأمور أكثر، وسيوصلنا الى تسويات لمشاكل بدأت عملياً في عام 2011، أي بعد انطلاق الثورات في تونس ومصر".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة