مصدر: مشهد قد يغذّي عناصر التفكُّك للنّظام الموجود هناك
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
هل وصلت إسرائيل الى مرحلة الاختيار الإجباري بين أن تكون دولة يهودية، أو دولة ديموقراطيّة؟
حقوق الإنسان
فما يحصل من احتجاجات، ومظاهرات، وحركات اعتراض في الدّاخل الإسرائيلي مؤخّراً، ليس عادياً أو تقليدياً تماماً، وهو يُظهر انقساماً واضحاً في قلب المجتمع الإسرائيلي، وأروقة القرار الإسرائيلي، بين يهوديّة و"توراتيّة" الدولة الإسرائيلية، وبين القِيَم الديموقراطيّة التي تُنادي بها الولايات المتحدة الأميركية، وما يرتبط منها ببعض التشريعات "الشاذّة"، التي تصرّ واشنطن عليها بإسم حقوق الإنسان.
نتنياهو = بوتين
هذا مع العلم أن إسرائيل تُظهر سلوكيات "مُتسامِحَة" مع المثليّين جنسياً، مثلاً، منذ سنوات وعقود، ولكنّها مُطالَبَة بما هو أكثر من ذلك، بحسب الميزان الديموقراطي الأميركي.
ليس عاديّاً أن تكون إسرائيل "حليفة" لروسيا مثلاً، أي لـ "عدّو أميركا"، من حيث رفضها الكثير من التشريعات التي تجنح نحو الانحلال الأخلاقي. فيما هي ولاية أميركية في الشرق الأوسط، تعيش وينمو جيشها، وكل ما فيها، من الأموال الأميركية. وليس سهلاً أن يخرج الإسرائيليون الى شوارع تل أبيب، وهم يرفعون لافتات كُتب عليها: نتنياهو = بوتين. فهذا واقع يُنذر بتفسّخات مستقبلية تتجاوز مرحلة حكم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو هناك، حالياً.
تغيّرات عالمية
أوضح مصدر خبير في الشؤون الدولية أن "الديموقراطية التي تُرضي واشنطن في إسرائيل هي تلك التي تقوم على التناوب في السلطة، وإجراء الانتخابات البرلمانية بشكل دائم، وتشكيل الحكومات على أساس نتائج الانتخابات، وإمكانيّة سقوط الحكومات الإسرائيلية في ما لو قال الشارع الإسرائيلي إنه لا يريدها".
وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "المجتمع الإسرائيلي شهد متغيّرات كثيرة في الآونة الأخيرة، وهي تنسجم مع التغيُّرات العالمية التي تحصل عموماً".
عامل حاسم
ولفت المصدر الى أن "المظاهرات داخل تل أبيب احتجاجاً على حكومة نتنياهو، هي مؤشّر أوّلي على الانقسام الداخلي. وهو مشهد قد يغذّي عناصر التفكُّك للنّظام الموجود هناك، لا سيّما لوجهه المتطرّف، خصوصاً أن التطرُّف يؤدي الى اضطرابات وانقسامات في كل البلدان".
وختم:"إذا تبنّت إسرائيل تعديلات قضائية، أو تشريعات كتلك الموجودة في الولايات المتحدة الأميركية، وإذا توغّلت أكثر بحقوق المثليّين، فإن مجتمعها سيتفكّك كلياً، وسينهار، وهو ما سيؤثّر على مستقبلها في المنطقة. وهذا عامل حاسم في تحديد مستقبل إسرائيل".