"ما بعد أميركا"... زوال إسرائيل 1948 وفقدان المصالح والقواعد الأميركية في الخارج! | أخبار اليوم

"ما بعد أميركا"... زوال إسرائيل 1948 وفقدان المصالح والقواعد الأميركية في الخارج!

انطون الفتى | الأربعاء 18 يناير 2023

الحوت: النظام الفيدرالي سيتفكّك بتفكُّك المصالح

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

رغم أن البحث في مسألة عالم ما بعد الولايات المتحدة الأميركية، وما بعد الدولار الأميركي، لا يزال افتراضياً حتى الساعة، أو ربما قضيّة مُبكِرَة، إلا أن الانطلاق من مبدأ "لو دامت لغيرك لما كانت وصلت إليك" قد يفرض الاستعداد لتلك المرحلة، في عالم تأتي متغيّراته سريعة، وسريعة جدّاً. فلو دامت القوّة العالمية لغير الولايات المتحدة، لما كانت وصلت إليها، وهي ستنتقل منها الى مكان آخر، مهما طال الزّمن.

 

فرنسا وبريطانيا

أي شكل يُمكن للولايات المتحدة أن تحتفظ به لنفسها، في "عالم ما بعدها"؟ هل انها ستأخذ النّموذج البريطاني مثلاً، أو ذاك الفرنسي الأكثر تراجُعاً، بعدما فقدت فرنسا وبريطانيا قوّتهما الاستعمارية؟ وما هو شكل الشراكات والرّوابط والاتحادات التي يُمكن أن تظهر في العالم مستقبلاً، كأداة من أدوات حفظ المصالح الأميركية في عدد من المناطق أو الدول التي تمتّعت بتحالفات أو شراكات مع واشنطن، خلال عقود القوّة الأميركية؟ فتلك الأُطُر قد تصبح ضرورة لحفظ المصالح الأميركية، وعلاقات الصّداقة، بعد تراجُع التأثير السياسي والاقتصادي والعسكري الأميركي، على الصّعيد الدولي.

وماذا عن الاحتمالات الأسوأ، والتي هي من مستوى تفكّك الولايات المتحدة الأميركية الى مجموعة من الولايات التي تتقاتل مع بعضها البعض، اقتصادياً وعسكرياً؟ وماذا سيكون تأثير ذلك على ما تبقّى من مصالح أميركية، خارج الحدود الأميركية؟

 

زوال إسرائيل؟

وما هو مستقبل إسرائيل التي تستند الى الولايات المتحدة الأميركية، بشكل شبه كامل؟ والى أي مدى سترتفع حظوظ زوالها من الوجود في تلك الحالة؟ وماذا عن مستقبل أنظمة دول عربية وغير عربية، نمَت وباتت مؤثّرة اقتصادياً وسياسياً في أقاليمها، بالاستناد الى الخبرات الأميركية، والحماية الأميركية؟ وهل ان اتّجاه بعضها شرقاً، أي الى علاقات استراتيجيّة مع الصين خصوصاً، هو لحَجْز مقعد في الشرق، قبل القفز النهائي من المركب الأميركي في الغرب قبل غرقه؟

 

تفكُّك

رأى نائب "الجماعة الإسلامية" عماد الحوت أنه "لا يزال مُبكراً الحديث عن عالم ما بعد أميركا. صحيح أن هناك تراجعاً أميركيّاً تبعاً لمؤشرات عديدة، ولكننا في بدايات هذا التراجُع. فمرحلة ما بعد أميركا تحتاج الى عدد من السنوات بَعْد".

واعتبر في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "النظام الفيدرالي الذي اتّبعته أميركا سيتفكّك بتفكُّك المصالح، وعندما تفقد السلطة المركزية القدرة على أن تخدم البلاد هناك. وبالتالي، قد نشهد تفكُّك أميركا الى أكثر من دولة في تلك الظّروف".

 

تعدُّدية أقطاب

وأشار الحوت الى أنه "على صعيد العالم، بات واضحاً أنه ما عاد يوجد من يقبل بسياسة القطب الواحد. الصين ليست الدولة الوحيدة التي تشعر بأنها قادرة على أن تستقلّ عن التأثير الاقتصادي الأميركي، لصالح اقتصاد خاصّ ومستقلّ وقادر على أن يستمرّ بعيداً من الاقتصاد الأميركي".

وأضاف:"سنكون أمام تعدُّدية أقطاب على مستوى العالم. وأعتقد أنه يُمكن لهذا الواقع أن يكون صحيّاً أكثر من إطار القطب الواحد. الصين مرشّحة لأن تكون أحد هذه الأقطاب، لكنها لا تمتلك القدرة على أن تكون القطب الأوحد. فشبه القارة الهندية مرشّحة لأن تكون قطباً، ومنطقة أميركا الجنوبية مرشّحة لأن تتطوّر لتصبح قطباً أيضاً. وليس مستبعداً أن تتحوّل الدول العربية الى قطب من الأقطاب مع الوقت، إذا أحسنت التعامل في ما بينها. فحيث يحلّ التطوّر العلمي والاقتصادي الكبير، ترتفع حظوظ أي منطقة لأن تصبح قطباً".

 

إعادة تموضُع

وعن مستقبل إسرائيل وارتفاع احتمالات زوالها في عالم ما بعد الولايات المتحدة، ومصير أنظمة المنطقة التي حكمت بلدانها وشعوبها بالاستناد الى الحماية الأميركية، أجاب الحوت:"لا شك في أن الكيان الصهيوني زُرِع لحاجة معيّنة. وإذا انتفت تلك الحاجة، فإنه سيفقد القدرة على الاستمرار بشكل دائم. وبالتالي، أي تغيُّر أميركي سينعكس على زوال هذا الكيان".

وختم:"أما الأنظمة العربية التي تستند الى أميركا في الأساس، فمن المرجّح أن تكون أمام خيارَيْن. فإما إعادة التموضُع حتى تتأقلم مع الواقع الجديد وتستمرّ، أو المعاناة من جرّاء تناقضات داخلية قادرة على أن تؤثّر على تلك الأنظمة نفسها. وأعتقد أن التأقلُم هو المسار الأكثر ترجيحاً لها".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار