هل "تبيّضها" أوروبا مع اللّبنانيين هذه المرّة أم "تسوّد وجهها" بنسخة جديدة؟! | أخبار اليوم

هل "تبيّضها" أوروبا مع اللّبنانيين هذه المرّة أم "تسوّد وجهها" بنسخة جديدة؟!

انطون الفتى | الخميس 19 يناير 2023

الحجار: لو كانوا يشعرون باقتراب الخطر لكانوا أسرعوا الى انتخاب رئيس للجمهورية

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

ضجيج كثير نسمعه منذ أكثر من أسبوع، وهو يتمحور حول العودة الى نغمة العقوبات الأوروبيّة على مسؤولين لبنانيين عن الانهيار المالي والاقتصادي وحتى السياسي، الذي وصل إليه لبنان.

 

بسلام؟...

ولكن تلك النّغمة تذكّرنا بأخرى تشبهها، جعلتنا نملّ من الاستماع إليها، لا سيّما في مرحلة ما بعد انفجار مرفأ بيروت، وتعثُّر تشكيل "حكومة المهمّة" التي شكّلت مطلباً أساسياً من المطالب الدولية التي حملها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون معه الى لبنان، بعد 4 آب 2020. ورغم تشكيل حكومة "المُمكن"، و"المسموح" في البلد، في أيلول عام 2021، بدلاً من "حكومة مهمّة"، وعَدَم السماح بمسار قضائي شفّاف ومُنتِج لملف انفجار مرفأ بيروت، إلا أن العقوبات الأوروبيّة لم تسلك طريقها الى لبنان بسلام، حتى الساعة.

 

وعود

الى جانب الحديث عن بعض المساعدات، وعن شيء من الاهتمام السياسي بلبنان مؤخّراً، نتلمّس بعض الخطوات الأوروبيّة "الخجولة"، وهي من مستوى الحديث عن الاستعداد لتفعيل العقوبات على مُلاحَقين ومتورّطين بجرائم مالية فيه (لبنان)، وعلى طبقة سياسية - مالية سرقت حقوق الشعب اللبناني، وهي تمنع الحلول السياسية، وتطبيق الإصلاحات.

فهل نصدّق هذه المرّة أيضاً؟ وما هو دور المصالح الأوروبية - الإيرانية التي تبقى أكبر من لبنان، والتي تُطيل أزمنة عذابات الشعب اللبناني؟ وهل "تصدق" الدول الأوروبيّة مع اللبنانيين هذه المرّة، على وقع الغضب الأوروبي الكبير من الإعدامات التي يرتكبها النّظام الإيراني بحقّ شعبه، والذي (الغضب الأوروبي) يصل الى حدّ التلويح بتصنيف "الحرس الثوري" الإيراني كمنظّمة إرهابيّة في أوروبا، أم سنكون على موعد مع وعود، ووعود، ولا شيء سوى الوعود؟

 

تهويل

رأى النائب السابق محمد الحجار أنه "بحسب التجارب السابقة مع الأوروبيين، لا أعتقد أن أي تلويح بعقوبات أوروبيّة على فاسدين أو على مُعرقلين لمسار الإصلاحات في لبنان سيكون جدّياً تماماً، بل هو أقرب الى التهويل".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أنه "لو كانت المجموعات الأكثر استحقاقاً للعقوبات الأوروبية تشعر فعلاً باقتراب الخطر، لكانت أسرعت الى انتخاب رئيس للجمهورية على الأقلّ. وبالتالي، نحن أمام تهديدات من دون نتائج ملموسة على الأرجح".

 

رئيس وإصلاحات

وعن سرّ الصّمت الأوروبي المستمرّ عن التأثير الإيراني في لبنان، أوضح الحجار أنه "المصلحة، والمصلحة، والمصلحة، ثم المصلحة. الأوروبيون يتأثرون بالسياسة الأميركية بشكل عام. فيما الأميركيون ليسوا جديّين حتى الساعة أيضاً، في مواقفهم المُناهِضَة لإيران. والدليل على ذلك، هو أن التغطية الإعلامية للاحتجاجات الشعبية، وللإعدامات والارتكابات السلطوية بإيران، في الإعلام الغربي، أقلّ من المُتوقَّع والمُنتظَر، وأقلّ ممّا يتوجّب. وهذا دليل على مصالح أميركية - أوروبيّة - إيرانية مشتركة، بإبرام الاتّفاق النووي من جديد".

وأضاف:"الطبقة السياسية في لبنان مسؤولة بدورها عن الانهيار الحاصل. فلا إصلاحات منذ ثلاث سنوات، ولا انتخاب رئيس للجمهورية حتى الساعة، بموازاة سلوكيات تُبقينا في حلقة مفرغة، مع طبقة غير مسؤولة، تتلهّى بمصالحها الخاصة. ومن نتائج ذلك، انهيارات مستمرّة في البلد".

وختم:"لا شكّ في أن الإيرانيّين يعملون لتثبيت سلطتهم على العواصم العربية التي كانوا أعلنوا أنهم يسيطرون عليها، ومن بينها بيروت. ولكن في المقابل، لا وجود لمشروع يواجه هذا المشروع الإيراني، أو يكون على قدر مستوى خطر الأطماع الإيرانية، ولا حتى مواقف عربيّة جامعة في هذا الإطار أيضاً، بل بعض الخطوات العربية والأجنبية الفردية، ومن دون أي تكاتُف ملموس في وجه هذا المشروع".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار