لن نعتاد على الغلط في مقابل الصح | أخبار اليوم

لن نعتاد على الغلط في مقابل الصح

جان الفغالي | الإثنين 23 يناير 2023

عندها... لا تعود تنفع لا القنابل ولا غيرها

 

بقلم جان الفغالي – "أخبار اليوم"

أيًا تكن نتيجة التحقيقات التي ستتوصَّل إليها الأجهزة الأمنية، عن حادثة إلقاء القنبلة على مبنى المؤسسة اللبنانية للإرسال انترناشونال، وقد تصل التحقيقات إلى نتيجة، وقد لا تصل، وقد تُعرَف ولكن يتم التكتم عليها، فإن اللبناني بات  "خبيرًا" في الاستنتاج واستخراج الخلاصا ، وهي شبه معروفة ، وأحيانًا لا تحتاج إلى تحقيقات .

لكن ما يجب قوله في هذه المناسبة: الإعلام اللبناني يقف على صفيحٍ ساخن، ليس من اليوم بل منذ خمسينيات القرن الماضي، هناك إعلاميون اختفوا ولم يُعرَف مصيرهم إلى اليوم، على رغم مرور ما يقارب الخمسة والستين عامًا على اختفائهم. وخلال الحرب، من العام 1975 إلى العام 1990، دفع الإعلام اللبناني ثمنًا غاليًا: اغتيالات وتفجير وتهديد وقمع .

وحتى ما بعد الحرب، ومنذ العام 1990 إلى اليوم ، استمر الإعلام يدفع الثمن من أرواح العاملين فيه ومن مؤسساته، لكنه بقي واقفًا على رجليه .

أمس قنبلة على المؤسسة اللبنانية للإرسال أنترناشونال. من باب التكرار قول: " وصلت الرسالة " لكن هذا لا يكفي ، العالم ينحو في اتجاه المزيد من الحريات، ولبنان ينحو في اتجاه المزيد من التضييق على الحريات، والأخطر من كل ذلك أن هناك "منطقًا" (وهو ليس منطقيًا)، بدأ يسود، ومفاده: "حتى لو عرفتو مين رمى القنبلة، شو فيكن تعملو"، هذا المنطق التخويفي هو أخطر من رمي القنبلة، وكأنه يُراد للإعلام أن يعتاد على التدجين، إلى درجة أنه حين لا تٌلقى قنبلة، يسأل الإعلاميون مستغربين: "شو عدا مما بدا ما في اليوم قنبلة"؟

كأنه مطلوب من الإعلامي ان يعتبر ما حدث "شي عادي"، تمامًا كما جعلوا اللبناني يعتاد على "النطرة" أمام محطات المحروقات والأفران، وأن يعتاد على انقطاع الدواء، وأن يعتاد على الإرتفاع الجنوني للدولار.

يقاومهم اللبناني، وبينهم الإعلاميون، حين يواجهونهم بمنطق: " لا لن نعتاد على الغلط، في مواجهة الصح". عند هذه القناع ، لا تعود تنفع لا القنابل ولا غيرها.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار