اتفاق الموارنة على مرشح ليس مستحيلاً... و"أمل" تلتزم | أخبار اليوم

اتفاق الموارنة على مرشح ليس مستحيلاً... و"أمل" تلتزم

| الأربعاء 25 يناير 2023

سبق للكنيسة المارونية ان وجهت مثل هذه الدعوة لأقطاب الطائفة ولم يلبّها بعضهم


 "النهار"-رضوان عقيل

في خضم التخبط السياسي الحاصل وعدم تمكن الكتل النيابية من انتخاب رئيس جديد للجمهورية، تصدر اصوات ودعوات نيابية شيعية وغيرها تدعو الموارنة الى الاتفاق على اسم تحت سقف بكركي والخروج به على جميع المكونات، ليس من باب التحدي بل من زاوية التوصل الى حل للخروج من هذا النفق. وسبق لرئيس مجلس النواب نبيه بري ان رحب بأي اجتماع يقدِم على عقده البطريرك الماروني بشارة الراعي لجمع اقطاب طائفته والتوصل معهم الى مرشح يطرحونه على الآخرين. وجزم بري قبل اكثر من شهر انه على صعيد اعضاء كتلته النيابية على الأقل سينتخب الاسم الصادر عن بكركي.

ويكرر عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قبلان قبلان موقف بري هذا من البقاع الغربي، ويتوجه الى "اخواننا وشركائنا في الوطن" بالقول بأن عدم التوصل الى تفاهم رئاسي سببه غياب تفاهم مسيحي - مسيحي حدَّده بـ"الماروني - الماروني". وسبق لجهات اخرى ان رددت مثل هذا الموقف. وفي حال حصول هذا التفاهم فان نواب حركة "أمل" سيلتزمونه.

وهل سيكون محل قبول عند "حزب الله" وكتل نيابية اخرى من سنية ودرزية صاحبة تأثير في المشهد النيابي غير المتقدم؟ لا تشير حركة اعتصام النواب "التغييريين" في البرلمان الى إحداث تبدّل في الجلسة النيابية المقبلة التي ستحمل الرقم 12 والتي لا يبدو ان بري سيدعو اليها في مثل هذه المناخات التي لم تأتِ بأي جديد. وسيقوم بهذا الفعل "وفق الأصول" عندما يلمس ان الظروف مؤاتية وموجبة لذلك. ويحاول نواب "تغييريون" الخروج من الاعتصام في ساحة النجمة إذ ذهبوا اليه من دون دراسة معمقة لخطوتهم هذه التي ما زالت تدور في فضاء الاعلام فقط.

في غضون ذلك، يشدد قبلان على مسألة الميثاقية وسعي بكركي الدؤوب الى ضرورة انتخاب رئيس للبلاد. ويقول لـ" النهار" انه سبق للكنيسة المارونية ان وجهت مثل هذه الدعوة لأقطاب الطائفة ولم يلبّها بعضهم "ونحن من جهتنا نشجع عليها ولا نمانعها، ويمكن البناء عليها لتكون القاعدة في انطلاق عملية الانتخاب المنتظرة". ويؤيد الفريق السياسي لقبلان التوصل الى تفاهم مسيحي - مسيحي. ويطلق هذا الكلام ليس من باب حشر الموارنة او تحميلهم مسؤولية عدم انتخاب رئيس "بل لأن هذه المهمة من مسؤولية جميع المكونات والكتل النيابية". ويأتي كلام قبلان من باب عدم تحميل اي جهة، وفي المقدمة ثنائي"أمل" و"حزب الله"، إلى جهات اخرى، مسؤولية الاتيان برئيس بـ65 صوتا ليس بينها رقم كبير من اصوات النواب المسيحيين. ويؤكد قبلان ان دعوته هذه الى بكركي واقطاب الموارنة لا تصدر من باب التعجيز بل من مبدأ محاولة المساهمة في الوصول الى مخرج قد يساعد بنسبة كبيرة في انتخاب رئيس للبلاد. ولا يريد الدخول في تأويل كلامه في هذا الصدد.

وكانت بكركي قد عمدت الى تشكيل لجنة قبل انتخاب الرئيس ميشال عون ضمت سياسيين مقربين يدورون في فلكها بمشاركة المطران سمير مظلوم. ونجحت في النهاية في جمع عون والرئيس امين الجميل والوزير السابق سليمان فرنجية والدكتور سمير جعجع.

ومن هنا توجه الأسئلة الى رأس الكنيسة المارونية لتكرار مثل هذه المحاولة التي ستكون محل ترحيب عند الراعي في حال اتمامها. ويقول وزير ماروني سابق عاش عن قرب سنوات الحرب وولادة الطائف وما بعده بأن جمع اقطاب الموارنة "ليس مستحيلا". ويتحدث عن "اجواء" تدور في فلك بكركي للقيام بهذه المهمة، علما انها تلقت اشارات غير مشجعة من "القوات اللبنانية" حيال عقد لقاء من هذا النوع.

وفي معلومات لـ"النهار" ان اتصالات بعيدة من الاضواء تجري بهدوء لدى دوائر الكنيسة المارونية مع التوقف في شكل مفصلي عند الحال التي وصل اليها المسيحيون، مع ملاحظة ان اكبر فريقين يتمثلان في"التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية " يستمران في صراعهما في ظل حساسية سياسية يعيشها المسيحيون منذ ما قبل انتهاء ولاية عون. ولذلك ترتفع الاصوات من الخوف على مناصب المسيحيين في الدولة وعلى رأسها موقع #رئاسة الجمهورية.

وتتحدث المعلومات، وهي على صلة ببكركي، بان ما يحصل بين الافرقاء الموارنة في الاونة الاخيرة هو "التقاء" ولم يصل بعد الى حدود "اللقاء"، وستكون الكنيسة في قمة ارتياحها لحصول النوع الثاني، الامر الذي يعطي دفعا لعملية الانتخاب.

هل يلزم حصول مثل هذا الامر بقية المكونات بالاسم الذي يتم التوصل اليه ويخرج من بكركي؟

يردّ الوزير السابق وهو سياسي ذو تجربة وتربطه علاقة جيدة مع بكركي بأن في الامكان التوصل الى هذا الامر واقناع الشريك المسلم الاستراتيجي بهذا الاسم اذا تم حسن الاختيار من طرف الزعامات المارونية تحت مظلة بكركي.

ولا تستبعد جهات مسيحية انه على رغم سياسات الاحتدام وكسر العظم بين اقطاب الموارنة منذ الاستقلال عام 1943 الى اليوم، والتي ارتفع معدلها اكثر ابان سنوات الحرب، يمكنهم اليوم بعد كل هذه التجارب التوصل في ما بينهم الى مرشح واحد يكون محل نقاش عند المسلمين بحسب هوية الاسم الذي يختارونه، والذي يمكنهم ان يتشاركوا فيه مع المسلمين، وليس عن طريق غير القادرين وحدهم على ايصال اسم الى قصر بعبدا من دون تفاهم حقيقي مع المسلمين.

وفي حال حصول الاتفاق الماروني على هذا الاسم سيطلب "حزب الله" بالطبع ضمانات على ان يتولى الرئيس بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط تصويب هذا المخرج الماروني وتسويق الاسم غير "النافر" اسلاميا، اذا كُتب العيش لهذا الاسم المشترك وتسويق انتخابه في ساحة النجمة على رغم معضلة الانقسامات المارونية وصراعات اركانهم، ولا سيما في هذا التوقيت الذي يهدد كل ما تبقى في البلد وشعور المسيحيين بـ "الاحساس المصيري" الذي يدفع هؤلاء الى تحييد مصالحهم الرئاسية والخاصة بعدما اصبح البلد على ضفاف اخرى.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار