استعراضات قضائية وأمنية بَشِعَة فيما لا أحد قادراً على إعادة ورقة لك إذا نُشِلَت منك اليوم! | أخبار اليوم

استعراضات قضائية وأمنية بَشِعَة فيما لا أحد قادراً على إعادة ورقة لك إذا نُشِلَت منك اليوم!

انطون الفتى | الجمعة 27 يناير 2023

مرجع سياسي: لكلّ مسؤول سياسي وأمني وعسكري وقضائي دولة "عا حسابو"

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

لا تلوموا أحداً من اللبنانيين، في ما لو أصبح عنيفاً، ولا تقصّون على مسامعه قصصاً عن الوطنية، في اليوم الذي سيُصبح فيه كيلو البندورة بـ 400 ألف ليرة، وكيلو البطاطا بـ 200 ألف ليرة، وعلبة الدواء بـ 10 ملايين ليرة.

 

غريزة الحياة

فهذا إسمه قتل، وإبادة، يمسّان بغريزة الحياة لدى كل شخص. وفي اليوم الذي سيُصبح فيه الإنسان مُجبَراً على الموت، أو على دفن عزيز على قلبه لأنه لم يتمكّن من توفير الدواء والطبابة له، أو لأنه ما عاد قادراً على توفير الطعام... فهذا يعني أنه لا مجال للإكثار من الكلام، ولا لإخبارنا "قصص ألف ليلة وليلة" عن لبنان، وعن الهويّة، والكيان، والصّيغة... لأن الدّفاع عن غريزة البقاء ستتحدّث في تلك الحالة، وبلغتها القاسية، وبدرجات شديدة القسوة.

 

للأغنياء فقط

نحن في بلد لن تتوفّر فيه السّلع والبضائع والخدمات. وإذا توفّرت، فهي لن تكون سوى للأغنياء فقط. وهنا نتحدّث عن السّلع الأساسيّة، أي تلك التي لا يُمكن العَيْش من دونها، خصوصاً الدواء، والطعام.

ونحن نعيش في بلد فَقَدَ كل شيء فيه هيبته. فعلى سبيل المثال، ما عاد يُمكن لمظلوم بعد اليوم أن يقول لظالم، نلتقي أنا وأنت في المحكمة، وسأحصل على حقّي منك هناك، وبموجب القانون. فالقضاء في لبنان انتهى، تماماً كما هو حال البلد، وبتنا في غابة، حيث لا حقّ لأحد فيها سوى لذاك الذي يمتلك عناصر ومصادر القوّة في يده، وحتى لو كان ظالماً، أو مُرتكِباً، أو فاسداً...

 

عصابات

لبنان بلد "فالت" على مختلف الصُّعُد، وحتى تلك الأمنية والعسكرية.

فعلى سبيل المثال، أي بلد طبيعي نرى فيه هذا الكمّ الهائل من الإفراط في التعاطي مع مواطنين، حتى ولو كانوا يمارسون الاحتجاج "الخَشِن"، في الوقت الذي ننظر فيه الى الشوارع والطُّرُق خالية من الأمن ليلاً ونهاراً، والى درجة أن لا أحد قادراً على إعادة بطاقة الهوية إليك، في ما لو نُشِلْت، وفقدت أوراقك الشخصيّة مع محفظتك، ولا حتى بعد مرور سنوات؟

وفي أي بلد طبيعي يُمكن للقضاة أن يمارسوا فيه الاستعراضات الميليشياوية، أو الحزبيّة، أو السياسية، وبمظاهر أمنيّة "سَمِجَة"، وشديدة البشاعة؟ فباختصار، لبنان دولة الميليشيات، وبلد العصابات المُغلَّفَة بإسم شرعيّة.

 

من يحكم؟

دعا مرجع سياسي الى "عَدَم التعويل على أي شيء في البلد بعد اليوم، بعدما انتهى عملياً، خصوصاً أن كبار المسؤولين فيه، وحتى الأمنيين والعسكريين منهم، لا يهتمّون إلا بمعاركهم السياسية. فلكلّ مسؤول سياسي وأمني وعسكري وقضائي في لبنان دولته الخاصّة، أو دولة "عا حسابو"، فيما ما عاد يُمكن توجيه أي أمر لأحد".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "لا حاكم في البلد حالياً. فمن يحكم؟ ومن يعطي الأوامر لأي هيئة أو جهاز؟ ومن يضمن تنفيذ أي أمر إذا صدر، في مدى بعيد، في ظلّ فوضى قضائية، وأمنيّة، وسياسية؟ ومن سيتحرّك لإحقاق الحقّ حتى في مسألة بسيطة، وفي أي نزاع محدود؟".

 

استلام السلطة

وعبّر المرجع عن "خوف حقيقي من أنه وسط تلك الأجواء، سترتفع حظوظ بعض الممارسات العنيفة التي تسمح لبعض الشخصيات أو الجهات باستلام السلطة بالقوّة، ومن دون أن يردعها أحد".

وختم:"نعيش في ظلّ شريعة الغاب، ووسط لعبة "فلتانة"، وفي بلد يصحو ويغفو على عقارب ساعات الصيارفة، وأعمال الصّرافة، وانهيار اللّيرة، وزيادة الفقر والمشاكل الاجتماعية. ولكن لا مجال لأي حلّ، طالما أن سعر صفيحة البنزين تجاوز المليون ليرة، فيما لا تزال الطُّرُق تعجّ بالناس، في الوقت الذي تتحرّك فيه الشعوب في بلدان أخرى من تلقاء نفسها في مثل تلك الأوضاع، وتتكاتف لإنهاء هذا الجنون".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار