مدارس خاصة: الاضراب والاقفال ليسا الحلّ!

الادارات استدركت الوضع منذ العام الفائت... الاقساط والنقل بالفريش

رانيا شخطورة -"أخبار اليوم"

من الطبيعي ان يكون القطاع التربوي من ضحايا الازمة المالية الاقتصادية التي تعصف بالبلد، وقد يكون التعليم الرسمي هو الاكثر تشظياـ في ظل عجز الدولة عن ايجاد حدّ ادنى من الحلول، مما جعل الطلاب يمضون اوقاتهم في المنازل في انتظار الفرج.
ولكن ايضا القطاع الخاص، لم يسلم، على الرغم من انه استعاد استقراره منذ العام الدراسي الفائت، وبدأ تخطي اجراءات تفشي وباء كورونا... حيث معظم المدارس الخاصة تستوفي جزءا من اقساطها بالدولار الفريش، وهذا ما ينطبق ايضا على بدل النقل...
وفي موازاة ذلك، ارتفاع سعر صرف الدولار الجنوني وانعكاسه بارتفاع مماثل في اسعار المحروقات، دفع بالامانة العامة للمدارس الكاثوليكية الى اصادر بيان-الاسبوع الفائت- موجه الى مدراء المؤسسات يتناول "تفاقم الوضع الاقتصادي بوتيرة سريعة جدا".
وابرز ما توقف عنده الاهالي هو "اعتماد مبدأ التعليم اربعة ايام في الاسبوع بدل الخمسة اذا ما اقتضى الامر ذلك بحسب ظروف كل مدرسة" (للاطلاع على البيان اضغط هنا ). فصحيح ان البيان يشير الى ان الامر لا يشمل كل المدارس ويركز على "حسب الظروف"، الا ان خوف الاهالي من ان يدفع أولادهم الثمن فيطير العام الدراسي، امر مشروع خصوصا وانهم "يدفعون دمّ قلبهم" من اجل حصول اولادهم على "سلاح العلم".
في المقابل ايضا، البلبلة الحاصلة في صفوف الهيئات التعليمية – وهم جزء من الشعب اللبناني- مشروعة جرّاء غلاء لا حدود له، وبالتالي لوح رئيس نقابة المعلمين في المدارس الخاصة نعمه محفوض بالاضراب والاقفال ما لم تجد الدولة حلولا!
فهل الحلّ بالاضراب، في وقت يعلم فيه القاصي والداني ان الدولة مشلولة ولا قدرة لها على ابتكار اي حل؟!

تشير مصادر في عدد من المدارس الخاصة، ان لا اتجاه نحو الاضراب او الاقفال الا في حالة واحدة هي الخطر الامني، وحتى اللحظة لا نتوقعه، كما ان معظم المدارس لن تلتزم بمبدأ التعليم اربعة ايام في الاسبوع.
وتوضح هذه المصادر، عبر وكالة "أخبار اليوم"، الى ان معظم ادارات المدارس استدركت الوضع منذ ما قبل نهاية العام الدراسي الفائت، وتوقعت تفاقم الازمة الاقتصادية، فكان جزء من الاقساط بالدولار، اما بدل نقل الطلاب فبعض المدارس تقاضته بالكامل بالدولار الفريش، والبعض الآخر قسم بالدولار والقسم الآخر يحدد شهريا او فصليا بالليرة اللبنانية آخذا بالاعتبار الارتفاع المستمر بأسعار المحروقات.
ماذا عن نقل الاساتذة، توضح المصادر انه ومن باب تخفيف الاعباء عن الاساتذة حاولت بعض الادارات ايجاد أمكان لهم في الباصات المدرسية، وهذا ما استفاد منه بعض المعلمين الذين يعملون بدوام كامل، كما انها تشجع الاساتذة على carpooling، اضافة الى وضع آلية رفع بدلات النقل، مع الاشارة هنا الى ان قسما من رواتب الاساتذة بالفريش دولار وان كان الامر يختلف من مدرسة الى اخرى.

وماذا عن الامتحانات الرسمية، تلفت المصادر الى ان معظم المدارس الخاصة تعد طلابها للامتحانات بشكل طبيعي، وتنجز المناهج في الوقت المحدد، ولكن اذا استمر الاضراب في التعليم الرسمي فان وضع الامتحانات بالطبع سيكون على المحك، مرجحة انه في هذه الحالة سيكون الاتجاه كالعام الفائت اي ان يكون عدد من المواد اختياريا، آملة ان تصل المساعي التي يقوم بها وزير التربية عباس الحلبي الى نتائج ايجابية قبل فوات الآوان، فتطير الامتحانات، حيث ان الافادات ليست خيارا صائبا لا سيما بالنسبة الى الى الصفوف النهائية.

وتختم المصادر: الهيئات التربوية منهكة مثلها مثل الاهل، لكن الاقفال ليس الحل، لا سيما بعد كل ما خسره الطلاب جراء الازمات المتلاحقة والاقفال الذي استمر نحو عام، جراء تفشي وباء كورونا... فلا بدّ لنا ان نناضل!