لبنان بين "زواج كاثوليكي" و"زواج متعة" والرئيس يدخل قصر بعبدا في أواخر آذار؟! | أخبار اليوم

لبنان بين "زواج كاثوليكي" و"زواج متعة" والرئيس يدخل قصر بعبدا في أواخر آذار؟!

انطون الفتى | الثلاثاء 31 يناير 2023

مصدر: مخاض يأخذ شكل مجموعة من المشاكل في الشوارع وعلى المستوى السياسي

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

هل اقتربت الحلول اللبنانية، على وقع اكتمال سلاسل حلقة النّهوض، والتي تتألّف من توافُق أميركي - أوروبي - إيراني - قطري في شأن لبنان؟

ففرنسا وإيطاليا وقطر، باتت في المياه اللبنانية، وهي تحضّر لـ "تغميس" أيديها بالنّفط اللبناني. وهذا من نتائج اتّفاق الترسيم الحدودي البحري جنوباً، بوساطة أميركية، وبتوافُق غربي - إيراني، لا بدّ لنا من أن نقطف ثماره الاقتصادية والسياسية، مهما طال الزّمن، بحسب بعض المراقبين.

 

الغرب وإيران

ولكن بموازاة ذلك، نجد أن العلاقة بين الغرب وإيران محكومة بنسبة مهمّة منها بما يُشبه "الزّواج الكاثوليكي" في كلّ ما يتعلّق بالاتفاق النووي، ورغم إجماع الجميع على أنه بات "على الرفّ" في الوقت الحالي، بينما هي أقرب الى "زواج المتعة" في كل ما يتعلّق بمردودها على منطقة المشرق العربي، وتحديداً في الساحتَيْن اللبنانية والعراقية. فحتى الاتّفاقات والشراكات الاستراتيجيّة بين فرنسا والعراق، والتي ما كانت لتحصل لولا "توسيع" إيراني لباريس في شأنها، تبقى على مستوى الأوراق والتواقيع بنسبة كبيرة منها، ومهما ظهرت تقدّمات ملموسة بخصوصها بين الحين والآخر.

وأما الاتّفاق النووي، فهو أقرب الى "خطّ أحمر" كما يبدو، إذ رغم توتّر العلاقات بين الغرب وإيران على خلفيّة انخراط الأخيرة في الحرب الروسيّة على أوكرانيا، إلا أن تبادُل الرسائل في شأنه (الاتّفاق النووي) بين عواصم القرار الغربي وطهران لا ينقطع، وباعتراف من الجميع.

 

في أيار

أكد مصدر واسع الاطلاع أن "إيران تُقدّم بعض التنازلات هنا أو هناك لتحصل على مقابل في الملف النووي. ولكن المسألة الجديدة هي أن الإدارة الأميركية لم تَعُد مهتمّة بالاتّفاق النووي حالياً، وذلك مقابل تركيزها على إضعاف روسيا في أوكرانيا. فأولوية السياسة الخارجية الأميركية هي توحيد كل الجهود لإضعاف روسيا".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "إرسال الدبابات الى أوكرانيا أقرب الى ملهاة، والى ذرّ للرّماد في العيون. فالكلّ يعلم أن 100 أو 150 دبابة، لن تغيّر في المعادلات العسكرية هناك، حيث الأراضي الشاسعة الواسعة. فهذا العدد من الدبابات كان فعّالاً للميليشيات اللبنانية خلال الحرب الأهليّة، ولكن ليس لدولة مثل أوكرانيا. ولكن الجميع يشترون الوقت، بانتظار نضوج تسوية مع روسيا قد تحصل في أيار القادم، وهي تُطبَخ على نار إنهاك الجيش الروسي تمهيداً لسَحْب أقصى التنازلات المُمكِنَة من روسيا، سواء في أوكرانيا، أو على مستوى العلاقات الروسيّة - الصينيّة، والروسيّة - الإيرانية. كما أنها تسوية تُطبَخ على نار تعب أوكرانيا والشعوب الأوروبيّة أيضاً. وهذا هو محور تركيز الإدارة الأميركية في الوقت الحالي".

 

في أوكرانيا

وكشف المصدر أن "التفاهمات الأميركية - الإيرانية تسمح لإيران بأن تفعل ما تريده في العراق، ولكن مقابل منعها من التدخّل في المصرف المركزي العراقي. فممنوع عليه أن يهرّب الأموال الى إيران. ورغم أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة ترغب بضرب إيران بالقوّة، إلا أن واشنطن لن تسمح لتل أبيب بذلك. وأقصى ما يُمكن أن يسمح به الأميركيون للإسرائيليّين، هو القيام بضربات "مسيّراتيّة"، كتلك التي حصلت في أصفهان قبل يومَيْن. فهذه ضربات "تنفيس احتقان" إسرائيلي، لا أكثر، بموازاة عَدَم السماح لإسرائيل بشنّ حرب صاعقة على إيران".

وأضاف:"الولايات المتحدة الأميركية لا تريد لأي حروب جانبيّة أن تنغصّ استراتيجيّتها في مواجهة روسيا بأوكرانيا. وحتى الضربة "المسيّراتية" الأخيرة في أصفهان، والتي قيل إنها استهدفت مصنعاً لتطوير صواريخ بالتعاون مع روسيا، سمحت بها واشنطن انطلاقاً من أنه يُمكن لموسكو أن تستفيد من تلك الصواريخ في أوكرانيا".

 

وسطيّ

وعن مستقبل لبنان، شدّد المصدر على أن "أزمتنا ما عادت طويلة. فالحلّ على المستوى الرئاسي قد يتمّ بحلول أواخر آذار القادم. وكل ما يُحكى عن انهيارات كبرى واغتيالات، ليس أكثر من كلام. فأقصى ما يُمكن أن يحصل هو مخاض يأخذ شكل مجموعة من المشاكل، سواء في الشوارع، أو على المستوى السياسي. ولكن لا شيء سيخرج عن السيطرة. وأما بثّ كل ما يتعلّق بفلتان على صعيد دولار السوق السوداء، فهو لخدمة المُضاربين في هذه الظّروف".

وختم:"هذا هو المخاض الذي سيسبق انتخاب رئيس الجمهورية الجديد بحلول أواخر آذار. فالمفاوضات تتقدّم على هذا الصّعيد من وراء الكواليس، والرئيس سيكون وسطيّاً، وليس من محور فريق "8 آذار".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار