"فخامة الرئيس" على "نار" اللّعبة الجيوسياسية العالمية فهل "يستوي" أو "يحترق"؟ | أخبار اليوم

"فخامة الرئيس" على "نار" اللّعبة الجيوسياسية العالمية فهل "يستوي" أو "يحترق"؟

انطون الفتى | الأربعاء 01 فبراير 2023

مصدر: تجييش شديد يمنع الوصول الى أي حلّ في وقت قريب

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

بين زيارات، و"شبه مبادرات"، ومؤتمرات، ومنصّات لتبادُل التخوين والشتائم، لمسؤولين يُظهرون حرصاً على الاستحقاق الرئاسي، وبين قِمَم داخلية، ومساعٍ خارجيّة، بحثاً عن تقليص مدّة الفراغ الرئاسي، نعود الى أقصى ما يهمّنا كلبنانيّين تتقاذفهم حِمَم الانهيار اليومي.

 

لا يعنينا

فإذا كان انتخاب رئيس أكثر من ضرورة، إلا أن أبرز ما يعنينا لا يتعلّق بهذا الانتخاب، ولا بارتفاع أو انخفاض حظوظ فلان أو فلان، على هذا المستوى، بل من هي الشخصيّة القادرة على بَدْء إنهاء زمن الضّيق فور الإعلان عن نيْلها النّسبة الأكبر من الأصوات في مجلس النواب.

لا يعنينا إذا اتُّفِقَ على رئيس "وسطي"، في ما لو كان مُتَّفَقاً على أن يُحتفَل بانتخابه بسعر صرف دولار يتجاوز الـ 100 ألف ليرة (مثلاً) في السوق السوداء، بعد أسابيع محدودة من دخوله قصر بعبدا.

ومن هذا المُنطَلَق، نسأل عمّا ينتظرنا في الآتي من المراحل، بمعزل عن التهليل لهذا الإسم أو لذاك، خصوصاً أن بعض تلك الأسماء لم تَقُم بواجباتها على صعيد الضّرب بيد من حديد، على مستويات عدّة كانت مطلوبة منها، وذلك منذ أكثر من ثلاث سنوات.

 

اللّعبة الجيوسياسية

شدّد مصدر سياسي على أن "الحركة الحاليّة في البلد لا تتناغم مع اللّعبة الجيوسياسية العالمية، ولا مع المصالح اللبنانية. وهذا لا يبشّر بالخير، سواء وصل الملف الرئاسي الى نهاية سعيدة خلال وقت قريب، أو لا".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "أكثر ما يُمكن تأكيده، هو أنه رغم الهرج والمرج، والمزايدات، إلا أن لا أحد قادراً على التهرّب من واقع أننا نحتاج الى تطوير النظام. وهذا لا يمسّ بهويّة وجوهر لبنان، بل يتوافق مع مبدأ أنه لم يَعُد مُمكِناً أن يُحْكَم البلد كما في السابق".

 

ماذا ينفع؟

وركّز المصدر على أن "الجهل السياسي هو أخطر ما نتعرّض لسمومه في الآونة الأخيرة. فالجميع يعلمون أن لا حبّة دواء واحدة قادرة على شفاء من يُعاني من مرض شديد، ولكنّهم يصرّون على أن انتخاب رئيس الجمهورية سيخلّصنا من مشاكلنا الهائلة. وهذا نوع من تخدير خطير".

وشرح:"وسط أزمة كتلك التي نمرّ بها، ماذا ينفعنا انتخاب رئيس من دون إحداث اتّفاق مُستدام بين كل الأطراف المسيحية، يخلق إطاراً واحداً وحيوياً للمسيحيين في لبنان، ويمنحهم كلمة واحدة وسط هذه المتغيّرات العالمية الكبيرة؟ وماذا ينفع انتخاب رئيس اليوم، إذا بقيَ المسيحيون في انقساماتهم التي تغيّر شكل تأثيرهم في القرار اللبناني، وتُنهك مستقبلهم، ومستقبل لبنان عموماً؟ وماذا ينفعنا انتخاب رئيس اليوم، إذا بقيَ أكثر حزب مسيحي نال ثقة شعبية مسيحية في الانتخابات النيابية رافضاً استعمال تلك القوّة في أي مكان، سواء في التفاوض والحوار، أو في التأثير وإحداث أي فارق ملموس من خارج الحوار، وذلك نظراً الى افتقاره لآلية اتّخاذ القرارات الحرّة بشكل تامّ؟".

 

تجييش شديد

وأشار المصدر الى "استحالة انتخاب رئيس، والاكتفاء بأنه وسطي أو توافُقي، أو غير "مُمانِع"، من دون مراعاة أمر أساسي وهو أن كل الدول حول العالم، وحتى تلك التي تتقاتل بسبب حرب أوكرانيا، تُبقي على خطوط مباشرة وغير مباشرة مفتوحة مع بعضها البعض، وهي لا تعزل نفسها. وبالتالي، ماذا لو نجحنا في انتخاب رئيس سيادي غداً، وبقيَ جامداً في خطابه تجاه إيران، ورغم الوقائع التي تؤكد أن واشنطن وطهران تتفاوضان مع بعضهما البعض، بشكل دائم؟".

وختم:"نعاني من تجييش شديد، وهو ما سيمنع الوصول الى أي حلّ في وقت قريب، حتى ولو انتُخِبَ الرئيس. فانتخابه ضرورة، ولكن وفق أي مشروع؟ وبأي صيغة؟ وماذا يمكنه أن يفعل على مستوى سريع؟".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة