الزلازل في تركيا وسوريا والقلق في لبنان لأن "الجرّة" لا تسلم في كلّ مرّة! | أخبار اليوم

الزلازل في تركيا وسوريا والقلق في لبنان لأن "الجرّة" لا تسلم في كلّ مرّة!

انطون الفتى | الإثنين 06 فبراير 2023

الحلو: الكشف على الأبنية القديمة سيساعد في تفادي الكثير من الكوارث

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

بمعزل عن الاختلاف بين نوعيّة البلدان التي تضربها الهزّات والزلازل على مستوى البنى التحتيّة والقدرات المتوفّرة فيها، والتي قد لا تصمد أمام الكوارث الطبيعية القاسية، مهما كانت متطوّرة أو مقبولة، نبقى في لبنان، حيث "القنابل الموقوتة الصّامتة" التي تهدّد حياة آلاف أو ربما ملايين اللبنانيين.

 

تكاليف

فبمعزل عن أن "قطوع" الزلازل التركية - السورية مرّت بسلام على لبنان (حتى الساعة على الأقلّ)، إلا أنه ليس في كل مرّة "تسلم الجرّة". وهي (جرّة) لا يكفيها الإعلان عن إرشادات حول كيفيّة التصرّف في حال وقوع هزّات أو زلازل، ولا دعوة الناس الى الإبلاغ عن تشقّقات في منازلهم وأبنيتهم، فقط.

فالكثير من الأبنية والمنازل اللبنانية، حتى تلك التي لا يظهر فيها ما يُثير الشّكوك على صعيد التشقّقات، والثّقوب... تحتاج الى كشوفات دورية، والى متابعة، والى تكفُّل الدولة ببلدياتها وبغير بلدياتها في أعمال الترميم، مع ما لذلك من تكاليف ونتائج.

 

تحذير

فنحن في زمن ضيق، ولا يمكن التسليم بالاتّكال على من يبلّغ (عن أبنية متصدّعة)، ومن لا يفعل ذلك. كما لا يمكن الكشف وترك المنازل والأبنية لسكانها، فيما نسبة كبيرة من اللبنانيين ستتخبّط في عَدَم القدرة على تحمُّل تكاليف الترميم.

فضلاً عن أنه لا يمكن تحويل أعمال الكشف الى مادّة لغسل الأيدي الرسمية عندما تقع الكارثة مستقبلاً، على طريقة أن "كنّا كشفنا وحذّرنا".

فأعمال الترميم والصيانة المُكلِفَة هي من مسؤوليات الدولة، لا سيّما في زمن الضّيق الحالي. وهي الدولة التي يتوجّب عليها أن تقوم بواجباتها على هذا المستوى، وبعيداً من الاكتفاء بالتحذير.

 

البلديات

شدّد نقيب المقاولين اللبنانيين مارون الحلو على أن "العناية الإلهية حَمَت الأبنية والناس في لبنان من الانهيار فجر اليوم، لا سيّما أولئك الذين يقطنون في أبنية قديمة، وإلا لكنّا استيقظنا على كارثة بكلّ ما للكلمة من معنى".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الكشف على الأبنية والمنازل والإشراف على سلامتها وصلابتها هو عمل روتيني، من المُفتَرَض أن تقوم به كل البلديات. فهذا من مسؤوليّتها، ومن مسؤولية الأجهزة الهندسية فيها، واتحادات البلديات، ووزارة الداخلية".

 

تفادي الكوارث

ولفت الحلو الى أن "بعض البلديات تقوم بواجباتها في هذا الإطار، فيما أخرى لا، خصوصاً أن مؤسّسات الدولة والقطاع العام عموماً في حالة من الإضرابات والأزمات حالياً، بسبب الأزمة. ولكن هذا الموضوع يتعلّق بالسلامة العامة، ويستوجب القيام بمسح كامل وشامل على كل الأراضي اللبنانية، لتحديد مدى خطورة بعض الأبنية وإمكانية انهيارها. لا نريد أن نُرعب الناس، ولكنّنا نقول ذلك من مُنطَلَق الاهتمام بهذا الملف، لكونه أحد أهمّ المداخل الأساسية للسلامة العامة".

وختم:"لم يَكُن الاهتمام الهندسي مصبوباً في الماضي على الأخذ في الاعتبار إمكانية حصول كوارث طبيعية. ولكن منذ نحو 20 عاماً، باتت تراخيص البناء تُمنَح بعد التأكُّد من أن الخرسانة المسلّحة مُصمَّمَة ضدّ الزلازل. وبالتالي، تحتاج الأبنية القديمة المبنيّة منذ ما قبل التسعينيات، الى كشف من جانب الأجهزة المختصّة. وهو ما سيساعد على تفادي الكثير من الكوارث إذا حصلت مستقبلاً، لا سمح الله".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار