هل يُنسي "الارتجاج" الزلزالي في الشرق الأوسط أميركا "هزّات" المنطاد الارتدادية؟ | أخبار اليوم

هل يُنسي "الارتجاج" الزلزالي في الشرق الأوسط أميركا "هزّات" المنطاد الارتدادية؟

انطون الفتى | الإثنين 06 فبراير 2023

طبارة: أحداث لا تغيّر في قوانين اللّعبة بين الأميركيين والصينيّين

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

لكلّ منطقة حول العالم زلازلها وهزّاتها. وإذا كان الشرق الأوسط تحت صدمة الزلازل التركية والسورية منذ ساعات، إلا أن الاهتمام الأميركي والعالمي لم يُخرِج منطاد التجسُّس الصيني على الولايات المتحدة الأميركية من التداوُل.

 

"انفجار"؟

ورغم اللامبالاة التي حاولت بكين إظهارها تجاه إلغاء زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الصين، إلا أنها متمسّكة بدعوة واشنطن الى عَدَم تصعيد التوتّر، والى عَدَم المبالغة في ردّات الفعل، مؤكِّدَةً أن استعمالات المنطاد مدنية، لا استخباراتية أو عسكرية، وذلك بموازاة الإصرار الأميركي على أنه حلّق فوق قواعد جويّة حسّاسة وصواريخ نووية استراتيجية، في منشآت تحت الأرض.

يرى مراقبون أن حادثة المنطاد الصيني تذكّر بإعلان الولايات المتحدة قبل نحو شهر من دخول الرئيس الأميركي جو بايدن "البيت الأبيض" عن أن روسيا تقف خلف هجمات إلكترونية واسعة النّطاق استهدفت وكالات حكومية أميركية، وهي بدأت في آذار عام 2020، واستمرّت لأشهر عدّة. وهذه ملموسات مهّدت الطريق لـ "الانفجار الأوكراني" بين "الناتو" وموسكو في عام 2022، منذ استلام بايدن الحكم في عام 2021.

فهل تكون حادثة المنطاد الصيني التجسُّسي مقدّمة لـ "الانفجار التايواني" الكبير؟

 

ليس الأوّل

رأى سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة أن "حادثة المنطاد تقع ضمن التوتُّر القائم أصلاً بين الولايات المتحدة الأميركية والصين. فهو ليس المنطاد الصيني الأوّل الذي يخترق الأجواء الأميركية، ولن يغيّر في العلاقات بشكل جذري، وذلك رغم أنه أكبر من المناطيد السابقة، ورغم كونه اخترق الأجواء الأميركية لوقت أطول".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "إسقاط المنطاد يعود الى ضغوط أميركية داخلية مارسها "الجمهوريون" على بايدن، والى انتقادات "جمهورية" للرئيس الأميركي على خلفيّة ما قيل إنه تأخير في إصدار الأمر بإسقاطه. وبالتالي، طريقة التعامُل الأميركي مع المنطاد عبر الاستهداف والإسقاط انطلقت من أسباب داخلية أيضاً، وليس من رسالة موجّهة الى الصين، فقط".

 

مجموعة أحداث

واعتبر طبارة أن "الأمور بين الطرفَيْن لا تزال عند حدود قواعد الاشتباك والخطوط الحمراء المعهودة، خصوصاً أن المواقف الديبلوماسية تُظهر عَدَم الرّغبة بأي تدهور. فضلاً عن أن إرسال المنطاد الى الأجواء الأميركية يصبّ في إطار مجموعة من الأحداث التي حصلت بين واشنطن وبكين مؤخّراً، والتي من بينها حادثة اعتراض طائرة صينية لأخرى أميركية فوق بحر الصين الجنوبي قبل أكثر من شهر، والتحرّكات العسكرية الصينيّة قرب تايوان من حين لآخر، والإعلان عن السماح للجيش الأميركي باستخدام أربع قواعد إضافية في الفيليبين، وغيرها من الأمور".

وأضاف:"نحن أمام مرحلة من الأحداث التي لا تغيّر في قوانين اللّعبة بين الأميركيين والصينيّين، ولا حتى في تايوان خلال وقت قريب. بينما الصراع بين واشنطن والغرب من جهة، وموسكو من جهة أخرى في أوكرانيا، يرتبط بتاريخ مُنفصل، وبقارّة أوروبا عموماً، وبتأثير إمكانية النّجاح في استعادة أمجاد الإتحاد السوفياتي على أوروبا والولايات المتحدة الأميركية والغرب".

وختم:"اللّعبة الأميركية - الصينية مضبوطة، والاتصالات قائمة بين الطرفَيْن، وذلك تماماً كما أنها لا تزال قائمة أيضاً بين الجيشَيْن الأميركي والروسي رغم الحرب في أوكرانيا. وبالتالي، كل الأطراف مُتمسِّكَة بعَدَم الرّغبة في توتير إضافي".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار