أخبرونا بخططكم لتمكيننا من الصّمود خلال سنوات مواجهاتكم الطويلة... بدم بارد! | أخبار اليوم

أخبرونا بخططكم لتمكيننا من الصّمود خلال سنوات مواجهاتكم الطويلة... بدم بارد!

انطون الفتى | الإثنين 06 فبراير 2023

مصدر: لا أحد يرغب بمعرفة الى أي مدى يُمكن للمواطن العادي أن يصمد

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

للمرّة الألف، والمليون، ندعوكم الى أن تُوقفوا الضّحك على الناس بتصويركم أن الانتخابات الرئاسية "ستشيل الزّير من البير" على مستوى حلّ الأزمة اللبنانية.

كما أن للمرّة الألف، والمليون، ندعوكم الى الإجابة على استفسار أساسي لنا، وهو ماذا ستفعلون للشعب اللبناني على الصّعيد المعيشي والحياتي، طالما أن الأزمة طويلة؟

 

مصيرنا؟

فبمعزل عن الأجواء الزهرية التي يبثّها من يبشّروننا باستعدادهم لتعطيل الانتخابات الرئاسية إذا أراد "الفريق الآخر" انتخاب رئيس للجمهورية يُغطّي السلاح غير الشرعي في لبنان، وفريق محور "المُمانَعَة" لستّ سنوات لاحقة، نسأل من يُتحفوننا بذلك عمّا في جعبتهم لمصلحتنا، خلال فترة التعطيل والمواجهة تلك.

فهؤلاء يُدركون جيّداً أن الحرب على السلاح غير الشرعي في لبنان، وعلى رعاته في إيران، لن تكون لشهر، ولا لأشهر، ولا لسنة، ولا لـ 100 عام ربما، وهي لا تتوقّف عند حدود الرئاسة في لبنان.

وبالتالي، كيف يتحدّثون عن مواجهة مع هذا السلاح، وعن تعطيل، من دون أن يقدّموا لنا التصوّر الواضح حول مصيرنا خلال تلك المواجهة الطويلة، على صعيد الطعام، والدواء، والتعليم...؟

 

بدم بارد

من يريد أن يواجه، لا بدّ له من أن يحتسب تكاليف تلك المواجهة. فكيف يسمح بعض السياسيّين في لبنان لأنفسهم بالحديث عن تعطيل، أو مواجهة... في أي ملف كان، على طريقة أن أيديهم في ماء بارد، ومن دون أن يوفّروا لنا سُبُل الصّمود خلال زمن مواجهاتهم، وبمعزل عن المدّة التي قد تستغرقها؟

وكيف يسمح هؤلاء لأنفسهم بأن يتحدّثوا عن تعطيل أو عن مواجهات مفتوحة، بلامبالاة تامّة تجاه الأوضاع اليوميّة للشّعب، وفيما لا يفعلون سوى التأكيد أن "مش شغلتنا نحلّ محلّ الدولة". وبالتالي، هم لا يساعدون الناس، ويرفضون هذا الدّور، ويخوضون مواجهاتهم بدم بارد، ومهما جرّت (تلك المواجهات) من كوارث معيشيّة وحياتيّة يوميّة علينا؟

 

لا يُمكنه

أشار مصدر سياسي الى أنه "لا يُمكن لأحد أن يعرقل انتخاب رئيس للجمهورية إذا تمّ الاتّفاق عليه من قِبَل معظم الأطراف، خصوصاً إذا لم يَكُن لديه العدد الكافي من النواب، ولا القدرة اللازمة على التأثير في قوى المعارضة".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "لا أحد يرغب بمعرفة الى أي مدى يُمكن للمواطن العادي أن يصمد في ظلّ المواجهات السياسيّة المستمرّة. ورغم أنه من الضروري جدّاً انتخاب رئيس للجمهورية، إلا أن انتخابه لن يحلّ المشاكل الجوهرية التي تنعكس على حياة الناس".

 

الدولة العميقة

وأكد المصدر أن "لا بدائل مُتاحَة أمام الناس على أي صعيد. انظروا الى الإضرابات المستمرّة في أكثر من قطاع، والى النّزاع القضائي الذي يفتقر الى أي مرجعيّة للحلّ، والى جلسات مجلس الوزراء المستمرّة، رغم الجدل الكبير حول قانونيّتها. ركائز الدولة اللبنانية تتساقط، وهذا خطير. فإعادة هيكلة الدول لاستعادتها ليست مسألة سهلة أو اعتيادية، وهي مختلفة عن العمل على إعادة هيكلة بعض القطاعات في الدولة. ومن الصّعب جدّاً استعادة دولة بعدما تكون انهارت".

وختم:"الدولة العميقة في لبنان تحلّلت، وهذا سبب أساسي في الصّعوبات الحياتية والمعيشيّة اليوميّة. فهي عاجزة عن توفير النّقل المشترك، والتعليم المدرسي والجامعي السّليم، والكثير من الأساسيات الأخرى، وهو ما يمنع الشعب اللبناني من استيعاب الانهيار المالي والاقتصادي".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار