كيف يُمكن لـ "فلان" و"فلانة" أن يستمتعا بليلة "العشّاق" وسط الدّماء والارتجاجات الأرضيّة المستمرّة؟!... | أخبار اليوم

كيف يُمكن لـ "فلان" و"فلانة" أن يستمتعا بليلة "العشّاق" وسط الدّماء والارتجاجات الأرضيّة المستمرّة؟!...

انطون الفتى | الثلاثاء 07 فبراير 2023

مصدر: ما هي قيمة التحرّك في الوقت الحالي؟

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

مُعيبٌ أن نقول إن الزلازل والبراكين والكوارث الطبيعية "أكثر رحمةً" من الإنسان سواء كان حاكماً، أو مسؤولاً، أو تاجراً، أو مُضارِباً، أو مُحتكِراً...

والمُعيب بالأكثر، هو برقيات التعزية المُوجَّهَة الى حُكّام لم يُظهروا يوماً أنهم يهتمّون بشعوبهم أصلاً، الى درجة أنهم تفرّجوا عليهم يموتون في حروب اندلعت بسببهم (الحكام)، وهم لا يزالون يتفرّجون على الآلاف منهم يموتون في البحار بحثاً عن لقمة عيشهم.

 

سهرات

كارثة أخرى تنسجم مع كوارث الزلازل التركية - السورية الأخيرة، وهي أنه في دولة مثل لبنان، حيث الفقر والمرض والجوع الذي يعاني منه آلاف الناس، وحيث خرج الآلاف الى الشوارع ليل الأحد - الإثنين خوفاً من الهزات الارتدادية، لا نزال نرى مشاهد "شاذّة" من مستوى التداوُل بإعلانات عن سهرات "عيد العشّاق" الأسبوع القادم، وعن قدوم هذا الفنّان العربي أو الأجنبي الى لبنان لإحياء حفلة، ومن دون الأخذ في الاعتبار أنه (لبنان) في قلب كارثة الزلازل على مستوى النتائج غير المباشرة التي تُصيب نسبة كبيرة من اللبنانيين في أماكن سكنهم وعيشهم التي تحتاج الى أعمال صيانة مُكلِفَة لا يُمكنهم القيام بها، وهو ما سيظهر أكثر خلال الأشهر والسنوات اللاحقة. وهذا انعدام في الإحساس من مستوى مُخيف، يتجاوز الخوف الذي يُمكن لأي زلزال أن يتسبّب به.

ونقول هذا مع الإشارة الى أنه كيف يُمكن لفلان أو فلانة (مثلاً) أن يستمتعا بسهرات "عيد العشّاق" الأسبوع القادم؟ وكيف يُمكن لفنّانين أو فنانات أن يغنّوا ويُحيوا حفلات في لبنان، وأن "يغبّوا" ملايين الدولارات "فريش" في بلد (هو لبنان) يموت فيه آلاف الناس مرضاً، وفقراً، وجوعاً، ورغم أن دماء الآلاف لن تكون جفّت بَعْد في جوارنا السوري والتركي، سواء داخل المقابر، أو تحت الأنقاض. وهذا انعدام مُخيف في الإحساس أيضاً، يجعلنا في عالم خالٍ من أي احترام، ومن أي قواعد.

 

قساوة قلوب

كارثة أكبر بَعْد أيضاً، وهي أنه رغم مشاهد الدّماء، والموت، والدّمار، وانتشال القتلى والجرحى من تحت الأنقاض، إلا أن قساوة قلوب البعض في لبنان لن تخفّ، وهي قلوب المُتلاعبين بحياتنا، وبطعامنا، وشرابنا، وعلاجاتنا، وبزيادة انهيار اللّيرة اللبنانية، وذلك بدلاً من أن تشكّل تلك المشاهد فرصة لوقوفهم أمام ذواتهم قليلاً، ولمراجعة الكثير من حساباتهم، ولو على سبيل الخوف من الموت، وبمعزل عمّا إذا كانوا مُلحِدين أو لا.

 

منذ الـ 1750 ليرة

شدّد مصدر واسع الاطلاع على "أننا تأخّرنا كثيراً على صعيد ملاحقة العاملين على رفع سعر صرف الدولار في السوق السوداء، والذين لن يوقفوا أعمالهم غير الشرعيّة مهما زادت الكوارث والظروف الصّعبة. فهذا العمل كان يجب أن يبدأ منذ أن ارتفع الدولار من 1500 ليرة الى 1750 ليرة، في عام 2019. وتجاهله يعود الى تقصير مقصود من جانب كبار المسؤولين الماليين والمصرفيّين والأمنيّين في لبنان، الذين لم يلاحقوا الصيارفة منذ ذلك الوقت، أي عندما كانت لا تزال هناك عملة صعبة موجودة في لبنان بنسبة أكبر".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أنه "كان لا بدّ من سَحْب التّراخيص من عدد كبير من الصرّافين الشرعيّين، الذين ساهموا ويساهمون بانهيار قيمة اللّيرة اللبنانية، منذ ذلك الوقت. فلماذا لم يحصل ذلك؟ ولمَ التّغاضي عن المُضاربين الذين يزيدون الانهيار المالي، تحت ستار ممارسة نشاط اقتصادي؟".

وختم:"المشكلة الأكبر موجودة لدى أكبر المسؤولين السياسيّين والماليّين والأمنيّين في الدولة، الذين لم يقوموا بواجباتهم في الوقت المناسب. أما الآن، وحتى لو تمّ توقيف بعض الصرّافين، فإن الدولار لن ينخفض إلا بما قد لا يتجاوز نسبة الـ 15 في المئة ربما، وذلك بعدما خرجت النّسبة الأكبر من الدولارات من لبنان خلال الأعوام الثلاثة الماضية. وبالتالي، ما هي قيمة التحرّك في الوقت الحالي؟".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة