فيلم رعب طويل أبطاله مرضى لبنان والمسؤول يقول "عيشوا أو موتوا" و"آخر همّ"... | أخبار اليوم

فيلم رعب طويل أبطاله مرضى لبنان والمسؤول يقول "عيشوا أو موتوا" و"آخر همّ"...

انطون الفتى | الخميس 16 فبراير 2023

سكرية: نسبة كبيرة من الناس تعيش كابوساً وتتمنّى أن لا تضطّر الى دخول مستشفى

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

مؤسفٌ حقّاً أن تتحوّل السلطات الصحية في أي بلد، الى وزارات وهيئات تُعنى بصحة الأغنياء والفئات الميسورة فيه، حصراً.

 

لمن يمتلك المال

فالقطاع الاستشفائي في لبنان ليس مُنهاراً، ومثله القطاع الدوائي. وليس صحيحاً أو دقيقاً تماماً، "النقّ" الذي تمارسه بعض الشخصيات الاستشفائية والصيدلانيّة، بحسب أكثر من مصدر طبّي مُطَّلِع، يؤكّد أن لا شيء مقطوعاً أو منهاراً، بل ان الاستشفاء ما عاد مُتاحاً إلا لمن يمتلكون المال فقط.

 

وفيات

دواء واحد يلبّي حاجة المريض لنحو 12 يوماً، بات سعره يُناطح الـ 3 مليون ليرة، حتى الساعة طبعاً، بينما "تتفهّم" السلطات الصحيّة في البلد حاجات الناس، وضرورات دولار السوق السوداء، في وقت واحد، وعلى طريقة "عيشوا وموتوا" واختاروا "اللّي بيعجبكون". فيما لا توجد أي خطّة عمليّة تؤكّد أننا لن نشهد ارتفاعاً في عدد الوفيات بالبلد، بسبب تقلُّص قدرة بعض الفئات الاجتماعية على تأمين أدويتها وعلاجاتها، في شكل مستمرّ مستقبلاً.

 

 

قرار وطني

أشار رئيس "الهيئة الوطنية الصحية - الصحة حق وكرامة" الدكتور اسماعيل سكرية الى أن "الحدّ الأدنى لميزانيّة شراء بعض أنواع الأدوية العادية لرجل واحد في بيت، بات بملايين اللّيرات، وهو ما يضعنا أمام مشاهد من فيلم رعب".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "الحلّ يبدأ دائماً بالسياسة، أي بقرار وطني يضع حلاً. وهذا ليس موجوداً. فلطالما تحدّثنا عن أزمة الدواء والطبابة في البلد، ولم نجد من ينصت أو يغيّر، وهو ما يدلّ على مرض دولة فاشلة، وعلى سياسيّين مُرتبطين بمشاريع خارجية وعصبيات داخلية، فيما ثقافة نسبة لا يُستهان بها من الشعب عصبيّة، يتحكّم بها الجهل. ومن الطبيعي أن نصل الى ما هو أسوأ بَعْد في تلك الحالة".

 

مسكّنات

وردّاً على سؤال حول الحلول التي يُمكن أن تسهّل الطريق إليها بعض الهيئات المدنيّة والدّينيّة والحزبية، وهي من مستوى "بنوك أدوية" مثلاً، أجاب سكرية:"كان لا بدّ من تسريع الخطوات نحو تلك الحلول منذ أوقات سابقة. ولكن لا أحد يقوم بذلك".

وأضاف:"المراجع الدينية غائبة على هذا الصّعيد، مع العلم أن صمتها عمّا يحصل أوصلنا الى هنا. فضلاً عن أن كثيراً من الأحزاب تمتلك إمكانات مادية، وهي لا تتفاعل مع أي مقترح للحلّ، حتى ولو كان لأسباب إنسانيّة. وما عاد لدينا من صوت نستعمله للحديث عمّا يجري، من شدّة ما تكلّمنا، من دون أن نجد من يتحرّك من أجل أي حلّ. هذا فضلاً عن أن القابضين على القرار بشكل عام، أوصلوا الأمور الى هنا ببرودة أعصاب، ومن دون أن يهتزّوا لشيء، فيما "آخر همّون" ما يحصل على الصّعيد الصحي".

وختم:"بعض الفئات الشعبيّة لم تَعُد قادرة على توفير أدويتها، فيما أخرى قريبة من جهات سياسيّة وحزبيّة تهتمّ بها، وتجد لها بعض المتنفّس في المستشفيات، وعلى صعيد تأمين الأدوية. ولكن هذه مجموعة من المسكّنات، بينما نسبة كبيرة من الناس تعيش كابوساً، وهي مُهدَّدَة بالموت، وتتمنّى أن لا تضطّر الى دخول مستشفى".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار