هل يستغلّ البعض خطر الزلازل "لسَحْب اللّقمة" من فم لبنان ودول المشرق والمتوسّط؟... | أخبار اليوم

هل يستغلّ البعض خطر الزلازل "لسَحْب اللّقمة" من فم لبنان ودول المشرق والمتوسّط؟...

انطون الفتى | الإثنين 20 فبراير 2023

مصدر: ديبلوماسية الزلازل لا تستمرّ بالمُطلَق في أي مكان

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

بين توقّعات عالم هولندي، وانتظارات علماء أو خبراء من جنسيّات أخرى، حول احتمالات حصول زلازل أو كوارث طبيعية في الشرق الأوسط، يبدو لافتاً للانتباه بعض الإعلام العربي الذي رغم التوضيحات، وتطابُق الآراء العلميّة حول مسألة أنه لا يُمكن تأكيد إمكانيّة حصول زلازل أو لا، في هذه المدّة الزمنيّة أو تلك، (بعض الإعلام العربي الذي رغم ذلك) يُعيد نفض الغبار بتكرار، ومنذ أسبوعَيْن، عن احتمال تعرُّض لبنان ومصر، أو منطقة شرق المتوسط عموماً، لزلزال كبير، إما في وقت قريب، أو بعد أعوام يتمّ تحديدها بما ليس بعيداً تماماً.

 

استقطاب اقتصادي

فبما أن الجميع يتّفقون على أن البتّ بتلك الأمور يعود الى العلم، لماذا الاستمرار باللّف والدّوران حولها بهذا الشّكل، مع ترداد تسمية أن لبنان ومصر من أكثر الدّول المُعرَّضَة لخطر الكوارث الطبيعية، والزلازل، خلال أسابيع ربما، أو خمسة أعوام، أو عشرة أعوام؟

ولماذا التلذُّذ بهذا الموضوع على بعض الشاشات العربية الى هذا الحدّ؟ وهل من علاقة للصراعات الجيوسياسيّة التي ستستفحل مستقبلاً بين منطقة المشرق العربي ومنطقة شرق المتوسط من جهة، وبين بعض المناطق الأخرى في الإقليم العربي، من جهة أخرى، على مستويات اقتصادية وسياحيّة مختلفة، في رغبة البعض بإظهار أنهم أصحاب مناطق آمنة ليس فقط من الخضّات السياسيّة والأمنيّة، بل من الكوارث الطبيعية أيضاً، وأن بلدانهم تستحقّ أن تُصبح مركز الاستقطاب الاقتصادي في منطقتنا، حصراً؟

وما هو الخيط الرّفيع بين ما يمكنه أن يكون مقصوداً، وبين ما ليس كذلك، على مستوى عَدَم إخراج موضوع الآفاق المستقبليّة للزلازل في منطقتنا من التداول، على بعض الشاشات العربية؟

 

نهاية الصّدمة

رأى مصدر خبير في الشؤون الدولية أنه "من المُستبعد أن تقبل الدول الرّاشدة والمسؤولة بكل ما للكلمة من معنى، بإدخال احتمالات وقوع زلازل في هذه المنطقة أو تلك في حساباتها، لوضع خططها على مستويات الاستثمار، أو الإنتاج والعمل، في هذا المكان أو ذاك".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "كل الدول تتسابق في مثل تلك الأحوال لإظهار التعاطُف مع الدول المنكوبة، ولتقديم المساعدات الإنسانية، ولعَدَم إظهار أي عرقلة لهذا النّوع من الخدمات. ولكن يعود الجميع الى سياستهم المعهودة عندما تنتهي الصدمة".

 

خروق ديبلوماسيّة

ورجّح المصدر أنه "إذا بقيَ النّظام السوري على سياساته نفسها، تجاه شعبه وعلى مستوى المنطقة، وعلى اصطفافه في محور إيران حصراً، فإن ديبلوماسيّة الزلازل لن تنفعه في مدى بعيد".

وأضاف:"يُمكن لبعض الدول العربية أن تنفتح على دمشق خلال وقت قريب، انطلاقاً من الاعتبارات التي تحكّمت بالانفتاح العربي على العراق قبل أعوام، خصوصاً بعدما تأكّد العرب أن ابتعادهم عن بغداد ساهم بسيطرة طهران عليها، أكثر فأكثر. فقطع الطريق على إيران، والتخفيف من زخم العلاقات الإيرانيّة - السورية، قد يكون السبب الرئيسي لرغبة بعض الدول العربية في الانفتاح على النّظام السوري".

وختم:"زلازل تركيا وسوريا الأخيرة قد تكون ساعدت على تحقيق خروق ديبلوماسيّة كثيرة مؤخّراً، سواء مع دمشق أو سواها. ولكن ديبلوماسيّة الزلازل لا تستمرّ بالمُطلَق في أي مكان، لا سيّما مع مرور الزّمن، والانتهاء من أعمال الإغاثة والمساعدات الإنسانية".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار