رؤساء هذا العالم يهدّدون ولكنّهم يسقطون خلال ثوانٍ زلزاليّة معدودة... | أخبار اليوم

رؤساء هذا العالم يهدّدون ولكنّهم يسقطون خلال ثوانٍ زلزاليّة معدودة...

انطون الفتى | الثلاثاء 21 فبراير 2023

نجار: الظروف الإنسانية أقوى من السياسة ومن المصالح الجيواستراتيجيّة

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

تستكمل الزلازل وهزّاتها الارتدادية، صورة الخوف والضّعف البشري، في زمن أشرس أنواع التنافُس الحادّ بين البشر على المستويات كافّة.

فبعض الدول (حتى تلك الموجودة في منطقتنا) تعتقد أنها قوية، وعظيمة، وجبّارة، وكبرى... وصاحبة تأثير عالمي لا يُقهَر، وتركيا واحدة منها، وهي رغم ذلك تقف عاجزة، حائرة، مُربَكَة، خائفة، بسبب الكوارث الطبيعية.

 

"حبال الهوا"

فأين غاب الصّوت المرتفع للرئيس التركي رجب طيّب أردوغان، الذي لولا الزلازل، لكان يحضّر ويتحضّر للانتخابات المصيرية في بلاده بعد أشهر، بلهجة مختلفة.

فها هو الرئيس التركي اليوم، مثل ذاك المتمسّك "بحبال الهوا" ويقول "إيدي بزنّاركون"، ينتظر توقّعات الخبراء والعلماء، ومستقبل بلده وشعبه مع المخاطر الزلزاليّة المتنقّلة، والتي تقول بعض التوقّعات إنها من المُمكن أن تصل الى اسطنبول نفسها. وها هي تركيا صاحبة الرّبط والحلّ في عدد من المسائل الشرق أوسطيّة والأوروبيّة، تقف ناظرةً الى مختلف أنواع المساعدات الدولية المتدفّقة إليها.

مخاطر

وها ان الدولة التركية التي تهدّد بين الحين والآخر الأكراد بزَلْزَلَة الأرض تحت أقدامهم في سوريا والعراق، و(تهدّد) بزَلْزَلَة حلف "الناتو" عبر الاقتراب العسكري والاقتصادي من روسيا، وبعرقلة انضمام السويد وفنلندا إليه... و(تهدّد) أوروبا بقدرتها (تركيا) على جعل ملف اللّجوء من دون ضوابط، والتي (تركيا) تجهد في إظهار القدرة على التعامُل مع كل الأطراف والظروف، تقف عاجزة أمام ثوانٍ معدودة من ارتجاجات أرضيّة، تقلب "الأخضر واليابس" على أراضيها، و"الله ينجّينا".

وما نقوله عن تركيا، نعمّمه على سوريا، ولبنان، وكل دول المنطقة والعالم، التي تقف عاجزة أمام تحرّكات الأرض، والمخاطر المُحتَمَلَة الآتية من البحار.

 

لغز

فالخوف يسيطر على الجميع بـ "سحابة" واحدة، رغم خلافاتهم الكثيرة والمتشعّبة. وهو خوف لا يزول بمساعٍ بشرية، ولا بـ "مسحا بهالدّقن"، ولا بـ "خلّيا علينا"، ولا بتبادُل مصالح ومنافع بشرية.

ففي عام 2023، ووسط ضجيج يومي كثير حول آفاق التكنولوجيا، والذّكاء الاصطناعي، والتسابُق نحو الفضاء... تقف أكبر وأغنى وأقوى الدول عاجزة أمام الطبيعة، وأمام الأرض التي هي "اللّغز الأكبر" على الإنسان، مهما اعتقد أنه تجاوزها، وصار قادراً على مقارعة الأجسام السماوية في الفضاء.

جسم حيّ

أشار الوزير السابق البروفسور ابراهيم نجار الى أن "كل العلوم والتقنيات الأرضيّة، وحتى تلك التي تتعلّق ببرامج الذّكاء الاصطناعي، لا تمتلك أجوبة أو خلاصة لكل شيء موجود أو مُسلَّم به في العالم. كما أن لا قدرة استباقية لها في ما يتعلّق بالكوارث، بما يوفّر الحماية للإنسان".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "لا يمكن لأحد أن يواجه الضرورات الطبيعية والجيولوجية. فضلاً عن أن الأرض ليست يابسة، بل هي جسم حيّ، أي انها حياة بحدّ ذاتها. ولا قدرة لأي دولة في العالم على أن تستبق الأمور، بل كل ما يمكنها أن تفعله هو الاطّلاع على الكوارث الطبيعية التي حصلت في الماضي، وذلك من دون جعل التاريخ وسيلة لاستكشاف المستقبل".

 

الأمم المتحدة

وشدّد نجار على أن "الكوارث الإنسانية عابرة للحدود. فعلى سبيل المثال، زار الوفد اللبناني سوريا بعد الزلزال، رغم المشاكل السياسية، كما فتحت تركيا حدودها مع سوريا رغم الإشكاليات الجيوسياسية الموجودة هناك. فيما أُعلِنَ عن وقف الولايات المتحدة الأميركية مفاعيل عقوبات "قانون قيصر" بعد الكارثة، رغم أن هذا القانون لا يطال الحالات الإنسانية أصلاً. فالظروف الإنسانية أقوى من السياسة، ومن المصالح الجيواستراتيجيّة".

وعن وجوب تشكيل تحالفات بين الدول تخرج من أُطُر السياسة، والعسكر، والاقتصاد... وتركّز أكثر على تمويل أكبر لبرامج تطوير أساليب الإنذار المبكر في شأن الكوارث الطبيعيّة، بما يشكّل مصلحة بشرية مشتركة، أجاب:"هذا من أولى واجبات الأمم المتحدة".

وختم:"التضامن بين الدول في حالات الكوارث هو من الواجبات الضرورية، التي لا يمكن تجاوزها".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة