فنادق لبنان ومطاعمه ومراكز السياحة فيه مفتوحة للجميع ومجاناً... في 1 نيسان!؟ | أخبار اليوم

فنادق لبنان ومطاعمه ومراكز السياحة فيه مفتوحة للجميع ومجاناً... في 1 نيسان!؟

انطون الفتى | الأربعاء 22 فبراير 2023

مصدر: لا نزال بعيدين جدّاً ممّا نراه أو ممّا يمكننا أن نراه في دول مُحترمَة

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

تهتزّ الأرض تحت أقدام المواطن اللبناني (والشرق أوسطي)، بعد الزلازل والهزّات المتكرّرة التي ضربت تركيا وسوريا خلال الشهر الجاري، وبفعل ارتداداتها، وما تسبّبت به من تحرّكات داخل طبقات اليابسة والبحر.

 

 

أكثر من الحكومة

وفيما ننظر الى تركيا، والى مختلف قطاعاتها التي تشارك في التخفيف من حدّة الكوارث، ننظر الى دولة مثل لبنان أيضاً، والى تحذيرات علميّة من إمكانية أو عَدَم إمكانيّة حصول كارثة، بينما لا همّ لدى بعض القطاعات إلا العيش في عالم أصحابها الخاص، وهو البحث عن المال، والمال، والمال... والمال، وكأن لا هدف عملياً لديهم في الحياة سوى "تجميع" المال.

فبين سياحة شتوية تضع عينها على الصيفيّة، وعلى مليارات فوضوية تدخل الى خزائن مؤسّسات لا نعرف إذا ما كان يتمّ التورّط بأنشطة سوداء بواسطتها، تحت ستار تكاليف تشغيليّة، وصيانة... وبين دولة "صحّ النّوم" الدائم، ننظر الى تركيا البلد السياحي المنكوب بالزلازل، حيث يصطفّ المنكوبون الذين شرّدتهم الكوارث من منازلهم للحصول على وجبات ساخنة تقدّمها مطاعم عدّة، ضمن حملات تضامن لا تنتظر إطاراً رسمياً من جانب الدولة التركية. فيما ترتفع أصوات الناس في عدد من المناطق، قائلين إن المطاعم قدّمت لهم أكثر بكثير ممّا قدمته الحكومة التركيّة.

 

لبنان؟

وفي سياق متّصل، تشهد مجموعة من الملاعب الرياضيّة التركيّة أعمالاً تتناسب مع الحاجات الجديدة، وعلى رأسها إيواء المهجّرين من جراء الزلازل، فيما تفتح المنتجعات السياحية والفنادق أبوابها وغرفها للمتضرّرين أيضاً.

وما سبق ذكره يدفعنا الى السؤال عن مصير اللبنانيّين في لبنان، في ما لو تعرّضوا لكارثة طبيعية، لا سمح الله.

فهل ستقف المراكز والمؤسّسات السياحية، والرياضيّة، والفنادق، والمطاعم... اللبنانية، الى جانب الناس كما هو الحال في تركيا؟ أو هل ان الصّراخ سيرتفع تحت عنوان "ما فينا"، و"نحنا مضروبين بالأزمة أصلاً"، لنجد أن كل شيء سيُصبح مُمكناً عندما تتوفّر سُبُل "الشّحادة" من الخارج، و"التّشبيح" من المساعدات الإنسانية الدولية التي تتدفّق في مثل تلك الظّروف، وهو ما سيمكّن من وضع أقنعة تمكين الناس من مواجهة الكارثة؟

 

"فريش"

وفي تلك الحالة، ما هي قيمة قطاع سياحي لا "نسمع حسّو" إلا "للنقّ" من جراء الأزمات، فيما هو لا يعرف بلده إلا في أوقات الرّخاء والرّاحة، رغم أنه ينشط وينشط حتى في أشدّ أزمنة الضّيق، وصولاً الى حدّ إخراج آلاف وملايين الدولارات "الفريش" من لبنان، خلال ليلة واحدة، لصالح فنّان (أو غير فنّان) عربي أو أجنبي، في وقت يغيب فيه أي رقيب أو حسيب على أنشطته، وعلى كميات "الفريش" التي يُخرِجها من لبنان خلال ساعات، بينما آلاف اللبنانيين يموتون بحثاً عن وجبة طعام واحدة، أو عن حبّة دواء.

 

ذريعة

شدّد مصدر مُطَّلِع على أحوال القطاع السياحي على "فقدان روح التكافُل والتضامُن الاجتماعي في لبنان بشكل عام. وهذا الواقع تضاعف أكثر فأكثر بعد الأزمة الاقتصادية الحادّة، وباعتمادها كذريعة لدى الكثير من القطاعات، في معظم الأحيان".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "انخراط القطاع السياحي التركي في الأعمال الإنسانية رغم الخسائر التي طالت الجميع، ومنذ اللحظات الاولى للكارثة، ومن دون انتظار أي طلب رسمي من جانب الحكومة التركية، يعود الى شعور بالولاء للوطن يكاد يكون معدوماً في لبنان، سواء من جانب الناس أو القطاعات عموماً. ففي أوقات الأزمات، من المُفتَرَض أن يتبادل الجميع المساعدة، وأساليب التّخفيف من الشّعور بالصّعوبات، بينما لا نجد ذلك في لبنان بشكل عام، مع الأسف".

 

فقدان الشّعور

وأشار المصدر الى أنه "رغم أن القطاع السياحي يتكبّد الكثير من الخسائر بسبب الأزمة الاقتصادية، وما عاد يمتلك القدرات السابقة نفسها، إلا أن التقييم الدّقيق للواقع هو أن القيّمين على هذا القطاع لا ينظرون إلا لمصالحهم الخاصّة أيضاً، وبشكل زائد عن اللّزوم، وهو ما ينعكس على سلوكياتهم تجاه الناس والدولة معاً".

وختم:"لا نُنكر أنه يوجد من يقومون بأعمال خيرية، في مختلف المجالات. ولكنّنا لا نزال بعيدين جدّاً ممّا نراه أو ممّا يمكننا أن نراه في دول مُحترمَة، في مثل تلك الظروف. وهذا لا يعود الى الفارق في الميزانيات وفي حَجْم القطاعات فقط، بل الى فقدان الشّعور بالمواطنيّة، و(فقدان) الرّغبة بالمساعدة، في العدد الأكبر من الأمثلة والحالات اللبنانية".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار