فالق شرق الأناضول على خطّ هزّات وزلازل دولار السوق السوداء فماذا عن دور الجيش؟ | أخبار اليوم

فالق شرق الأناضول على خطّ هزّات وزلازل دولار السوق السوداء فماذا عن دور الجيش؟

انطون الفتى | الخميس 23 فبراير 2023

نادر: التكنولوجيا المتقدّمة جدّاً لمثل تلك المهام والظّروف غير متوفّرة لدينا

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

ليس مُستغرباً أن تدخل الأخبار المتداولة عن الهزّات، والهزّات الارتدادية النّاجمة عن زلازل تركيا، أعمدة وركائز الحياة اليومية في لبنان، بعدد الساعات، كما هو حال دولار السوق السوداء، وأسعار المحروقات، والسّلع الغذائية، والخبز، والأدوية...

 

الجيش

فتلك الارتجاجات تحوّلت الى "قوتنا اليومي"، تماماً كما هو حال اليوميات اللبنانية "الزلزاليّة" على المستوى المعيشي، والحياتي، والصحي.

ووسط انعدام قدرة ما يُسمّى "دولة لبنانية" على اتّخاذ أي إجراء أو تدبير استباقي مُساعِد، لا سيّما على مستوى الأبنية القابلة للسّقوط على رؤوس الناس، نسأل عن دور الجيش في هذا الإطار.

فالجيش مؤسّسة لبنانية تحظى بثقة دولية، ويُمكنها أن تشكّل عنصراً أساسياً من عناصر استباق الأزمات والكوارث. فالى أي مدى يُمكن للمؤسّسة العسكرية أن تنجح في مساعي الحصول على مساعدة خارجيّة لإيجاد حلّ لمختلف أنواع الأبنية التي تشكّل "قنابل موقوتة"، والتي لا نعرف متى "تنفجر"، وكيف، حتى ولو لم تتعرّض لزلزال كبير، بل لمجرّد خضوعها لارتجاجات الهزّات، والهزّات الارتدادية المتكرّرة، على مدى أسابيع وأشهر؟

 

قدرات محدودة

أوضح العميد المتقاعد جورج نادر أن "فوج الأشغال المستقلّ موجود لدى الجيش، وهو يقوم بالإنشاءات العسكرية، وبالصّيانة اللازمة لها، وبترميمها. ولكن قدرته محدودة، نظراً الى أن الموارد التي يمتلكها محدودة أيضاً".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "القدرات التقنيّة التي يمتلكها الجيش جيّدة، وهو ساعد كثيراً بعد انفجار مرفأ بيروت على مستوى إزالة الرّكام، والقيام بمَسْح للأضرار، وعلى صعيد الإرشادات، وعمليات الإنقاذ. ولكن لا أعتقد أنه قادر على فعل الكثير في حال وقوع زلزال لا سمح الله، بل سيكون عمله محدوداً، وذلك لأننا لم نُدرَّب أو نُوجَّه يوماً على التعاطي مع الكوارث الكبرى. كما أن التكنولوجيا المتقدّمة جدّاً لمثل تلك المهام والظّروف غير متوفّرة لدينا".

وشرح:"صحيح أن انفجار مرفأ بيروت كان كبيراً، ولكنّه كارثة محدودة بالمقارنة مع الزلازل. فأي زلزال شبيه بذاك الذي ضرب تركيا لا سمح الله، سيخرّب كل ما في البلد، وحتى ثكنات ومراكز الجيش التي من المُفتَرَض أنها ستكون من المباني المتضرّرة أيضاً. وهو ما يعني أن الجيش سيخرج مُتضرّراً جدّاً بدوره، في مثل تلك الظروف".

 

صمت رسمي

وأشار نادر الى أن "لا قدرة لدى الجيش في مساعي الحصول على مساعدات، سوى العمل على صعيد حاجات عناصره المعيشيّة. فالتنسيق مع الدول المانحة من مسؤولية الدول، والجيش ليس دولة مستقلّة، بل هو جزء من الدولة اللبنانية".

وأضاف:"قامت عناصر الدفاع المدني بعمل يُشهَد له، إذ ذهب الشباب الى تركيا، وأخذوا الأمور على عاتقهم، وبرهنوا عن اندفاعتهم. كما نتذكّر جيّداً اندفاعة عناصر الصليب الأحمر والناس في لبنان، سواء بعد انفجار مرفأ بيروت، أو غيره من الأحداث. ولا شكّ لدينا بالقدرات اللبنانية الفردية، وبمساعي الجمعيات الأهلية، وباندفاعة عناصر الجيش الدائمة. ولكنّنا نحتاج الى جهاز رسمي من جانب الدولة، لإدارة الكوارث والتعامل معها".

وختم:"أقصى ما نراه يومياً، هو صمت كل المسؤولين في الدولة عن أي شيء فعلي يتعلّق بخطر الزلازل، وبكيفيّة التعامُل مع المخاطر المُحتملة. فنحن نعيش على تصريحات خبراء الجيولوجيا، التي قد تتطابق أحياناً، أو تتضارب في أوقات أخرى، وذلك من خارج أي كلام رسمي فعلي ومُتكامِل يُمكن للناس أن يتّكلوا عليه".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار