المنطقة تخطّت سوريا والعرب... الزلازل وأزمات المياه والغذاء ترسم مستقبلنا! | أخبار اليوم

المنطقة تخطّت سوريا والعرب... الزلازل وأزمات المياه والغذاء ترسم مستقبلنا!

انطون الفتى | الإثنين 27 فبراير 2023

مصدر: لبنان لا يشكّل رغبة لموجات لجوء أو نزوح إقليمية فعليّة

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

بانفتاح عربي على سوريا أو من دونه، فإن المنطقة قادمة الى مرحلة جديدة لم تتوضّح معالمها كثيراً، وذلك بعدما تعرّضت تركيا التي هي قوّة إقليميّة أساسيّة، لزلازل تدميريّة جعلتها وكأنها دولة خرجت من حرب دامت لعدّة سنوات، مع ما لذلك من مفاعيل مالية، واقتصادية، وديموغرافية بعيدة المدى.

 

 

حالة صعبة

وإذا أضفنا الى المشهد السابق ذكره، تسجيل تراجع جديد ومُقلِق في المخزون المائي العراقي، كنتيجة طبيعية لانخفاض منسوب المياه في نهرَي دجلة والفرات، نُصبح أمام صورة مشرقيّة وشرق أوسطيّة مُقلِقَة جدّاً، سيكون لها تأثيرها الكارثي بعيد المدى أيضاً، على المستويات الزراعية، والغذائية عموماً، والاقتصادية، والديموغرافية (خصوصاً في ما يتعلّق بالتأسيس لخريطة توزُّع سكانية جديدة).

وبموازاة دور تركيا وإيران في أزمة المياه العراقية، وانسجاماً مع زلازل تركيا وسوريا الأخيرة، فإن حالة الفقر والجوع التي تسود في سوريا والعراق ولبنان وإيران أصلاً، تشكّل كلّها مجتمعة حالة صعبة جدّاً لنا ضمن هذه الرّقعة الجغرافيّة التي ترتبط ببعضها البعض، بدءاً من السياسة، وصولاً الى أقلّ تفصيل يحدث في أصغر الأزقّة.

 

التغيّر المناخي

المنطقة تخطّت احتمالات عودة سوريا الى جامعة الدول العربية، أو لا، كما تجاوزت شروط وضرورات الحلّ السوري. وبات كل شيء مربوطاً أيضاً بنتائج الكوارث الطبيعية، وبمفاعيل التغيّر المناخي، وبكميّة ونوعيّة المتساقطات في كل عام، وبتأثير ذلك على سكان المنطقة المشرقيّة وما يُحيط بها في الشرق الأوسط، وعلى خريطة توزّعهم بما يتناسب مع إيجاد المسكن اللازم، والطعام، ووسائل العيش.

 

الانفتاح

رأى مصدر واسع الاطلاع أن "الانفتاح العربي على سوريا قد يؤدي الى تغيير معيّن، والى وضع بعض الضّوابط للحدود والنّزوح بين دول المنطقة، لا سيّما بسبب الأزمات الطبيعية والاقتصادية المُتزايِدَة. ولكن الثّابت الأبرز في هذا الإطار، هو اتّفاق الجميع على أن لبنان ما عاد صالحاً للّجوء إليه، خصوصاً أن الجميع يعرفون أن وسائل الحياة فيه صارت محدودة جدّاً".

ودعا في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى "مراقبة آفاق تطوّر الأوضاع السياسية والأمنية خلال الأشهر القادمة، رغم نتائج الكوارث الزلزالية الأخيرة. فبواطن الانفتاح العربي الحاصل على النّظام السوري ليست واضحة تماماً، إذ لا مجال لمعرفة دقيقة حول ما إذا كان لدى هذا النّظام الحرية الكافية للانفصال عن "الحرس الثوري" الإيراني، وعن النّظام في إيران، وللقيام بتحرّكات خارج طهران، بعد هذا الانفتاح".

 

لبنان؟

وشدّد المصدر على أن "النّظام السوري بارع في سياسة البَيْع والشّراء في العادة. ولكن هل بإمكانه ممارسة تلك اللّعبة نفسها مع إيران في مدى بعيد؟ هذا ما ليس واضحاً بَعْد".

وختم:"نتائج الزلازل في تركيا وسوريا، والأزمة المائية في العراق، سترتبط كلّها بالتحوّلات السياسية في المنطقة مستقبلاً. ولكن الأمر شديد الدقّة، هو أنه مهما كانت التطوّرات القادمة، فإن لبنان خرج من المنافسة، ولم يَعُد يشكّل رغبة لموجات لجوء أو نزوح إقليمية فعليّة".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار