دولة العصابات و"التّنصيبة"... اتّفاقات قَذِرَة حول رفع الأسعار تنتهي بارتفاع الدولار... | أخبار اليوم

دولة العصابات و"التّنصيبة"... اتّفاقات قَذِرَة حول رفع الأسعار تنتهي بارتفاع الدولار...

انطون الفتى | الثلاثاء 28 فبراير 2023

مصدر: يتكبّد المواطن خسائر يوميّة من جراء مصالح خاصة

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

نعود الى دولة العصابات في لبنان، العصابات التي تحكمنا، والتي هي مُستترة بإسم شرعيّة. عصابات أكثر ما نحتاجه هو أن تخرج من يومياتنا، حتى على سبيل التداوُل بأسمائها، تمهيداً لجعل البلد يغرق بسلام.

فلبنان ينتهي، ولا مجال أمامه سوى ذلك. فاتركوه يغرق بسلام على الأقلّ، ومن دون عزف نشيد الموت.

 

50/50

ليست صدفة أن "يطير" الدولار قُبَيْل خروج أحد "الطشطوشين" علينا، بـ "إنجاز" تحديده أسعار سلع حيويّة معيّنة، بما يتوافق مع الأرقام الجديدة التي وصل إليها دولار السوق السوداء، بعد "طيرانه".

القصّة باتت قديمة. فـ "تطيير" الدولار يأتي قُبَيْل الإعلان عن مزيد من ارتفاع في أسعار هذه السلعة أو تلك، وبُعَيْد اتّفاقات قذرة بين من يعتبرون أن أرباحهم باتت قليلة (رغم أنها ليست كذلك أبداً، ولكنّهم يريدون ممارسة المزيد من السرقات، وتحقيق الأرباح الهائلة)، وبُعَيْد توصّلهم الى اتّفاق حول الرّقم الذي يعتبرون أنه مُوافِق لمصالحهم. وما ان "يبتلع" السوق صدمة ارتفاع الدولار، حتى يخرج علينا أحد جهابذة الانهيار، الذي بدلاً من أن يسيّر شؤون الناس بحقّ وعدالة، نجده يضمن مصالح المتحكّمين بأمر البلد والشعب. كيف لا، والأرباح 50/50، أو ربما أكثر أو أقلّ من ذلك بقليل أو بكثير، بينهم وبينه؟

 

نَهْب

فنحن في دولة العصابات، التي تتشارك "التّنصيبة"، والتي قد تبدو بعضها بربطات عُنُق، وبهيئة "الغاشي وماشي"، فيما حقيقتها الفعلية هي أنها "ماشية" بالنّهب، وليست "غاشية" في عوالمه أبداً.

 

 

كارثة

أوضح مصدر خبير في الملفات المعيشيّة والحياتية أن "أصحاب القرار في لبنان، من إداريّين وسياسيّين على حدّ سواء، يتّخذون قرارات خطيرة وذات تداعيات مستقبلية كارثية جدّاً. فالكلّ يعتقد أنه بتخفيض قيمة اللّيرة مقابل الدولار تتحقّق أرباحه وأرباح بعض الجهات فقط، ولكن الأمور ليست بهذه البساطة".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "في المرحلة الأولى، يرتفع الدولار، وتتعدّل أسعار المنصّات التي تحدّد أسعار السّلع ارتفاعاً، وتزيد الأرباح. ولكن الخطورة في هذا النوع من اليوميات هي بأنه يُدخل نِسَباً من التضخّم لن يتمكّن أحد من محاربتها في المستقبل. والكلّ يشارك في تلك الكارثة. وأما إذا كانوا يعتقدون أنهم برفعهم لسعر صرف الدولار في السوق السوداء يمحون الدّيون التي هي باللّيرة، فسيجدونها (الدّيون باللّيرة) كارثة متروكة للأجيال القادمة، عندما يحين الوقت لمحاربة التضخّم مستقبلاً".

 

كذب

وشدّد المصدر على أن "مافيات الغذاء، والمحروقات، والدواء... يفرحون بارتفاع الدولار، الذي يرفع نِسَب أرباحهم. وعندما يرونه ثابتاً على المستوى نفسه لمدّة طويلة، يعملون على رفعه مجدّداً، وهكذا دواليك. وأما الصرّافون والمُضارِبون على اللّيرة، فيهمّهم أيضاً الإبقاء على تلك الحركة التي تحقّق عمولتهم، وهوامش أرباحهم. ومن هنا، الكلّ يشترك في المشكلة. وبين منصّة دواء، ومحروقات، ومواد غذائيّة... يتكبّد المواطن اللبناني يومياً خسائر من جراء مصالح خاصة".

وختم:"هؤلاء كلّهم "مافيات" مُمسِكَة بالبلد، وهي تتحدّث عن منافسة شرعيّة، وعن تجارة، وعن اقتصاد، بكذب شديد، ولا حلّ ناجعاً إلا بمحاكمتهم".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار