الانباء- عمر حبنجر
قفزة مالية جديدة سجلها دولار السوق السوداء، اذ ارتفع نحو 5 آلاف ليرة دفعة واحدة، بحيث جاوز أمس الـ 86 ألف ليرة للدولار، بالتزامن مع عودة المصارف الى العمل بعد تعليق الاضراب لأسبوع واحد، بناء للتفاهم مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، بينما كانت التوقعات ترجح انخفاضه.
ولا تفسير ولا تحليل، وتغيب الحقيقة بين مافيات الصيارفة العاملة لمصلحة بعض المصارف، وبينها المصرف المركزي، وبين الضغوط السياسية، الظاهر منها والمستتر.
مصادر مالية، أكدت لـ «الأنباء» ان الدولار يعدو سريعا باتجاه الـ 100 ألف ليرة، وردت ذلك الى ارتباك «المنظومة السياسية».
وكان وزير الاقتصاد أمين سلام توقع وصول الدولار الى 300 ألف ليرة، واعلن بدء التسعير بالدولار في السوبرماركت اعتبارا من اليوم الاربعاء.
وبعد ان اقر مجلس الوزراء في جلسته الطارئة أمس الأول اعطاء 5 ليترات بنزين، لكل معلم في المدارس الرسمية كبدل نقل عن كل يوم عمل، طلب وزير التربية عباس الحلبي من المعلمين العودة الى التعليم وإنقاذ العام الدراسي، وإجراء الامتحانات الرسمية في موعدها. لكن ردود الفعل الأولية للمعلمين، عكست عدم الرضا، حيث اعتبرت لجنة التعليم الأساسي، ان الليترات الخمسة هي أحد المطالب، مع لفت الانتباه، الى عدم وجود آلية واضحة لتسلم البنزين، فضلا عن الحوافز بالدولار، المقدمة كمساعدات خارجية لوزارة التربية، والتي ضاع أثر البعض منها.
النائب د.عبدالرحمن البزري، اعتبر كما غيره، ان المشكلة سياسية، وقد عكست حالها على الوضعين الاقتصادي والمعيشي وتسببت بانهيار المؤسسات.
وأضاف لإذاعة «صوت كل لبنان»: نحن اليوم نعيش في حالة شغور رئاسي وتعثر باقي المؤسسات، ويبدو ان الحل السياسي مازال مستعصيا، حتى ان الديناميكية الداخلية باتت شبه معطلة، وهذا خطير للغاية. وكان التشديد على وجوب انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن، محور لقاء البطريرك الماروني بشارة الراعي والسفيرة الأميركية دوروثي شيا، كما في لقاء رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع السفيرة الأميركية، التي تجري زيارات وداعية، كما يبدو.
والجديد في مضمار الاستحقاق الرئاسي، اعلان رئيس التيار الحر جبران باسيل امس، وجوب الذهاب الى حوار لانتخاب رئيس جديد للجمهورية بأسرع وقت ممكن كي ينتظم عمل المؤسسات.
ويلتقي باسيل في دعوته الحوارية مع ثنائي امل وحزب الله، كما مع المسعى البطريركي، عبر المطران انطوان ابي نجم موفد الراعي الى الشخصيات المارونية التي لازالت بعيدة عن التلاقي عند شخصية سواء.
الرئيس نبيه بري، اكد من جهته امام زواره امس، انه لن يألو جهدا في احداث خرق في الجدار الرئاسي، لافتا الى ان الفرصة لم تنعدم بعد، بل مازالت متاحة لصياغة حل من صنع اللبنانيين يوقف مسار الانهيار المتسارع. وشدد بري على ان الشرط الاساسي للحل هو انخراط اطراف الداخل بخط التوافق الكفيل وحده بإخراج الملف الرئاسي من الأسر.
النائبة نجاة صليبا المعتصمة في مجلس النواب، مع زميلها النائب ملحم خلف، قالت في حديث لـ «صوت لبنان» امس: نحن باقون، الى حين فتح دورات متتالية لمجلس النواب، لانتخاب الرئيس.