"الزّوج المخدوع"... هذا ما سيحصل لرئيس الجمهورية بعد أقلّ من يوم على انتخابه!... | أخبار اليوم

"الزّوج المخدوع"... هذا ما سيحصل لرئيس الجمهورية بعد أقلّ من يوم على انتخابه!...

انطون الفتى | الخميس 02 مارس 2023

مصدر: الفوضى التي وصلنا إليها هي التي ستحكمنا أكثر بحُكم الواقع

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

ماذا عندما يُنتَخَب رئيس الجمهورية، ويبدأ بتلقّي التهاني، وبالإكثار من الوعود، ومن "عرض عضلات" الإسراع الى قصر بعبدا لإظهار أن لا وقت لديه ليضيّعه، وأن العمل بدأ سريعاً... وذلك قبل أن ينظر من حوله "مُصَحْصِحاً"، ومُكتَشِفاً أنه "الزّوج المخدوع"؟

 

ميليشيات

ففي الماضي، كانت تحوم حول الرئيس مجموعة من السجالات المرتبطة بصلاحياته بعد اتّفاق "الطائف"، وبعلاقته الثنائيّة مع رئيس الحكومة، وبازدواجيّة السلطة بينه وبين السلاح غير الشرعي، وتحديداً خلال العقود الثلاثة الأخيرة.

وأما بعد الانهيار الذي بدأ في خريف عام 2019، فقد تضاعَفَت الازدواجيات كثيراً وزادت، وهي لم تَعُد محصورة بالسياسات التقليدية، ولا بمن يريد تخريب "عهد" هذا الفلان أو الفلان، بل توسّعت لتشمل الميليشيات الغذائية، والدوائية، والاستشفائية، والكهربائية، و"الطاقوية" (عموماً)، والقضائية... التي ترعرعت وتترعرع في "البيوتات" السياسية والحزبية، والتي "فلتت" على كل ما في البلد، منذ ثلاثة أعوام.

 

"حامل الشّنطة"

ومجموع ما سبق ذكره، سيجعل من رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة، والحكومة، وأي سلطة في لبنان، مجرّد "زوج مخدوع".

فمن سيحكم لبنان من الآن والى ما بعد سنوات طويلة، لن يكون موجوداً داخل المؤسّسات، ولا هو ذاك الذي يجلس على كرسي سلطة، بل ربما "حامل الشّنطة" في الزّاروب، والمُضارِب، والمُحتكِر، و"الشّبّيح"، و"خافي" الدواء، والطبابة، وربطة الخبز... الذي يُمسك عملياً بالقدرة على التأثير في الحياة اليومية للناس، من دون أن يكون في السلطة.

 

انتفاضة مُفتَعَلَة

أوضح مصدر سياسي أنه "في تشرين الأول 2019 اندلعت انتفاضة مُفتَعَلَة، شكّلت باباً لتهريب السّيولة الماليّة من البلد، بعد تحضيرات و"وشوشات"، ومن دون الإفصاح عن سبب حصول ذلك، حتى الساعة".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "رغم ذلك، فإن لا أرقام صحيحة وواضحة حول الخسائر، وهو ما يعني أن لا شكل فعلياً للانهيار الذي وصلنا إليه. وبالتالي، عن أي قاعدة حلّ يتحدّثون؟".

 

لوقت طويل

وأشار المصدر الى أن "لبنان ينتقل نحو طبقة من الأغنياء الجُدُد، الذين يقرّرون وسيقرّرون سياسة البلد، لوقت طويل مستقبلاً. فمن يضارب على اللّيرة والدولار، ويمارس أعمال الصّرافة في الطُّرُق، الى جانب تحويل السوبرماركت، والمطاعم، وغيرها من الأماكن العامة الى محال للتعاملات الماليّة، غيّر الكثير في طبيعة البلد، وجعله ضمن حالة من المظاهر غير الطبيعيّة. وهذا ما سيتحكّم بحياتنا لمدّة زمنيّة طويلة".

وأضاف:"الانتخابات الرئاسيّة لا تزال بعيدة، انطلاقاً من الظّروف الحاليّة التي تُحيط بها. والحديث عن تزايُد الهجرة، وعن تغيير هويّة لبنان، لم يَعُد جديداً".

وختم:"الفوضى التي وصلنا إليها هي التي تحكمنا وستحكمنا أكثر فأكثر، بحُكم الواقع. ومن يتحمّل المسؤوليّة هو المسؤول السياسي الذي مارس النّهب والفساد على مدى عقود، من دون أي رادع. هذا فضلاً عن ضرورة عَدَم إغفال الإشارة الى القضاء، الذي لم يتحرّك يوماً في أي ملف مرتبط بالفساد، بشكل جدّي. بالإضافة الى الشعب اللبناني الذي صمت دائماً، والذي يتفرّج على نزول لبنان الى قعر الهاوية، من دون أي ردّة فعل حقيقيّة".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار