تحذيرات من مجاعات كبرى رغم أن عدد السكان يتناقص في دول عدّة... أين الحقيقة؟! | أخبار اليوم

تحذيرات من مجاعات كبرى رغم أن عدد السكان يتناقص في دول عدّة... أين الحقيقة؟!

انطون الفتى | الجمعة 03 مارس 2023

طبارة: للفَصْل بين التوتّرات والأزمات الحقيقية وبين تلك الموقَّتَة أو المُصطَنَعَة

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

مشهدان متناقضان "يتناهشان" يومياتنا بشكل غريب.

فبعض الدول المؤثّرَة في أقاليمها والعالم، تعتبر أن سيطرتها على دولة أو جزيرة "جارة" لها، يحقّق لها أهدافها ومصالحها السياسية والاقتصادية، ويكفيها لحماية نفسها وشعبها. وهي مستعدّة لإنفاق مبالغ ماليّة هائلة، ومليارات الطّلقات الحربية والصواريخ والذّخائر، من أجل مَنْع نشر 300 أو 400 صاروخ استراتيجي "مُعادٍ" لها على حدودها.

 

حروب مستمرّة

وبعض الدّول المؤثّرة في أقاليمها والعالم أيضاً، تنفق المليارات على تغذية حروب هنا أو هناك، وتتكبّد ما تتكبّده من خسائر عسكرية واقتصادية فيها أيضاً. وهي دول تتحدّث عن مخاطر وكوارث مناخية وطبيعية تنتظر الأرض، تتطلّب تمويلاً كبيراً، وعملاً مشتركاً كثيراً بين جميع الدول، للحدّ من مخاطرها المُحتمَلَة مستقبلاً على المستويات الزراعية، والغذائية، والديموغرافيّة، ونِسَب المحاصيل، وتوفُّر المياه... وحتى على صعيد مستقبل الحياة عموماً على كوكب الأرض.

ورغم ذلك، تستمرّ الحروب والصراعات الكلاسيكية العبثيّة، وإنفاق المال على ما يُشبه الشّجار بين شخصَيْن على قطعة أرض، تتشقّق تحت أقدامهما بفعل زلزال مدمّر، بموازاة تساقُط حِمَم بركانيّة في جوارهما، بما يُنذر بنهاية الحياة كلياً، فيما هما يتضاربان، ويتبادلان التهديدات بالسلاح.

 

بالساعة نفسها

أشار سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة الى أن "تطوُّر وسائل الإعلام، وسهولة الوصول الى المعلومات، سرّعا الكشف عن الكوارث الطبيعيّة والزلازل والهزّات والكوارث الطبيعية على الأرض، وإبراز الأزمات المعيشية والحياتيّة واليوميّة حول العالم، أكثر من الماضي. وبات تناقُل الأحداث بالساعة نفسها التي تحصل فيها، غرباً وشرقاً".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "التوتّر الحقيقي والأخطر والملموس في العالم حالياً، يتركّز في الحرب القائمة بأوكرانيا. فالتاريخ يعلّم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن خسارة روسيا في حروب كبرى يكلّفها تغيير نظام الحكم فيها، وهو ما سيكون عليه مصيره في ما لو خسر حرب أوكرانيا. أما الأوروبيّون من جهتهم، فيعتبرون أن تلك الحرب نفسها قضيّة حياة أو موت بالنّسبة إليهم، لا يُمكن خسارتها. فالسماح لبوتين باحتلال أوكرانيا بعد سيطرته على شبه جزيرة القرم، كما بعد نجاحه في حَسْم الأوضاع في جورجيا وسوريا وكازاخستان لصالحه، سيشكّل مرحلة تحضيريّة لحرب عالميّة كبرى، وذلك تماماً كما ساهم التساهُل مع (الزّعيم النازي أدولف) هتلر باندلاع الحرب العالمية الثانية في عام 1939".

 

مُكلِف جدّاً

ولفت طبارة الى أن "هذا التوتّر حقيقي، وهو مُكلِف جدّاً، رغم أنه لا يشكّل أولوية لمصلحة الأرض وسكانها، بل لمصالح الدول. ولكن إنفاق المال على أمور لا يحتاجها الناس ليس جديداً".

وشرح:"يساهم التطوّر الإعلامي وتطوّر وسائل التواصُل الاجتماعي بتوتّرات وأزمات قد تكون مُصطَنَعَة في بعض وجوهها، لأهداف تتعلّق بالاستثمار السياسي والاقتصادي، وهي تجعل الناس في حالة من الخوف أو الحَيْرَة. فعلى سبيل المثال، يتمّ الإعلان أحياناً عن أن العاصفة هذه أو تلك هي بسبب التغيُّر المناخي، وذلك بموازاة القول إنها الأولى من نوعها منذ 150 عاماً مثلاً. ونستمع بعد وقت قليل الى أن نسبة الدّمار الذي خلّفته، يُشبه ذاك الذي أحدثته عندما هبّت قبل 300 عام، أي قبل 150 عاماً من موعد هبوبها ما قبل الأخير (قبل 150 عاماً). وهنا نسأل، ما علاقة الاحتباس الحراري الذي يحذّرون منه اليوم بتلك العاصفة، طالما أنها تحصل بين 100 عام وآخر، وطالما أنها تُحدث خراباً أصلاً؟".

 

السكان

وتوسّع طبارة:"لنأخذ قضية السكان أيضاً. أتى الوقت الذي بدأنا نستمع فيه الى أن الناس سيأكلون بعضهم على الأرض، وأن النموّ السكاني زاد كثيراً، وأن لا موارد على الأرض تكفي الجميع، وهو ما يهدّد بحصول مجاعات كبرى، وذلك رغم أن عدداً كبيراً من الدول حول العالم تسجّل تراجعاً سكانياً ملحوظاً. وحتى الصين نفسها التي اتّجهت الى تحديد النّسل قبل عقود، تعمل بكل قوتها لزيادة عدد سكانها حالياً. فكيف سيأكل الناس بعضهم بعضاً، وسط نموّ سكاني سلبي واضح، في عدد لا بأس به من الدول؟".

وختم:"لا بدّ من الفصل بين التوتّرات والأزمات الحقيقية، وبين تلك الموقَّتَة أو المُصطَنَعَة، لا سيّما بعد التطوّر الإعلامي الهائل، وفقدان الناس القدرة على التمييز بين المخاطر الحقيقية وتلك المُضخَّمَة. وهذا يحتّم الاحتفاظ بالقدرة على التمييز، خصوصاً أنه يتمّ تظهير بعض الأحداث والملفات خلال حقبات معيّنة، قبل سحبها من التداوُل كلياً في مراحل أخرى".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار