في عيده... المعلم بين الرسالة وبين الراتب الزهيد والقلق والقهر! | أخبار اليوم

في عيده... المعلم بين الرسالة وبين الراتب الزهيد والقلق والقهر!

كارول سلّوم | الخميس 09 مارس 2023

"فلاح يغذيه وجندي يحميه ومعلم يربيه"... هل ما زال قول جبران ساريا؟

كارول سلوم - "أخبار اليوم"

لم تعد نانسي تذكر أن التاسع من شهر آذار من كل عام يشكل مناسبة للإحتفاء بها، فالظروف الراهنة في البلد احجبت الرؤية عن كل شيء. وبات أي موظف يعاني الاحباط بعدما صار في قلب الانهيارات التي تصيب القطاعات الحيوية والمنتجة في البلد، ولم يعد هناك بالتالي مكان لضجيج الاحتفال الخاص بالمناسبات ولاسيما عيد المعلم.

تحاول نانسي إظهار ابتسامتها لكنها سرعان ما تقاطعها تنهيدة تعبر عن الواقع الراهن، فتآكل راتبها بالليرة اللبنانية خطف منها عشقها للمهنة الأحب إلى قلبها. هي رسالة، تقول لكنها لا تطعم خبزا في الوقت الراهن. وبالنسبة اليها ليس هناك اسوأ من ذلك الشعور الذي يدفعك إلى ان تعمل وتربي الأجيال وانت مفلس، لكن إعداد الطالب وتزويده بالعلم والمعرفة هو التزام من أي معلم أو معلمة.


أن ينال الأستاذ حقوقه التعليمية ليس بالشيء الكثير، هذا ما تؤكده نانسي التي تعبت من المطالبة بها وتشير إلى ان هناك معلمات يشعرن باليأس ويخبئ بعضهن حزنهن في حين أن معلمات ينفجرن بالبكاء على مرأى من الطلاب بعدما تبلغن أن رواتبهن متدنية جدا وكذلك الأمر بالنسبة إلى الجزء المتصل بالفريش.
وتضيف: لا أسمح لنفسي أن اتخلى عن مسؤولياتي وعن تقديم الأفضل لطلابي بمعنى آخر ألا اشرح الدرس كيفما كان أو أن يتكرر غيابي لسبب غير أساسي.


وكما نانسي، هناك معلمات ومعلمون نذروا انفسهم لوظيفة التعليم حتى بات التعلق بها أمرا غير اعتيادي، فدوام المدرسة لا ينتهي لأنه حكما ينتقل العمل إلى المنزل حيث التحضير وإعداد الدروس وتصحيح الامتحانات أيضا.
تتحدث نانسي بحسرة عما آلت إليه الأوضاع وعن الراتب الذي لم يعد يكفي لشراء ادنى الإحتياجات. وتقول أنه عندما يطالب الأساتذة بترتيب هذه الرواتب فهم لا يريدون أن يتحمل الأهل الأعباء أو أن تقوم مواجهة بينهم وبين أولياء أمور الطلاب فالمسألة تتصل بكيفية معالجة إدارات المدارس الأمر والمقصود بذلك إدارات المدارس الخاصة التي طالبت بالزودات في العملتين الوطنية والأجنبية بالاتفاق مع لجان الأهل.


ومع تراكم مشكلة الحقوق من استشفاء وغيره... لم يعد بأستطاعة المعلم الإستمرار في التضحية الكبيرة، أليس هو من نسيج هذا الوطن؟ وكيف السبيل للصمود؟ تغمض نانسي لبرهة من الوقت عينيها وتستعيد ذكريات حلوة حين كان المعلم مصانا ولا يحتاج إلى أن يستجدي الحق المكتسب.


تبدو علامات الإرهاق والقلق ظاهرة على وجه نانسي التي تسأل عما إذا ما قاله الشاعر والكاتب جبران خليل جبران من أن الوطن يقوم على كاهل ثلاثة فلاح يغذيه وجندي يحميه ومعلم يربيه لا يزال ساريا ام لا .

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة