طاقاتنا لنا... لمَنْع تحويل الإعلام اللبناني الى ساحة اقتتال بين إيران وجيرانها بعد تحييد الخليج! | أخبار اليوم

طاقاتنا لنا... لمَنْع تحويل الإعلام اللبناني الى ساحة اقتتال بين إيران وجيرانها بعد تحييد الخليج!

انطون الفتى | الثلاثاء 14 مارس 2023

مصدر: "لوبي" لبناني جدّي يُجيد لفت الانتباه العالمي الى لبنان

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

في البلدان المُحترَمَة، يمكن لتحقيق صحافي، أو لفضيحة إعلاميّة، أن تُدخل أي مسؤول، وحتى لو كان رئيساً للبلاد، الى السّجن.

فماذا عن لبنان، الذي يرزح تحت نير ظروف توفّر فرصاً هائلة لإحداث زلازل وبراكين قادرة على أن تُدخل الكبار، وكبار الكبار الى السجون، وحيث توجد الطاقات والكميات اللازمة من الأموال المهدورة، على كل ما لا يلفت انتباه الرأي العام العالمي الى الكوارث المعيشية اليومية التي تتحكّم بحياة اللبناني.

 

لا يهمّه

فلا يهمّ المريض المُشرف على الموت في لبنان، ولا الجائع الذي لا يأكل إلا مرّة واحدة بمعدّل كل أربعة أيام، كما لا يهمّ الرأي العام العالمي، إذا كانت حظوظ X تتقدّم على فرص Y في السّباق الرئاسي، ولا أسباب ذلك.

كما لا يهمّ المريض والموجوع...، ما إذا كانت الدولة X في المنطقة تقاربت مع Y، خصوصاً أن موارد الحصول على دواء، وطعام، وشراب، وفواتير كهرباء، واتّصالات... لن "تنبع" من السّفارة هذه، ولا من السفارة تلك، إذا أُعيد افتتاحهما في هذه العاصمة، أو تلك.

 

أمبراطوريات

فما ينفعنا هو أن تجنّد الأمبراطوريات الإعلامية في لبنان، بكلّ ما تتمتّع به من حماية ورعاية سياسية ومالية... محليّة أو خارجية، (أن تجنّد) كل قواها، لفَضْح مسؤول أو حاكم أو حزب أو تيار لبناني فاسد، بما لا يوفّر له ولا حتى دقيقة هدنة، وبما يبيّن جرائمه السلطوية ونتائجها المعيشية والحياتية، بشكل يؤسّس ليس فقط لإخراجه من السلطة، بل لمحاكمته، وسجنه، بحُكم الملموس المفضوح.

ففي لبنان، لدينا الأمبراطوريات الإعلامية القادرة على القيام بهذا النّوع من الزلازل. وهي أمبراطوريات تنعم بدعم مالي وسياسي محلّي وعربي، يوفّر لها الطاقات القادرة على إحداث انقلاب كبير في اليوميات اللبنانية. وحتى إن تلك الأمبراطوريات قادرة أيضاً على النّشاط والعمل من خارج لبنان، بأشكال وأسماء عدّة، أي من قبرص مثلاً، أو من دول أوروبيّة، بحثاً عن مزيد من الحرية في كشف الفضائح.

 

طاقات

قد يقول قائل إن ما نقوله ليس منطقياً أو دقيقاً، تماماً. ولكن الواقع يؤكّد أنه أكثر من دقيق.

فعلى سبيل المثال، بدلاً من استعمال بعض التمويل العربي لتجنيد الطاقات من أجل التحوُّل الى منصّات لمهاجمة إيران والسياسة الإيرانية في المنطقة، عبر لبنان، وبما يحيّد الأراضي الخليجية، (وهي أنشطة قد تزداد كثيراً في المستقبل، مع تقدُّم العلاقات الخليجية - الإيرانية، وبشكل سيجعل بعض وسائل الإعلام اللبنانية منصّة للانتقادات الخليجية لطهران من خارج منطقة الخليج)، فقد يكون مُفيداً الاستعانة بتلك الطاقات لمصلحة الداخل اللبناني.

وبدلاً من الاستعانة بالأموال الإيرانية من أجل التسويق للسياسة الإيرانية، ولانتقادات طهران للعرب في وسائل الإعلام اللبنانية القريبة من إيران، أي من خارج الأراضي الإيرانية في زمن التسويات مستقبلاً، فقد يكون مُفيداً تجنيد كل أنواع الدّعم والطاقات لإحداث نقلة نوعيّة على مستوى الداخل اللبناني.

فصحيح أن بعض وسائل الإعلام اللبنانية تفضح بعض الأسماء من حين لآخر، وتقدّم نفسها على أنها رائدة في مجالات مكافحة الفساد، إلا أن عملها ينطلق في معظم الأحيان من مُنطلقات سياسية، ومن أهداف خاصّة، تجعل عملها من دون فاعليّة، وتسرّع "استسلامها" في حال الاستجابة لبعض مصالحها.

 

"لوبي"

شدّد مصدر مُطَّلِع على "الحاجة الى تفعيل "لوبي" لبناني داخلي وخارجي، يمكن للطاقات الإعلامية الكبرى في لبنان أن تشكّل جزءاً أساسياً منه".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "الإعلام هو بروباغندا، وتلك الأخيرة قادرة في ما لو استُعمِلَت بشكل صحيح ومكثَّف وحرّ، على أن تُحدث التغيير الكبير في لبنان. فمن أدخل الولايات المتحدة الأميركية الى العراق كانت البروباغندا الإعلامية، ومشاهد الفقر والجوع والمرض في العراق، خلال فترة حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. فهذا ما أقنع الرأي العام الأميركي بالحرب، وليس الحديث عن أسلحة الدمار الشامل بحدّ ذاته".

 

مجهود أكبر

وأشار المصدر الى "مشكلة أساسية تتعلّق بالملف اللبناني، وهي أن أكثر ما يؤثّر في الرأي العام العالمي في العادة لا يتعلّق بلبنان، ولا بانهياره، مهما كثرت التقارير عن زيادة الفقر والحاجة فيه. وهو ما يفرض القيام بمجهود لبناني إعلامي أكبر، لإظهار حَجْم التجاوزات المعيشية في لبنان أمام العالم كلّه".

وختم:"حرب سوريا بكلّ ما تختزنه من مشاهد قتل ودمار ولجوء. وحرب اليمن التي كلّفت مليارات الدولارات، وآلاف القتلى والجرحى، كلّها تساهم في رسم السياسات السورية واليمنيّة مستقبلاً.  ولكن العالم لن يُغمض عيونه اليوم ويفتحها غداً، قائلاً إن لبنان هو هاجسي الأساسي، من دون "لوبي" لبناني جدّي، داخلي وخارجي، مالي واقتصادي وإعلامي، يُجيد لفت الانتباه العالمي الى لبنان، والى الأزمات التي يُعاني منها شعبه".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار