تحالف عسكري إسلامي بأسلحة روسية - صينية وبعد التخلّي الخليجي عن السلاح الأميركي؟ | أخبار اليوم

تحالف عسكري إسلامي بأسلحة روسية - صينية وبعد التخلّي الخليجي عن السلاح الأميركي؟

انطون الفتى | الجمعة 17 مارس 2023

شحيتلي: مشروع ليس سهلاً خلال سنوات قليلة

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

الى أي مدى اقترب اليوم الذي سيُعلَن فيه عن أن السعودية ودول الخليج العربية بدأت مسار التخلّي عن السلاح الأميركي؟

 

منظومة واحدة

يرجّح خبراء في شؤون الشرق الأوسط أن الخرق الديبلوماسي الصيني الأخير في المنطقة، على مستوى الاتّفاق الإيراني - السعودي ذات المفاعيل الاقتصادية والمالية في مدى متوسّط، سيتطوّر في وقت لاحق ليُصبح عسكرياً، إذ لا مجال لضمان استقرار أمني فعلي ومُستدام في اليمن والخليج، من دون التأسيس لتحالف عسكري إسلامي، يجمع دول مجلس التعاون الخليجي وإيران تحديداً، في منظومة أمنية وعسكرية واحدة.

 

 

السلاح

وبما أن هذا النّوع من التحالفات يحتاج الى "هوية عسكرية" مُتجانسة، والى ضمانات خارجية حتى ينجح، لن تكون إلا صينية - روسيّة في الخليج، نظراً لقدرة موسكو وبكين على جمع الدول الخليجية وإيران معاً، بينما لا قدرة لواشنطن على ذلك بسبب علاقاتها المتوتّرة مع طهران دائماً (في الظّاهر على الأقلّ)، فإن هذا المشروع سيتطلّب تخلّي دول الخليج العربية عن سلاحها الأميركي، وعن التكنولوجيا الأميركية، لصالح شراء أسلحة روسيّة وصينيّة، والحصول على تكنولوجيا صينيّة وروسيّة، بما يجعلها (دول الخليج) أكثر انسجاماً مع إيران، وبشكل يؤسّس لحالة من الاستقرار الدائم هناك.

فما هي المدّة الزمنيّة اللازمة لهذا التحوّل العسكري من الغربي الى الشرقي في دول الخليج العربية؟ وكم سيكون مُكلِفاً؟ وما هي تداعياته بعيدة المدى؟

 

وقت طويل

أكد اللواء الركن المتقاعد عبد الرحمن شحيتلي أن "هذا المشروع ليس سهلاً أو مُمكناً خلال سنوات قليلة. وعمليّة التحوُّل بالسلاح والثّقافة العسكرية والتدريب من الغرب الى الشرق، لا سيّما الصيني، قد لا تكون مُتاحة إلا بعد عقود ربما".

وشرح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "السبب الأول للصّعوبات، هو مشكلة كبيرة جدّاً تتعلّق باللّغة الصينيّة صعبة الاستعمال في التفاهم المُتبادَل السريع. هذا الى جانب الاختلاف بين الثقافتَيْن الصينية والعربية، سواء من ناحية العادات الغذائية، والاجتماعية، أو صعوبة تقبُّل الثقافة الصينية في المجتمعات العربية خلال سنوات قليلة".

وأضاف:"تداخلت الثقافة الغربية مع ثقافات الشعوب الشرق أوسطية بعد الحرب العالمية الأولى، وبمدّة زمنيّة استغرقت 100 عام تقريباً. وهي المدّة نفسها ربما التي ستحتاجها الثقافة الصينيّة حتى تتداخل مع العربية. وبالتالي، هذا المسار ليس سهلاً كما قد يعتقد البعض. فضلاً عن أن الدول العربية، والسعودية، احتاجت الى فترات طويلة قبل أن تتآلف مع الأسلحة الأميركية والغربية. وأي عملية تحوُّل نحو السلاح الشرقي، ستحتاج الى وقت طويل أيضاً".

 

 

الشرق الأقصى

وأشار شحيتلي الى أن "الصين تتقدّم على الولايات المتحدة الأميركية اقتصادياً وتكنولوجياً، وواشنطن تسلّم بهذا الأمر. ولكن تسلّم بكين في المقابل بالقدرة الأميركية على تدمير أي تفوُّق صيني لا تعرف أميركا حدوده، أو إذا كان يمسّ بالمصالح الأميركية. فهذه هي طريقة التعاطي بين الأميركيين والصينيين".

وتابع:"لم تَعُد توجد مصلحة أميركية كبرى بالانخراط في منطقة الشرق الأوسط ومشاكلها، كما كان عليه الحال في السابق، وذلك بموازاة تركيز أميركي أكبر على أوروبا وأوكرانيا، كما على المنطقة المحيطة بالصين. فالشرق الأوسط حظيَ باهتمام أميركي بعد عام 1948، كبديل من النّفوذَيْن الإنكليزي والفرنسي آنذاك، ولكونه (الشرق الأوسط) قاعدة وسطية باتّجاه الشرق الأقصى. أما اليوم، فقد صارت واشنطن موجودة هناك، أي بجوار الصين، وهي لم تَعُد مهتمّة سوى بالحفاظ على مصالحها في الشرق الأوسط، من دون أي انخراط جدّي آخر فيه".

 

مصالح

ولفت شحيتلي الى أن "السعودية تدرك ذلك، وتتصرّف على أساسه. وهي تستعمل حقّها بالتوصُّل الى اتفاقيات اقتصادية مع الصين، والى تهدئة مع إيران، و(السعودية) أصبحت دولة تأخذ قراراتها من دون إملاءات أميركية، وبمعيّة التزامها بحدود اللّعبة الدولية، أي من دون المساس بالمصالح الأميركية، ومن خارج اتّخاذ قرارات عدائية لواشنطن".

وقال:"لا مشكلة أميركية بتقارُب سعودي - إيراني، ولا بعلاقات سعودية - صينيّة، شرط عَدَم إزعاج المصالح الأميركية بسلاح النّفط، وعَدَم المساس بالمؤسّسات والمصالح الأميركية في السعودية، وعَدَم وقف المؤسّسات الأميركية فيها (السعودية) عن العمل لصالح التعامُل مع الصينيّين. وبالتالي، يمكن للسعودية أن تُصبح مثل تركيا، التي هي دولة قريبة من الروس، تشتري الصواريخ (إس - 400 مثلاً) منهم رغم الانزعاج الأميركي، ولكن بموازاة التزامها بخطوط حمراء المصالح الأميركية، وهو ما يُبقيها ضمن حلف "الناتو" رغم كل شيء. وهذا هو الدور السعودي الجديد".

وختم:"التسليح الصيني للسعودية لا يزال مُبكراً جدّاً. ومفاعيل الخرق الصيني الأخير في الخليج ستقتصر على الاقتصاد، والتكنولوجيا، والمشاريع الكبرى، والتبادل التجاري. وفي هذا الإطار، يُسجَّل للصين أنها صادقة، وأنها دولة  تنفّذ كل ما تَعِد به. وهذا عامل مهمّ جدّاً للمبادرات والوساطات الصينيّة، وللعمل الصيني في منطقة الشرق الأوسط".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار